قصة الفنان جمال رمسيس صاحب شخصية لوسي ابن طنط فكيهة
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

قصة الفنان جمال رمسيس صاحب شخصية "لوسي ابن طنط فكيهة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قصة الفنان جمال رمسيس صاحب شخصية "لوسي ابن طنط فكيهة"

الفنان جمال رمسيس والفنانة سعاد حسني
القاهرة - العرب اليوم

هذا المشهد الكوميدي الخفيف كان واحدًا من أجمل مشاهد السينما، التي قدمها المخرج فطين عبدالوهاب، في فيلم "إشاعة حب"، ورغم أن المشهد يؤديه فنانون بقيمة سعاد حسني ويوسف وهبي، إلا أن النجم هنا هو "لوسي ابن طنط فكيهة"، الشخصية التي حازت على إعجاب الملايين منذ ظهورها في أولى مشاهد الفيلم.

بينما تمارس الجميلة سعاد حسني مهامها المتمكنة في الدلع في أحضان والدها يوسف وهبي، يدخل شاب قصير القامة، نحيف على الطريقة الفرنسية، يرتدي قميص تبدو رسوماته أقرب إلى الفن السريالي، وخطواته راقصة غير مستقيمة، وشعره يتدلى نصفه على جبهته، وتتعلق برقبته سلسلة غريبة، ويحمل في يده قبعة كتلك التي يلبسها "الكاو بوي" في أمريكا اللاتينية، ويقول بلغة فرنسية غير متماسكة، "بونجور أونكل".

«مين دي ياسميحة؟، صاحبتك؟»، يوجه عبدالقادر النشاشجي، أو يوسف بك وهبي، سؤاله مستنكرًا إلى ابنته «سميحة»، التي تؤدي دورها سعاد حسني، فترد بحماس: «دي؟ إيه ده يا بابا؟ مش عارف لوسي؟»، فيمعن «عبدالقادر» النظر  ثانية، في حين يقف هذا أو هذه يمضغ «لبانة» ويتمايل، فيستطرد «عبدالقادر»: «مين دي يا بنتي؟ أنا مشفتهاش قبل كده؟!»، فتنزل الصاعقة على رأس «عبدالقادر» حين تخبره «سميحة»: «جرالك إيه يا بابا؟ ده ولد».

بأدائه الدراماتيكي العالي وحسه المبالغ وصوته الجهوري وبتعبيرات وجهه المثيرة، يقول يوسف بك وهبي، «لا يا بنتي، ده ولد؟! قولي كلام غير ده، بسم الله الرحمن الرحيم»، وهنا تكمل «سميحة» بطاقة التعارف: «ده لوسي ابن طنط فكيهة».

وأدى تلك الشخصية المثيرة الفنان جمال رمسيس، الذي بدأ التمثيل عام 1959 في فيلم «إسماعيل يس في البوليس السري»، مشتركًا مع أخيه الفنان ميمو رمسيس، الذي قدم دور رئيس العصابة التي يحاول «إسماعيل» الهرب منها، وحاز الثنائي منذ ظهورهما على لقب «شريري السينما» بسبب ظهورهما في هذا الدور رغم أنه قدم بشكل غير مماثل للشر الذي اعتادت الأفلام المصرية على تقديمه.

وبالنسبة لـ«لوسي» فجاء ترشيحه إلى تلك الشخصية بشكل غريب، حيث كان المخرج فطين عبدالوهاب يريد تقديم كوميديا مختلفة عام 1960، بعد أن قدم فيلم «إسماعيل يس في البوليس السري»، في العام السابق، ولكن يبدو أنه لم ينل إعجابه على الشكل الأمثل، وفقًا لما ذكره موقع «الأهرام»، ما جعله يعكف بنفسه على اختيار شخصيات فيلم «إشاعة حب»، الذي وجد فيه ضالته، وكان اختيار الشخصيات مفاجئًا للجميع، أو بالأجدر بدت وكأنها جادة أكثر مما يحتاجه فيلم كوميدي كهذا.

استقر «فطين» على يوسف وهبي، وسعاد حسني، وعمر الشريف، وغيرهم، رغم انتقادات البعض، لكن ثمة شخصية أخرى حيرته وجعلته يفكر باستمرار وهي شخصية الشاب «لوسي»، وكان «فطين»، يريد شخصًا مثاليًا للدور حتى يظهر كما يريد، ولكن بعد فترة كان اليأس بدأ يتسلل إليه، حتى أنه فكر في تغيير مواصفات دور «لوسي» حتى يجد ممثلًا مناسبًا للدور.

