الصوماليون محرومون من أموال المغتربين بسبب التطرف
آخر تحديث GMT02:26:21
 العرب اليوم -

الصوماليون محرومون من أموال المغتربين بسبب "التطرف"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الصوماليون محرومون من أموال المغتربين بسبب "التطرف"

الصوماليون
مقديشو ـ أ ف ب

يؤدي تشديد القوانين المصرفية الاميركية بهدف وقف تمويل الارهاب الى معاناة الصوماليين بقسوة وبينهم الاطفال الاربعة لمحمد آدن المقيم في مقديشو الذين باتوا محرومين من المدرسة.

فالمال الذي يرسله شقيق محمد آدن من الولايات المتحدة حيث يدير متجرا صغيرا يسدد اقساط مدرستهم. لكن تم تعليق تحويلات المال من الولايات المتحدة التي يعتمد عليها العديد من الصوماليين لتأمين معيشتهم في بلد يسوده الخراب وغارق في حالة من الفوضى منذ اكثر من عشرين عاما.

وتساءل آدن الذي خرج خاوي اليدين من مكتب لتحويل المال يعرف ب"الحوالة" في الصومال، "لماذا يمنع احد شقيقي من مساعدة اسرتي".

ويسمح نظام الحوالة للمرسل بايداع مبلغ من المال لدى مكتب شركة ما في مكان ما في العالم ليرسل في غضون ثوان الى المرسل اليه على بعد الاف الكيلومترات، في الصومال على سبيل المثال.

وهذا النظام الذي يعتمد الى حد كبير على الثقة بين مختلف المتعاملين في الشبكة، يعود الى القرون الوسطى ويستخدم في الشرق الاوسط وافريقيا الشمالية ومنطقة القرن الافريقي او في جنوب آسيا.

وهو بكلفة اقل واسرع واكثر فعالية من الخدمات التي توفرها المصارف كما يسمح خصوصا بالوصول الى مناطق محرومة من النظام المصرفي المتعارف عليه.

صحيح ان نظام الحوالة الذي يترك القليل من الاثر المكتوب يستخدم لتمويل انشطة ارهابية -خصوصا اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر- لكنه مستخدم ايضا من قبل ملايين الصوماليين الذين يعتمدون فقط على مساعدة اقاربهم الموجودين في المغتربات.

وقال آدن "اننا نستخدم هذا المال لتأمين لقمة العيش وتوفير مستقبل لاولادنا"، متسائلا "ماذا عسانا نفعل الان؟".

وفي البلدان الغربية يتعين على الشركات التي تمارس تحويل الاموال ان تكون مستندة الى مصرف تقليدي --اي ان يكون لها حسابات في هذه المصارف. لكن في الصومال لا يوجد نظام مصرفي فعلي.

ويرسل الشتات الصومالي كل عام حوالى 1,1 مليار يورو الى الصومال عبر نظام الحوالة، اي اكثر مما يتلقاه البلد كمساعدة دولية سنوية.

وفي مطلع شباط/فبراير، قرر كاليفورنيا مرشانتس بنك الذي يضم في الولايات المتحدة حسابات غالبية شركات التحويل المالي الى الصومال، اغلاقها. واوضح المصرف الاميركي لزبائنه انه عاجز بسبب "تعقيدات انشطتهم" عن الامتثال لمطالب الحكومة الاميركية التي تطلب منه تحسين اجراءاته لرصد اي انتهاكات محتملة للقانون.

واعتبر ديغان علي مدير منظمة اديسو غير الحكومية ان القرار "الكارثي" للبنك سيحرم الصوماليين من 80% من الاموال المرسلة كل عام والمقدرة بمئتي مليون دولار الى اقاربهم من الولايات المتحدة.

وقدرت اديسو واوكسفام في تقرير مشترك ان الصوماليين "خسروا القناة الوحيدة الواضحة او الشفافة لتلقي المال"، فيما يعيش نحو 750 الف صومالي في حالة انعدام امن غذائي شديد، وهو عدد مرشح للارتفاع ان لم تستطع شركات التحويل ارسال الاموال".

