تضخم الديون العائلية في تونس يحدث تغييرا في التركيبة الاجتماعية
آخر تحديث GMT18:13:53
 العرب اليوم -

تضخم الديون العائلية في تونس يحدث تغييرا في التركيبة الاجتماعية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تضخم الديون العائلية في تونس يحدث تغييرا في التركيبة الاجتماعية

تضخم الديون للعائلات التونسية
تونس - العرب اليوم

يؤشر تضخم منظومة الديون بالنسبة للعائلات التونسية على تحولات كبيرة في البنية الاجتماعية، كما يدل على بداية تآكل الطبقة المتوسطة التي تراجعت إمكانياتها نتيجة التضخم الاقتصادي واستمرار غلاء الأسعار.

ويؤكد خبراء أن تضاعف المتطلبات الحياتية نتيجة جمود الأجور وضعف زيادة الرواتب في مقابل تصاعد الأسعار جعل المواطن التونسي في ارتهان دائم للمنظومة البنكية نتيجة لجوئه إلى القروض القصيرة والسحب من الرصيد الخالي بتواتر شهري تقريبا. ويرى مراد الحطاب الخبير التونسي في المخاطر المالية، في تصريحات لـ”العرب”، أن قيمة ديون التونسيين للبنوك تقدر بحوالي 20 مليون دينار (حوالي 8 ملايين دولار). وأشار إلى أن هذا الرقم يشمل التونسيين المدمجين في الجهاز المالي ولديهم معاملات بنكية مسجلة، والذين لا تتجاوز نسبتهم 30 بالمئة فقط.

وأكد الحطاب أنه إلى جانب المديونية الضخمة فإن التعاملات المالية التي تتيحها البنوك للسحب من الأرصدة الخالية لفائدة زبائنها بلغت 5.23 مليار دينار (2.1 مليار دولار) خلال العام 2016، وهو ما يشير إلى تحولات جديدة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي. ويمثل القرض السكني وتمويل شراء سيارة عائلية وقروض الاستهلاك حوالي 70 بالمئة من إجمالي الديون البنكية للأفراد، فيما تشمل النسبة المتبقية أنماطا مستجدة من المعاملات المالية.

مراد الحطاب: التونسيون يلجأون إلى الديون بسبب الفارق بين إيراداتهم ونفقاتهم

وخلال السنوات الماضية ظهرت أنماط جديدة من القروض البنكية التي يلجأ إليها الأفراد وأرباب الأسر لتغطية نفقات مناسبات سنوية معينة من بينها العودة المدرسية أو الأعياد وشهر رمضان، والتي تحولت إلى “عرف اقتصادي” متداول. ولفت الحطاب إلى إشكالية غياب التوازن بين إيرادات التونسيين وحجم ديونهم المتزايدة، معتبرا أن هذا الاندفاع نحو التداين لا يعكس نمطا استهلاكيا محفزا للإنتاج.

وقال إن أكثر من 900 ألف عائلة تونسية ترزح تحت خط الفقر، وهو ما يعادل 30 بالمئة من إجمالي التركيبة السكانية، فضلا عن نسب بطالة مرتفعة وتشغيل هش تقارب 40 بالمئة. ويرى الحطاب أن الأرقام التي تحدث عنها لا يمكن على ضوئها تصنيف المجتمع التونسي مجتمعا استهلاكيا أو راغبا في حياة مرفهة. وقال “التونسي أصبح يلجأ إلى الدين لسد فجوة أحدثها الفارق بين الرواتب والضرورات المعيشية”.

وتطرح الزيادات التي وظفتها الحكومة التونسية مؤخرا في تسعيرة خدمات ومواد استهلاكية، من بينها الكهرباء والمحروقات، مخاوف من اتساع حجم الديون بحسب المراقبين في ظل توجه الدولة إلى مراجعة منظومة الدعم. وأكد مسؤولون تونسيون كبار في تصريحات صحافية سابقة أن الحكومة تبحث عن حلول جديدة لمراجعة سياسة الدعم بهدف جعلها في خدمة الفئات محدودة الدخل ممن ليست لهم القدرة على مواجهة المصاريف الأسرية المتفاقمة.

وتعمل المصالح الحكومية على قاعدة بيانات جديدة بخصوص الأوضاع الاجتماعية للتونسيين لتأمين برامج وإجراءات لصالح العائلات الفقيرة. ونبه الحطاب إلى أن كتلة الديون البنكية تمثل نسبة 25 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهي نسبة يمكن أن تشهد تضخما سريعا إذا ما تخلت الحكومة عن وظائفها الاجتماعية في ظل غياب منهجيات واضحة للتخطيط وعدم التناسب بين الحجم الديمغرافي والناتج الوطني.

وأنتجت الأوضاع الاقتصادية الصعبة بنية اجتماعية غير قادرة على خلق الثروة.وتطرح فرضية زيادة الديون البنكية أكثر مخاوف جدية من ارتفاع نسبة الفقر نتيجة تراجع مستوى الطبقة الوسطى وتضخم مستويات القروض غير المستخلصة من قبل العائلات والأفراد. وتقدر جملة الديون البنكية غير المسددة بحوالي 838 مليون دينار (حوالي 400 مليون دولار) سنة 2016 وتمثل القروض الفردية للأشخاص نسبة هامة منها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تضخم الديون العائلية في تونس يحدث تغييرا في التركيبة الاجتماعية تضخم الديون العائلية في تونس يحدث تغييرا في التركيبة الاجتماعية



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب
 العرب اليوم - طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 18:25 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إخلاء تجمع سكني في تل أبيب بعد وقوع حادث أمني

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تتحدث للمرة الأولى عن رحيل زوجها وابنها

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 10:27 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:41 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

ماجد الكدواني يواصل مُغامراته في"موضوع عائلي"

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حاتم يكشف مفاجأة حول إطلالاته الأخيرة

GMT 23:00 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

حقيقة زواج سمية الخشاب في العام الجديد

GMT 08:44 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

رامي صبري يوجّه رسالة لتامر حسني وهو يردّ

GMT 22:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يمازح الجمهور بعد مروره بموقف طريف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab