الجزائر - عمار قردود
كشفت مصادر أمنية تونسية، عن تعرّض حافلة جزائرية من الحجم المتوسط كانت تقل سياحًا على الطريق السريع في منطقة حي الزّهور بالسجومي، بين عمارات الحرايرية وسيدي حسين في العاصمة التونسية، للاعتداء بالعنف والرّشق بالحجارة و القوارير، الإثنين 3 يوليو/تموز 2017، وذلك إثر تدخّل بعض ركاب الحافلة الجزائرية لنجدة مواطنة تونسية كانت ضحية عملية سرقة لحقيبتها اليدوية.
وتسبب هذا الاعتداء العنيف على الحافلة الجزائرية في إصابة سائق الحافلة بجروح بالغة الخطورة، عندما قام أحد المعتدين بتوجيه طعنة خجر لسائق الحافلة في الرقبة ما استدعى نقله إلى المستشفى أين خضع إلى عملية جراحية عاجلة و هو لا يزال نزيل المستشفى حتى الآن، كما تم تسجيل إصابة بعض ركاب الحافلة المعنية إلى إصابات خفيفة و قد تم نقلهم إلى المستشفى على الفور و تم تهشيم زجاج الحافلة و إلحاق خسائر بها.
وأوضحت المصادر أن الحافلة تعود إلى أنصار فريق اتحاد الجزائر، كانت في طريق عودتها من تونس إلى الجزائر، وواجه فريق إتحاد الجزائر، نظيره أهلي طرابلس الليبي في مدينة صفاقس التونسية لحساب الجولة الخامسة من دوري المجموعات لمنافسة رابطة أبطال أفريقيا، وهي المباراة التي عرفت تنقل قياسي لجماهير سوسطارة إلى تونس خلال الأسبوع الماضي.
وتعهدّت مصالح الأمن التونسية بالسيجومي بالبحث عن المعتدين و تمّ الاحتفاظ بعدد من الأشخاص المشتبه بتورطهم في الاعتداء على ركاب الحافلة الجزائرية، و افادت وزارة الداخلية التونسية أن الوحدات الامنية تنقلت إلى مكان الواقعة و قامت بتأمين الركاب و الحافلتان اللتان تعرضت إحداهما إلى أضرار مادية تتمثل في تهشيم زجاجها، كما تم إسعاف السائق المتضرر الذي أصيب بجروح و تم نقله إلى أحد مستشفيات العاصمة و أجريت له عملية جراحية وحالته الصحية مستقرة.
و بإجراء جملة من التحريات الميدانية ، تبين أن الحافلة الجزائرية المستهدفة و التي كانت تقل مجموعة من محبي فريق اتحاد العاصمة الجزائري و التي كانت على مستوى مفترق الطريق السريعة الغربية حي الزهور لمح ركابها مجموعة من المنحرفين بصدد سلب إمرأة في الطريق الشيء الذي أدى إلى توقف الحافلة و تدخل بعض ركابها قصد إثناءهم عن القيام بهذه العملية ، الأمر الذي أدى إلى رشقهم بالحجارة من قبل أولئك المنحرفين الذين استنجدوا بمجموعة أخرى ناهز عددها 30 شخصًا واصلوا الإعتداء عليهم مستغلين حالة الفوضى التي نتجت ليتسنى لأحدهم الإقتراب من سائق الحافلة و الإعتداء عليه بقارورة مهشمة على مستوى الرقبة ثم لاذ بالفرار نحو وجهة مجهولة، و لا تزال الشرطة القضائية التونسية بضاحية "السيجومي" في ولاية تونس العاصمة تجري تحقيقاتها الأمنية لكشف ملابسات الحادثة التي استنكرها ناشطون تونسيون و جزائريون عبر شبكات التواصل الاجتماعي.فيما إستبعدت مصادر حكومية تونسية أن يتسبب هذا الإعتداء المعزول و الذي نفذته مجموعة من الشباب التونسي المنحرف أن يؤثر على توافد السياح الجزائريين على تونس هذه الصائفة.
وقال مصدر دبلوماسي جزائري، إن السفير الجزائري في تونس عبد القادر حجّار، أوفد مندوبًا عنه لمتابعة وضعية الرعايا الجزائريين الذين غادروا جميعهم المستشفى-بإستثناء سائق الحافلة الذي لا يزال بالمستشفى بسبب خضوعه لعملية جراحية و أن موعد خروجه سيكون الخميس المقبل- مع أخذ أقوالهم لدى الشرطة التونسية التي تعهدت بالإيقاع بأفراد العصابة في أقرب فرصة ممكنة.
أرسل تعليقك