وتبدي المصارف الاميركية والبريطانية او الاسترالية تحفظها ازاء ابقاء المتعاملين بنظام الحوالات بين زبائنها، تخوفا من الملاحقة القضائية بتهمة التواطوء في تمويل الارهاب او تبييض الاموال.

واعلن مصرف استرالي انه سيغلق هذه الحسابات في اذار/مارس المقبل. والعام الماضي اتخذ مصرف باركليز البريطاني قرارا مماثلا لكن لندن اقامت نظاما موقتا يسمح باستمرار التحويلات.

وتعتبر اديسو واوكسفام ان تجميد التحويلات يأتي بنتائج عكسية من شأنها ان تشجع التحويلات السرية الخارجة عن اي رقابة، وهذا ما ستستفيد منه الشبكات الاجرامية وحركة الشباب الاسلامية الصومالية.

وحذرت المنظمتان غير الحكومتين من "ان شبكات غير شفافة ستحل بالتأكيد مكان النظام الحالي الذي يعتبر فيه المتعاملون مسؤولين تجاه السلطات والمجموعات التي يخدمونها"، مضيفة "ان العائلات التي تعتمد على هذه التحويلات ستعاني في وقت تسعى فيه الشبكات الاجرامية الى استغلال النظام وستجني منه الفائدة".

واكد رئيس الوزراء الصومالي عمر عبد الرشيد علي شارمركي ان حكومته تسعى لمنع اغلاق خدمات التحويل من الولايات المتحدة الذي سيكون له وقع هائل" على الاقتصاد المدمر اصلا في الصومال.

والصومال الغارقة في حالة من الفوضى اسيرة الميلشيات المسلحة لزعماء الحرب والعصابات الاجرامية والجماعات الاسلامية منذ سقوط الرئيس سياد بري في 1991، تسعى بصعوبة للنهوض واعادة بناء مؤسساتها في ضوء التراجع العسكري لحركة الشباب التي طرد مقاتلوها منذ سنتين من كامل معاقلهم تقريبا بما في ذلك مقديشو.

لكن العنف مستمر والوضع الانساني ما زال صعبا. وصفية حسن الام لستة اطفال لا تستطيع سد رمق اسرتها سوى بفضل المال الذي يرسله لها شقيق زوجها اللاجىء الى الولايات المتحدة منذ 1993.

وقالت "كنا نتلقى المال كل شهر من الولايات المتحدة لندفع الاقساط المدرسية للاولاد وشراء ما نأكله"، مؤكدة انها وزوجها العاطلين عن العمل لم يتوجها رغم ذلك مطلقا الى المنظمات غير الحكومية لطلب المساعدة.

واضافت "لن نتلقى اي مال بعد الان" مستطردة "فليكن الله في عوننا".




 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصوماليون محرومون من أموال المغتربين بسبب التطرف الصوماليون محرومون من أموال المغتربين بسبب التطرف



GMT 05:18 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن قد تفرض عقوبات صارمة على مستوردي النفط الروسي

GMT 03:33 2024 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

بوتين يلغي شرط سداد قيمة مبيعات الغاز عبر بنك غازبروم

GMT 02:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

توقف الإنتاج في أكبر حقل نفطي في غرب أوروبا

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:12 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف
 العرب اليوم - سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف

GMT 09:43 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

نيكول سابا تعلق على دورها في "وتقابل حبيب"
 العرب اليوم - نيكول سابا تعلق على دورها في "وتقابل حبيب"

GMT 02:20 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

إسرائيل تقطع خط مياه استراتيجيا عن شمال غزة

GMT 23:29 2025 الأحد ,09 آذار/ مارس

القمة وما بعدها.. أسلوب التفاوض الترامبى!

GMT 02:14 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

انقطاع الاتصالات والإنترنت في جنوب سوريا

GMT 01:37 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

تحطم طائرة بموقف سيارات قرب مطار بنسلفانيا

GMT 02:08 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

تسجيل هزة أرضية شرق ميسان

GMT 23:29 2025 الأحد ,09 آذار/ مارس

«الترامبية» فى إفطار منير فخرى عبد النور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab