أزمة الاقتصاد الروسي تمتد على كل دول الاتحاد السوفياتي السابق
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

أزمة الاقتصاد الروسي تمتد على كل دول الاتحاد السوفياتي السابق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أزمة الاقتصاد الروسي تمتد على كل دول الاتحاد السوفياتي السابق

القصر الرئاسي في مينسك
تبيليسي ـ أ ف ب

تتحول العاصفة النقدية في روسيا الى ازمة اقتصادية عميقة في روسيا وكل دول الاتحاد السوفياتي السابق من دفاتر الطلبيات الفارغة في ارمينيا الى حالة ذعر في مكاتب صرف العملة في بيلاروس وتراجع تحويلات المغتربين الى طاجيكستان.

وقال المتعهد الارميني مانفيل غاسباريان الذي يصدر مصنع الاحذية الذي يملكه تسعين بالمئة من انتاجه الى روسيا ان انهيار الروبل الذي خسر اربعين بالمئة من قيمته مقابل الدولار منذ بداية العام وتراجع اسعار النفط كان لها تأثير كبير عليه.

واضاف رجل الاعمال ان "اسعار منتجاتنا التجارية ترتفع بينما ينخفض دخل السكان والطلب يتراجع بشكل مذهل".

وفي مواجهة انخفاض قيمة العملة وهي الدرام بنسبة 11 بالمئة وتراجع بنسبة عشرين بالمئة (بالدولار) لتحويلات المغتربين المقيمين في روسيا، اضطر هذا البلد الواقع في القوقاز لاعادة النظر في طموحاته المتعلقة بالنمو لهذه السنة والذي تراجع الى 3,3 بالمئة بدلا من 4,1 بالمئة في تقديرات سابقة.

وقال الخبير الاقتصادي اشوت اراميان ان هذا الامر ليس غريبا لان "الشركات الروسية هي التي تسيطر على قطاعات استراتيجية مثل الطاقة والنقل بالسكك الحديد والاتصالات".

واوضح الخبير الاقتصادي ايغور نيكولاييف من المكتب الاستشاري اف بي كا في موسكو ان المنطق هو نفسه من بيلاروس الى آسيا الوسطى مرورا بالقوقاز. واوضح ان "المبادلات التجارية مع روسيا وتحويلات الاموال من قبل المغتربين تتراجع مع انخفاض سعر الروبل".

وخيبة الامل كبيرة لارمينيا التي تخلت في 2013 في اللحظة الاخيرة عن تقارب مع الاتحاد الاوروبي لتلتفت الى موسكو واتحادها الجمركي مع بيلاروس وكازاخستان. والقرار المماثل في اوكرانيا ادى الى الازمة السياسية قبل ان يغرق شرقها في حرب.

والشركاء الاكثر وفاء لموسكو هم الاكثر تضررا بينما يفترض ان تتحول منطقة التبادل الحر بين هذه البلدان في الاول من كانون الثاني/يناير الى اوسع اتحاد اورو-آسيوي.

وفي اوج تراجع الروبل منتصف كانون الاول/ديسمبر، هرع سكان بيلاروس الذي عاشوا ازمة مالية حادة في 2011، الى مكاتب صرف العملات.

وفرض المصرف المركزي اجراءات عاجلة مثل رسم على صرف العملة بينما اقال الرئيس الكسندر لوكاشنكو الذي يعتبر الاكثر تفردا بالسلطة في اوروبا، رئيس الوزراء.

اما في كازاخستان الغنية بالمحروقات فتمثل اثر تراجع الروبل باغراق السوق الداخلية بمنتجات روسية اصبحت اكثر اهمية على حساب منتجات محلية.

وكان هذا البلد قرر منذ شباط/فبراير خفض قيمة عملته بنسبة 16 بالمئة بسبب ضعف العملة الروسية.

وقال وزير المالية بخيت سلطانوف مؤخرا انه قلق من مخاطر "تراجع الصادرات وبالتالي تباطؤ الاقتصاد".

وفي تعبير عن ابتعادهما عن موسكو التي باتت تعاني من عزلة من قبل الغربيين، زار الرئيس لوكاشنكو ورئيس كازاخستان نور سلطان نزرباييف كييف الاسبوع الماضي حيث دعوا الى احترام استقلال اوكرانيا.

وذهب نزرباييف الى حد القول ان الاتحاد الاورو-آسيوي العزيز على قلب بوتين يتعرض "لمخاطر كبيرة جدا".

وفي آسيا الوسطى تعتمد الجمهوريات السوفياتية السابقة على الاموال التي يرسلها المغتربون من روسيا والتي تمثل نصف اجمالي الناتج الداخلي لطاجيكستان الفقيرة جدا. ويحصل المغتربون الذين يعملون في روسيا في وظائف بسيطة وبدون ترخيص، على اجورهم في الروبل. وهم يواجهون اليوم ارتفاع الاسعار في مقر اقامتهم (اكثر من عشرة بالمئة).

وقال ممثل الطاجيك في موسكو كرامات شاريبوف لموقع اوبن-روسيا.اورغ "سنجد انفسنا مضطرين للعودة الى بلدنا".

وصرح المحلل المستقل الكسي كاراسين ان قرغيزستان شهدت تراجع التحويلات بالدولار بنسبة سبعين بالمئة.

وخسرت العملة المحلية السوم 17 بالمئة من قيمتها. وحذر حاكم البنك المركزي في قرغيزستان توكتوتول عبديغولوف من ان مؤسسته "لن تتمكن من انقاذ السوم لفترة طويلة" نظرا للاحتياطات القليلة المتوفرة.

وفي بقية المنطقة، تبدي اذربيجان وتركمانستان مقاومة في الوقت الحالي بفضل احتياطاتها الكبيرة من المحروقات. لكن في مولدافيا وجورجيا بدأ السكان يشعرون بآثار الصعوبات الروسية مع انهما ابتعدتا عن موسكو لمصلحة الاتحاد الاوروبي.

وحتى في اوكرانيا وعلى الرغم من الهوة مع الجارة الروسية، اعترفت رئيسة البنك المركزي فاليريا غونتاريفا الثلاثاء بان الصعوبات التي تواجهها موسكو عززت الركود الذي يعيشه الاقتصاد الاوكراني.

وقالت "كمواطنة يسرني ما يحدث بالروبل لكن كرئيسة للبنك الوطني هذا امر لا يسر لان روسيا تبقى احد شركائنا التجاريين الرئيسيين".





 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الاقتصاد الروسي تمتد على كل دول الاتحاد السوفياتي السابق أزمة الاقتصاد الروسي تمتد على كل دول الاتحاد السوفياتي السابق



GMT 05:18 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن قد تفرض عقوبات صارمة على مستوردي النفط الروسي

GMT 03:33 2024 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

بوتين يلغي شرط سداد قيمة مبيعات الغاز عبر بنك غازبروم

GMT 02:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

توقف الإنتاج في أكبر حقل نفطي في غرب أوروبا

GMT 07:54 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يتهم إدارة بايدن بتخريب الاقتصاد الأميركي

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab