القاهرة ـ العرب اليوم
اليوم نعانق أحزاننا و"غدوة" يأتي الفرج.. كانت هذه هي الرسالة المبسطة التي عبر عنها الفنان التونسي ظافر العابدين في تجربته الإخراجية الأولى، التي عرضت مساء الخميس في ليلة حافلة ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
استطاع ظافر العابدين أن يعبر عن الحالة الشخصية التي عاشها في تجربته مع شقيقه كما صرح عقب عرض فيلمه الجديد وسط جمهور القاهرة وبعض من التوانسة الذين حرصوا على الحضور لتكريمه ومشاهدة العمل الذي خرج من قائمة أفلام مهرجان أيام قرطاج لأسباب لم يفصح عنها الفنان والمخرج والمؤلف المقبل بقوة.
بوستر فيلم غدوة
كان لسان حال جمهور فيلم "غدوة" ينطق بكلمات مشابهة عقب انتهاء مدة عرض العمل التي وصلت إلى حوالي ساعة ونصف، كانت مليئة بالمشاهد المؤثرة والمشاعر الجياشة وحالة التقمص الهائلة من الفنان الشهير والنسخة الصغيرة منه الذي لعب دور ابنه.
عرف الجميع ظافر العابدين على أنه النجم الوسيم الذي يبرع في تقديم قصص الحب، والمشاهد الرومانسية وأحيانا التعبيرات السطحية على الشاشة، لكنه في هذا العمل يعيد اكتشاف نفسه أو يمنحها المساحة اللازمة للتعبير عن مواهبها وقدراتها بالشكل المناسب بعد انتظار الفرصة لسنوات.
مثلما درس في الهندسة، سار ظافر العابدين في عمله الأول كمخرج وكمنتج وكمؤلف أيضا على نهج وخط واضح لم يحد عنه، أو يبتكر فيه، بل حاول أن تكون كل التفاصيل متقنة بالمسطرة.
حتى تصنع فيلما جيدا، عليك أولا باختيار قصة مؤثرة مليئة بالعواطف والمشاعر وتحميل أعبائها إلى البطل، ثم اختيار مدير تصوير يعلم جيدا كيفية توظيف الإضاءة في التعبير عن العاطفة الجياشة، وتقديم صورة ملفتة لانتباه المشاهد، مع موسيقى ساحرة تساعد الجمهور على معايشة القصة ومعانقة آلام أصحابها.
هكذا أخرج ظافر العابدين فيلمه الذي لاقى حفاوة وترحاب كبير من قبل الجمهور الحاضر، وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها أحد أن يقدم هذا النجم التونسي قصة سياسية تعبر عن الواقع الأليم الذي عاشه الحالمون بالعدالة غير المحققة بعد سنوات من الثورة التونسية الشهيرة.
عبر بطل الفيلم عن معاناة مظاليم الثورة والعدالة المنقوصة، وقدم ظافر العابدين الصراع النفسي والفكري والواقع الأليم في لقطات سريعة وعميقة في نفس الوقت، ورغم أحداثه المتوقعة بنسبة كبيرة إلى أن نهايته كانت مختلفة.
قدم المخرج الجديد لجمهور "غدوة" ثلاث نهايات مفتوحة في نفس الوقت، كانت إحداها تحمل الطابع السوداوي الذي توقعه الكثير، لكنه لم يكن ليليق باسم العمل وفكرة صاحبه.قدم "غدوة" الواقع الأليم والتأثير السلبي للأحداث على المهمومين بالشأن السياسي وبالمطالب الشعبية غير المحققة، لكنه ترك الباب مفتوحا أمام الأمل وتوقع الأفضل مستقبلا.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
عمرو عابد وظافر العابدين مخرجان للمرة الأولى في مهرجان القاهرة السينمائي
ظافر العابدين يعلن عن عرض "غدوة" عالمياً للمرة الأولى في مهرجان القاهرة
أرسل تعليقك