داعش تغزو السوق السورية بالمازوت وتبيعه في دمشق
آخر تحديث GMT00:35:08
 العرب اليوم -

"داعش" تغزو السوق السورية بالمازوت وتبيعه في دمشق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "داعش" تغزو السوق السورية بالمازوت وتبيعه في دمشق

"مازوت داعش" في السوق المحلية السورية
دمشق ــ العرب اليوم

غزا ما يعرف  بـ"مازوت داعش" السوق المحلية السورية المتعطشة للمحروقات جراء عجز الحكومة السورية عن تأمين احتياجاتها منه، بحيث باتت أكثر المناطق والمدن السورية الواقعة تحت سيطرة النظام تشهد انتشارا واسعا لعمليات تسويق منظمة تقوم بتأمين المازوت المستخرج من آبار النفط المستولى عليها من قبل تنظيم داعش في المنطقة الشرقية وتوصيلها عبر شبكات توزيع تتولى عملية بيعها من خلال منافذ مخصصة لها.

وتتخذ مراكز البيع الجديدة من الطرق السريعة ومداخل المدن الكبرى على وجه التحديد أماكن لها، وتتعدد أشكال تسويق المادة بين الشراء المباشر من على البسطات التي تقوم ببيع الـ«غالونات»، أو يقصدها سائقو الحافلات الكبيرة لتزويد مركباتهم بالمازوت، بالإضافة إلى مراكز توزيع تحوي خزانات متوسطة الحجم تتولى مهمة تزويد تجار آخرين يقومون بنقله إلى مناطق أخرى لبيعه فيها من جديد.

ونقلت الشرق الاوسط عن مصدر من داخل دمشق أنه في الوقت ذاته الذي يندر فيه وجود المازوت في محطات الوقود النظامية داخل العاصمة، يتوافر «مازوت داعش» بشكل واسع على أوتوستراد دمشق - حمص، ودمشق - السويداء.

 ولفت المصدر إلى أن سعر لتر المازوت قد بلغ 120 ليرة سورية، وهو السعر الذي قامت الحكومة بإقراره على خلفية غلاء أسعار المحروقات في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حين خصصت الحكومة مستويين لثمن المازوت، الأول بلغ 80 ليرة سورية للتر المدعوم المخصص للأسر السورية بكميات تبلغ 200 لتر للأسرة الواحدة، أما الثاني فبلغ 120 ليرة وهو سعر المازوت الحر الذي قالت الحكومة إنه سيباع في محطات المحروقات للمنشآت الصناعية وسيارات النقل.

ولفت المصدر إلى أنه بات من المشاهد اليومية المألوفة انتشار أماكن بيع المازوت بشكل علني وعلى مرأى من أعين النظام الذي لا يبدي أي اعتراض عليها، على عكس ما يقوم به حيال المهربين الذين يقومون ببيع المازوت النظامي المدعوم المخصص للأهالي في السوق السوداء.

بينما تقوم سيارات النقل الكبيرة التي تتولى مهمة توصيل «مازوت داعش» إلى المناطق المتعددة بعبور الحواجز النظامية من دون أي اعتراض عليها من قبل النظام.

ولا تقتصر عمليات بيع «مازوت داعش» على مناطق النظام في دمشق والسويداء واللاذقية وحماه وإدلب، بل في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة أيضا.

وفي الوقت الذي يستقر فيه سعر لتر «مازوت داعش» عند حدود 120 ليرة، فإنه يشهد انخفاضا في مناطق المعارضة في حلب وريفها حيث يباع بسعر 90 ليرة، الأمر الذي يعكس رغبة شبكات التوزيع والوسطاء والسماسرة في فرض السعر الذي يرونه مناسبا للمادة.

وكان سكان حلب وريفها قد وجدوا في «مازوت داعش» بديلا للتدفئة ولتأمين نار الطهي عن مخصصاتهم من الوقود التي كان النظام قد حرمهم منها، كنوع من العقوبة التي فرضها على جميع المناطق الخارجة عن سيطرته.

ولا تقتصر عمليات تغذية السوق السورية على «مازوت داعش» وحسب، بل كان للمازوت المستخرج من «حقول رميلان» الواقعة تحت إدارة المناطق الكردية دوره أيضا في تغذية سوق محافظة الحسكة على وجه الخصوص، حيث فرضت الإدارة الذاتية في تلك المنطقة قرارا نص على بيع المازوت بسعر 30 ليرة فقط للتر الواحد، وتتولى إدارة المناطق الكردية عملية تزويد سوق ريف الحسكة الجنوبي والشمالي بالإضافة إلى القامشلي وباقي المناطق الواقعة تحت سيطرتها بمادة المازوت المستخرج أيضا بطرق بدائية وعشوائية. ويعتقد أن ثمة صفقات سرية يقوم بها وسطاء يشترون المازوت من تنظيم داعش، ويؤمنون عمليات توصيله وبيعه في مناطق سيطرة النظام وبالتعاون معه، وفق ما يقول ناشطون سوريون.

وتبقى المشكلة الأكبر في استخدام «مازوت داعش» بأنه يشكل خطرا بيئيا وصحيا كبيرا، حيث ظهرت أمراض الطفح الجلدي على العاملين بتماس مباشر مع المادة، عدا عن أخطار استخدامه من قبل السكان الذين يعتمدونه في التدفئة.

يذكر أن تنظيم داعش قد أحكم سيطرته على ما يزيد على 60 في المائة من آبار النفط السورية التي يزيد إنتاجها على 180 ألف برميل يوميا، بينما تسيطر قوات الحماية الكردية على غالبية آبار النفط المتبقية في شمال شرقي سوريا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعش تغزو السوق السورية بالمازوت وتبيعه في دمشق داعش تغزو السوق السورية بالمازوت وتبيعه في دمشق



GMT 05:18 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن قد تفرض عقوبات صارمة على مستوردي النفط الروسي

GMT 03:33 2024 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

بوتين يلغي شرط سداد قيمة مبيعات الغاز عبر بنك غازبروم

GMT 02:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

توقف الإنتاج في أكبر حقل نفطي في غرب أوروبا

GMT 07:54 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يتهم إدارة بايدن بتخريب الاقتصاد الأميركي

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 العرب اليوم - لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab