واشنطن ـ العرب اليوم
خلق فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية جدلا واسعا بالمجتمع الأميركي خصوصا عند وجوه الفن والثقافة وعبّرت معظم تدوينات وتصريحات مشاهير الولايات المتحدة عن صدمتها البالغة لنتيجة السباق نحو البيت الأبيض. الحقيقة الآن، أن لا أحد من العقلاء سواء هنا في الولايات المتحدة أو في بقية دول العالم كان يتصوّر هذا السيناريو المخيف الذي تحقّق ليلة الثلاثاء 08 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 باختيار الأميركيين لدونالد ترامب زعيما لأكبر قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية في العالم. فكل المؤشرات، بما فيها استطلاعات الرأي واستنتاجات الخبراء السياسيين والإعلاميين والأكاديميين، وكذلك الميول المعبّر عنها بمواقع التواصل الاجتماعي، كانت توحي باستحالة فوز ترامب بالرئاسة. غير أن غالبية الأميركيين؛ غير المتعلمين تحديدا وكبار السن من المواطنين البيض، اختارت أن تصوّت لهذا السياسي المتهور وتضع أميركا ومعها بقية دول المعمورة أمام هذه الحقيقة المرعبة، وما علينا الآن، حسب تصريح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إلا أن نتوقع "أوقاتا صعبة" على الصعيد الدولي.
لم يتردد معظم مشاهير الولايات المتحدة في مجالات الفن تحديدا، ومنذ الأيام الأولى لانطلاق الحملة الانتخابية للرئاسة، في التذكير بالمخاطر التي قد يتسبّب فيها وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. فقبل يومين فقط من موعد الاقتراع أعلن المغني الأميركي ستيفي ووندر في حوار له مع موقع "فيلي كوم" الإخباري أن "التصويت لترامب كأن تطلبوا مني، أنا الرجل الأعمى، قيادة سيارة"، وقبله وصف الممثل روبير دينيرو بمهرجان سراييفو للفيلم أواخر شهر آب/أغسطس الماضي ترامب بالأبله واستغرب من فكرة ترشيحه؛ "إنه لمن الجنون أن تحب الناس دونالد ترامب... هذا المجنون لا ينبغي أن يكون حتى أين هو الآن. كان الله في عوننا".
بدوره شبّه المغني الأميركي بروس سبرينغستين في وقت سابق هذا العام في مقابلة صحافية مع مجلة "رولينغ ستون" مرشح الجمهوريين آنذاك بالرجل "المعتوه" وقال بروس "إن الجمهورية تحت الحصار من قبل معتوه." وأضاف: "أساسا، الأمر كله مأساوي. دون المبالغة، إنها مأساة لديمقراطيتنا، الأفكار التي يروج لها ترامب أفكارًا خطيرة جدا." هذا وكان يوجين روبنسون قد كتب بلغة ساخرة بمقال له بصحيفة "واشنطن بوست" أنه "بعد سنوات من الآن، سيسأل الأطفال جداتهم وأجدادهم عن أين كانوا عندما تم ترشيح ترامب، وسيكون على الجمهوريين آنذاك التواري خجلا."
للأسف، ما كان بمثابة فكرة مجنونة أو ضربا من الخيال هو اليوم حقيقة واقعية وعلى الجميع أن يستعدّ لمفاجآت قد لا تنتهي إلا برحيله بعد أربع أو ثمان سنوات. هذا وعبرت هيلاري كلينتون عشية الأربعاء 9 تشرين الثاني 2016, بعد ساعات فقط بعد الإعلان رسميا عن فوز مرشح الجمهوريين دونالد ترامب، في تجمع خطابي بنيويورك عن صدمتها الكبيرة واعتبرت أن "نتيجة الانتخابات مؤلمة ومخيبة للآمال" وأنها "لم تكن تعلم بأن أميركا منقسمة إلى هذا الحد".
أرسل تعليقك