القاهرة - العرب اليوم
الفنان الراحل توفيق الدقن، يعد من اشهر الفنانين الذين قدموا أدوار الشر في السينما المصرية، وأسمه بالكامل هو توفيق أمين محمد الدقن، ولد في الثالث من شهر مايو عام 1924 في قرية هورين مركز بركة السبع في محافظة المنوفية قبل أن ينتقل مع والده إلى المنيا، وقد عشق الدقن الفن منذ طفولته، وعلى الرغم من أنه كان يعمل أثناء دراسته في السكك الحديدية في القاهرة لمساعدة أسرته، فقد حرص على صقل موهبته بالدراسة، حيث التحق بمعهد التمثيل من دون أن يخبر والده الذي كان يريد أن يكون مثله رجلاً أزهرياً.
أمه عرفت بالتحاقه بالمعهد وكانت ترسل له الأموال في أرغفة الخبز، وأعلنت موافقتها على اتجاهه إلى التمثيل شريطة أن يصبح مثل محمود المليجي، وكبر هذا الحلم في داخله وصار واقعاً، وأصبح المليجي صديقاً له منذ أول تعاون بينهما في فيلم “أموال اليتامى”، وارتبط كثيراً به سواء في الأفلام أو الحياة.
تخرج في الدفعة الثانية من معهد التمثيل عام 1947 وكان من زملائه صلاح منصور وعبد المنعم مدبولي وسعد أردش وزهرة العلا، وعمل عقب تخرجه في المسرح الحر لمده سبع سنوات، قبل أن يعمل لعامين في فرقة إسماعيل ياسين، ثم التحق بالمسرح القومي وظل عضوا به حتى إحالته إلى التقاعد، وكان واحداً من أبرز نجومه.
أشتهر بأدوار الشر التي اختلطت بخفة الظل، ومنها اللص والبلطجي والسكير والمنافق، وهي الأدوار التي كان يخاف منها زملاؤه ويعتذرون عنها، وكان أجرأ من زملائه في قبول هذه الأدوار وكان جميع المخرجين والمنتجين يعرفون عنه هذه الميزة، وهو صاحب المقولة الشهيرة “ليس هناك دور كبير وآخر صغير، ولكن هناك ممثلاً كبيراً وآخر صغيراً”، وعمل مع جميع المخرجين الكبار والكتاب، ومنهم نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وتوفيق الحكيم ويوسف السباعي وثروت أباظة ووضع الجميع ثقتهم به، وكون لفترة طويلة ثلاثياً شهيراً مع محمود المليجي وفريد شوقي أثمر عشرات الأفلام الناجحة.
اقدم خلال مشواره ما يقرب من 200 فيلم منها “درب المهابيل” و”ابن حميدو” و”عريس مراتي” و”سر طاقية الإخفاء” و”الناصر صلاح الدين” و”مولد يا دنيا” و”ألمظ وعبده الحامولي” و”دائرة الشك” و”مراتي مدير عام” و”أدهم الشرقاوي” و”المتمردون”، و”بلا رحمة” و”يوميات نائب في الأرياف” و”على باب الوزير” و”الشيطان يعظ” و”حدوتة مصرية” و”التخشيبة” و”خرج ولم يعد” و”وداعا بونابارت” و”سفاح كرموز” و”لعدم كفاية الادلة” و”سعد اليتيم” الذي كان آخر أفلامه.
شارك أيضا في عدد من المسرحيات منها “عيلة الدوغري”، و”بداية ونهاية”، و”سكة السلامة” و”المحروسة”، و”الفرافير”، و”عفاريت مصر الجديدة”، كما شارك في بطولة العديد من المسلسلات الإذاعية والتليفزيونية، ومنها “سمارة”، و”المحروسة 85”، و”القط الأسود”، و”هارب من الأيام”، و”نور الاسلام”، و”مارد الجبل”، و”احلام الفتى الطائر”.
الفنان الراحل تزوج من خارج الوسط الفني، وأنجب من الأولاد ماضي، الذي يعمل محامياً على الرغم من دراسته الموسيقى، و هالة، التي تعمل مديراً عاماً في الرقابة على المصنفات الفنية ، و فخر، الذي يعمل في إحدى شركات الخليج في دبي، وقد عانى الدقن من أدوارة الشرية كثيرًا حتى أن والدته اعتقدت أنه بالفعل لص شرير ومدمن للخمر فماتت كمدًا عليه ولم يمهله القدر الحصول على فرصة لتوضيح حقيقة موقفه.
قد يهمك أيضًا
ابن توفيق الدقن يروي ذكريات والده على "صوت العرب"
مهرجان منارات في تونس يحتفي بالسينما المصرية والإيطالية
أرسل تعليقك