ومن مواصفات شخصية «لوسي» كما ظهر في الفيلم أنه الشاب «الدلوع» الذي يعيش في أوروبا طوال عمره، ومثلما قالت «سميحة»، فهو نال الشهادة من «فيكتوريا كولدج»، ثم سافر إلى الخارج، ويملك شهادة هامة للغاية وهي «ماجستير في الرقص».

وفيما يخص العمل فإن «لوسي» لا يضيع وقته أبدًا، ويقول موجهًا حديثه إلى «عبدالقادر النشاشجي»: «أنا مش بشتغل، بابا هو اللي بيشتغل، وأنا بصرف»، ويضيف: «انا بتكلم كل اللغات إنجليزي وفرنساوي وإسباني وتركي كمان، مش بس بتكلمهم ده أنا برقصهم كمان».

إذن كان «فطين» في حاجة إلى شخصية «مستهترة» يستطيع معها يوسف بك وهبي أن ينظر إليها محتقرًا، وأن يقول لها بصوت جهوري منغم: «يا روح أمك»، بعد أن تغني باستهتار: «ماااما».

تلك الحيرة التي أصيب بها «فطين» توقفت حين رشح له أحد مساعديه الفنان جمال رمسيس، الذي كان استعان به في فيلمه السابق «إسماعيل يس في البوليس السري»، وبالفعل حدث ذلك ووجد المخرج ضالته في الفنان الذي كان مازال في بداية عمره الفني، وظهر «جمال» في دور هام، بل في أهم دور فني في عمره، إن جاز التعبير.

حقق «لوسي» نجاحًا مبهرًا، ونال الإشادة من الجميع، وتوقع الجميع مستقبل باهر له، لكن الأمر لم يسر هكذا أبدًا، إذ أنه في مفاجأة غير متوقعة سافر جمال رمسيس وأخوه إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مفاجئ أثناء عرض الفيلم وتحقيقه النجاح في دور العرض السينمائي.

لم يقدم «جمال» سوى هذا الفيلم والفيلم الذي سبقه بعام، وهكذا كان أخيه الذي قدم دور رجل من أفراد العصابة في فيلم «ملاك وشيطان»، في نفس عام عرض «إشاعة حب»، بالإضافة إلى اشتراكه مع أخيه في فيلم «إسماعيل يس في البوليس السري»، ورغم ذلك فإن شخصيتهما محفورة في أذهان المصريين حتى الآن.

هذا الشهرة التي نالها الثنائي تقول إنهما بالتأكيد قاما بأفلام أخرى، وبالأخص «جمال»، أو «لوسي»، لكنه في الحقيقة فإن كل منهما لم يقدم سوى فيلمين فقط، منهما واحد مشترك، ثم انقطعت أخبارهما وسافرا إلى الولايات المتحدة الأميركية، وذكر أنه عرف عنهما أنهما لا يريدان العودة مجددًا، ومن غير المعروف أين هما الآن وهل مازالا أحياء أم لا.

وأثيرت بعض الأقاويل بشأن جمال رمسيس، أو «لوسي»، وقيل في الثمانينيات أنه الشخصية الحقيقية لرجل المخابرات، رأفت الهجان، خاصة أن الشخصية التي قدمها الفنان محمود عبد العزيز في أحد المسلسلات الشهيرة، اتضح أنها شاركت في أدوار تمثيلية قليلة قبل أن تسافر ضمن برنامج مخابراتي، كما أن «تسريحة الشعر» التي ظهر بها «عبد العزيز» في الفيلم كانت أشبه لما ظهر به جمال رمسيس في «لوسي»، لكن تلك الأقاويل لم تثبت صحتها خاصة، فإن المخابرات المصرية أفرجت فيما بعد عن شخصية رأفت الهجان الحقيقية والتي لم تكن جمال رمسيس من قريب أو بعيد.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة الفنان جمال رمسيس صاحب شخصية لوسي ابن طنط فكيهة قصة الفنان جمال رمسيس صاحب شخصية لوسي ابن طنط فكيهة



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab