لا يزال ضحايا فيروس كورنا المستجد يسقطون بالمئات كل يوم في الوقت الذى لم يجد فيه العالم سبيلا لوقف انتشاره بعد ظهور العدوى في دول جديدة، ووصل عدد الوفيات إلى 2698 حالة حول العالم أغلبها في الصين، بينما تجاوزت الإصابات 80 ألف حالة، بحسب ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية.
واتسعت دائرة انتشار كورنا في كوريا الجنوبية وبوتيرة سريعة للغاية، حيث بلغ عدد الإصابات في البلاد أكثر من 890، بينما في أوروبا كانت الانتشار الأكبر في إيطاليا التى توفي بها 7 حالات وأصيب أكثر من 220 رغم إجراءات الطوارئ المشددة، فيما أعلنت إيران على الأقل 60 إصابة و12 وفاة، وإن كان نائبا في مدينة قم زعم وفاة 50 حالة بالمدينة لكن وزارة الصحة الإيرانية نفت تلك المزاعم.
وفي الولايات المتحدة، هناك 53 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس وفقا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقابة، 36 منهم كانوا على متن السفينة السياحية دايموند برانسيس. وكتب الرئيس دونالد ترامب علو تويتر يقول "فيروس كورونا تحت السيطرة جدا في الولايات المتحدة".
وأعلنت هونغ كونغ استمرار إغلاق كل المدارس حتى 19 إبريل على الأقل لمنع انتشار الفيروس.. ولم يذهب الكثير من الطلاب في المدينة إلى مدارسهم منذ عطلة العام القمرى الجديد التى بدأت في 22 يناير، على الرغم من أنهم يواصلون دراستهم عبر التعليم الإلكتروني.
وقال مسئولون بمنظمة الصحة العالمية إن الوقت لا يزال مبكرا للغاية لإعلان فيروس كورونا المستجد Cov19 وباء ينتقل بين الدول، إلا أن الوقت قد حان للاستعداد لذلك.
وفيما يتعلق بتداعيات انتشار الفيروس على الاقتصاد العالمي، قالت وكالة بلومبرغ الأميركية إن بعض خبراء الاقتصاد بدأوا يبحثون في تأثير تفشي الفيروس، وتوقع خبراء أكسفورد إيكونوميكس أن أزمة صحية عالمية يمكن أن تكون كافية للقضاء على أكثر من تريليون دولار من الناتج المحلى العالمى، وسيكون هذا نتاج للغياب عن أماكن العمل وتراجع الإنتاجية والسفر وتعطل سلاسل الإمداد وخفض التجارة والاستثمار.
وأشارت الوكالة إلى أن المستثمرين بدأوا يشعرون بالقلق بالفعل مع تراجع الأسهم الأمريكية أكثر من 3% يوم الإثنين، مع تراجع مؤشر S&P بأكبر معدل منذ فبراير 2018.
وحتى الآن لا تزال البنوك المركزية والحكومات تراهن على أن فيروس كورونا لن يضر الاقتصاد العالمي كثيرا، وربما يسمح له بفترة انتعاش يريع بمجرد تراجع المرض. لكن هذه الثقة تتعرض للاختبار الآن.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن الفيروس سيجبره على خفض0.1 فقط من توقعات النمو العالمة لعام 2020 والتي قدرها بـ 3.3%، بحسب ما قالت كبيرة الاقتصاديين في الصندوق جيتا جوبياث في مقابلة مع موقع ياهو فاينانس، مشيرة إلى أن إعلان الفيروس وباء سيحمل مخاطر بتراجع سلبي وسيناريوهات قاتمة.
فيما قالت شبكة "سي إن إن" إن أسواق الأسهم التى كانت حتى الآن تتجاهل إلى حد كبير تهديد فيروس كورونا، بدأت تتأمل الخطر المتزايد لضربة أكبر بكثير للاقتصاد العالمي. فقد أدت زيادة حالات الإصابة في إيطاليا وكورنا الجنوبية، ثامن وثانى عشر أكبر اقتصاد في العالم على التوالي، إلى رد فعل حاد من قبل المستثمرين. وأغلق المؤشر الرئيسى للأسهم كوريا الجنوبية منخفضا بنسبة 3.9% في أسوأ يوم منذ أكتوبر 2018، بينما أغلق مؤشر البورصة الرئيسي في إيطاليا منخفضا بأكثر من 5%.
وكان من المتوقع بالفعل أن يؤدى انخفاض الطلب على السلع والخدمات وإغلاق المصانع في الصين إلى إضعاف النمو الصيني في الربع الأول، مما يؤثر على التجارة وتباطؤ النمو العالمي. لكن انتشار الفيروس يزيد من خطر حدوص أضرار جسيمة للاقتصاديات التى كانت تنمو بوتيرة أبطأ بكثير من الصين، كما هو الحال في ألمانيا وإيطاليا واليابان، المعرضة بالفعل للركود.
وقال الخبير الاقتصادي في ريموند جيمس كيفين جيديس إنه عندما كان انتشار الفيروس قاصرا على الصين والدول المجاورة، كان بمثابة قضية اقتصادية لآسيا. والآن، مع انتشار الفيروس إلى إيطاليا، فإنه يجعل هذه القضية أوروبية وربما عالمية تعطل سلاسل الإمداد لأشهر أو سنوات قادمة.
قد يهمك ايضـــًا :
الصين تعدّل سياساتها المالية بسبب كورونا لتحقيق أهدافها الاقتصادية
الاقتصاد الدولي يترقَّب خطوات الصين لمواجهة تفشي "كورونا" في البلاد
أرسل تعليقك