السباق على المياه في أشده بين باكستان والهند في كشمير
آخر تحديث GMT02:25:58
 العرب اليوم -

السباق على المياه في أشده بين باكستان والهند في كشمير

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - السباق على المياه في أشده بين باكستان والهند في كشمير

حدود باكستان والهند
مظفر اباد - أ ف ب

على عمق بضع مئات من الأمتار تحت الأرض، ينشط آلاف العمال ليل نهار في ورشة كبيرة لإنتاج الطاقة الكهرمائية... ففي إقليم كشمير الذي تتنازع باكستان والهند السيادة عليه، السباق على الموارد المائية في أوجه.

وقد باشر هذان البلدان قبل سنوات كل من جانبه بناء محطة لانتاج الطاقة الكهربائية على المجرى المائي عينه وهو نهر نيلم الشاسع المعروف بمياهه الفيروزية والذي ينساب بين الوديان في كشمير.

وبات هذان المشروعان الواقعان على جانبي خط السيطرة (الحدود الفاصلة بحكم الأمر الواقع بين البلدين في كشمير) في المراحل النهائية ما يؤجج التوترات في المنطقة.

ويقول عارف شاه وهو مهندس باكستاني يعمل في الموقع منذ ثماني سنوات "نأمل الانتهاء قبل الهنود"، مقرا بأن الضغط الفعلي مصدره الحكومة التي تعهدت حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي التي تشل البلاد قبل انتخابات العام 2018.

ويؤكد بحماسة ظاهرة "رؤية مشروع تاريخي يصل إلى خواتيمه تمنحنا شعورا رائعا".

ويجهد أكثر من ستة آلاف عامل باكستاني وصيني حول السد المستقبلي على طول 28 كيلومترا من الأنفاق تحت الأرض أو في المحطة نفسها المقامة تحت 400 متر من الصخور في قلب جبال هملايا. ومن المتوقع أن تنتج المحطة ما مجموعه 969 ميغاوات من الكهرباء بحلول منتصف العام 2018.

وعند ملتقى نهرين، شارف بناء المنشأة الضخمة من الاسمنت والفولاذ على الانتهاء: المولدات الأربعة أصبحت في مكانها وتبقى مهمة شبكها بالمحولات والشبكة.

وفي الجانب الهندي، محطة كيشانغانا هي أيضا في المرحلة النهائية على رغم تأجيل تدشينها المقرر أساسا نهاية 2017 لأشهر عدة بحسب مسؤول في القطاع خصوصا بسبب الاضطرابات في كشمير.

- "تحد جدي" -

هذه المنطقة في هملايا هي في قلب النزاع الذي يسجل تسارعا كبيرا ويتواجه فيه منذ 70 عاما البلدان المجاوران والقوتان النوويتان كما يهدد بين الحين والآخر بتقويض الاستقرار في شبه القارة الهندية وحتى في العالم أجمع.

وتؤكد الهند أنها قتلت أكثر من مئتي "متمرد" في 2017. أما باكستان فتندد باستمرار "بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان" على يد "قوات الاحتلال الهندية". وقد دارت ثلاث حروب حتى اليوم على خلفية النزاع في كشمير.

وتشكل المياه مكونا جوهريا في النزاع خصوصا في ظل حالات الشح التي تعيشها الهند وباكستان منذ عقد وفق الأمم المتحدة، مع تراجع الموارد من المياه العذبة والازدياد المطرد في عدد السكان.

ويشكل هذا الوضع "تحديا جديا للأمن الغذائي والنمو على المدى الطويل" في باكستان، على ما حذر أخيرا البنك المركزي الباكستاني في تقرير.

- جغرافيا -

وتؤدي الطبيعة الجغرافية للمنطقة دورا سلبيا يسهم في تأجيج المشكلة. ويعتبر نهر السند من الأكبر في القارة وهو يعبر في هذه المنطقة الحدودية الحساسة في آسيا.

وينبع هذا النهر من التيبت ثم يمر بكشمير ويروي 65 % من أراضي باكستان خصوصا السهول الخصبة في البنجاب قبل أن يصب في المحيط الهندي.

وتشكل اتفاقية تقاسم المياه في السند الموقعة بعد مفاوضات شاقة العام 1960 برعاية من البنك الدولي، مرجعا نظريا في تقسيم المياه بين باكستان والهند وهي في هذا الاطار من النجاحات الدبلوماسية النادرة بين هذين البلدين.

وتعطي الاتفاقية للهند المتفرعات الشرقية الثلاثة (بياس ورافي وسوتليج) ولباكستان المتفرعات الغربية الثلاثة (السند وشناب وجهلم) كما تحدد شروط استخدام البلدين لحصصهما من المياه.

ويخضع نهر نيلم نظريا لسيادة باكستان التي أطلقت قبل ربع قرن مشروعا لمحطة نيلم-جهلم لمواجهة المشروع القانوني المنافس لكيشانغاغا في الكشمير الهندي.

وتخشى باكستان أن تؤدي محطة انتاج الطاقة الهندية إلى تقليص حجم المياه الذي يصل اليها. وقد لجأت اسلام آباد مرات عدة للبنك الدولي آخذة خصوصا على هذه المحطة الهندية أثرها على منسوب مياه نهر نيلم ومدى احتباس الماء فيه.

وبحسب مدير محطة نيلم-جهلم نيار علاء الدين، قد يسجل انتاج الكهرباء في الجانب الباكستاني تراجعا "من 10 % إلى 13%".

- الماء والدم -

غير أن المشاريع الكهرمائية عند نهر جهلم ليست سوى واحد من نقاط الخلاف بين البلدين فيما يواجه تطبيق الاتفاقية المائية لنهر السند عقبات متزايدة.

والى جانب المناوشات التقنية، يبقى مكمن الخوف الأساسي لدى باكستان في رؤية الهند تقطع المياه خلال المواسم الاستراتيجية على الصعيد الزراعي. هذه الفرضية تعود باستمرار إلى طاولة البحث على وسائل الاعلام الهندية والباكستانية ما يؤجج التوترات.

وقد ألمح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي نفسه إلى أنه لا يستبعد اتخاذ الهند تدابير مشابهة بعد هجوم في كشمير الهندية نسب إلى متمردين باكستانيين في ايلول/سبتمبر 2016.

وقال "المياه لا يمكن أن تسيل مع الدم".

لكن في الوقائع، يبدو القيام بخطوة تصعيدية بهذا الحجم صعب تقنيا كما أن أيا من الأطراف المعنية لم يسع جديا إلى إعادة النظر في الاتفاقية المائية لنهر السند.

ويقول غاريث برايس الباحث في مؤسسة "شاذام هاوس" البريطانية إن "الخلافات على السدود تشكل خصوصا مؤشرا إلى سوء العلاقات الثنائية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السباق على المياه في أشده بين باكستان والهند في كشمير السباق على المياه في أشده بين باكستان والهند في كشمير



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يرصد إطلاق صاروخين من شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab