سليمان القانوني يغزو العالم العربي والبلقان مجددًا بعد خمسة قرون
آخر تحديث GMT18:34:31
 العرب اليوم -

سليمان القانوني يغزو العالم العربي والبلقان مجددًا بعد خمسة قرون

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - سليمان القانوني يغزو العالم العربي والبلقان مجددًا بعد خمسة قرون

دبي ـ أ.ف.ب

من العالم العربي الى البلقان، تجتاح الدول التي تخلصت من نير السلطنة العثمانية حمى متابعة مسلسل "حريم السلطان" الذي يقدم رواية درامية وعاطفية مشوقة لحياة السلطان سليمان القانوني، ما يسمح لشعوب هذه الدول بالتصالح مع ماضيها. ومسلسل "القرن العظيم" او "حريم السلطان" بنسخته المدبلجة باللهجة السورية والذي انتهى للتو عرض موسمه الثالث في العالم العربي، يروي قصة الحب بين السلطان سليمان الذي شهد حكمه في القرن السادس عشر اوج مجد السلطنة العثمانية، وروكسلانا السلافية التي كانت في حريم السلطان قبل ان تصبح زوجته المفضلة "هرم" (او هيام في المسلسل) وتتمع بنفوذ قل نظيره. وتتمحور احداث المسلسل حول الصراعات الشرسة داخل حريم السلطان، خصوصا بين هرم الساعية لضمان خلافة احد ابنائها الذكور لوالده سليمان من جهة، ومن جهة اخرى شقيقات السلطان وزوجته الاولى والصدر الاعظم ابراهيم باشا الذي كان صديق السلطان الاقرب قبل ان يأمر هذا الاخير بقتله بتحريض ذكي من هرم. وقالت خلود ابو حمص نائبة الرئيس التنفيذية لشبكة "او اس ان" التلفزيونية، "ان المسلسل يشكل ظاهرة بكل معنى الكلمة، وهو حطم كل الارقام القياسية لنسبة المشاهدة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا". واكدت ابو حمص لوكالة فرانس برس ان المسلسل الذي بثته الشبكة اكثر من 300 حلقة منه حتى الآن "هو المسلسل رقم 1 في 23 دولة نتواجد فيها"، الا انها لم تعط اي ارقام محددة حول نسبة المشاهدة. وتقوم عدة قنوات عربية ببث المسلسل الذي تملك حقوق توزيعه في العالم العربي مؤسسة دبي للاعلام. وبالنسبة لابو حمص، فان سر نجاح المسلسل هو "المزيج بين الحب والطابع التاريخي" و"الابعاد السياسية للمسلسل في العالم العربي حيث يشعر الناس بالاحباط ازاء وضعهم السياسي". وقال المحلل ميشال نوفل المتخصص في العلاقات العربية التركية ان شعبية هذا المسلسل هي "نوع من المصالحة مع الماضي". واوضح ان العرب يحتفظون عموما بصورة سلبية عن المراحل الاخيرة من السلطنة العثمانية "مع انتشار التجاوزات والقمع وسياسة التتريك التي قادها اتباع +تركيا الفتاة+". الا ان العرب "يكتشفون من خلال المسلسل الوجه المشرق للسلطنة العثمانية، وهي فدرالية قبل نشوء الفدرالية تتعايش فيها الطوائف الدينية والمجموعات العرقية". وقصة الجارية هرم التي ملكت قلب السلطان الاشهر في تاريخ السلطنة العثمانية والذي حكم بين 1520 و1566، تحبس انفاس المشاهدين، خاصة كيف تمكنت من دفع السلطان الى الزواج بها في مخالفة للعادات، قبل ان تقود شتى انواع المكائد والمناورات لكي يصل احد ابنائها الى السلطة خلفا لابيه، وليس الامير مصطفى ابن السلطان من زوجته الاولى مافيدوران (ناهد دوران). وفي التاريخ كما في المسلسل، يقوم السلطان سليمان بقتل ابنه مصطفى بعد سنوات طويلة من التحريض من قبل هرم ومن الشخصية البارزة الموالية لها مثل رستم باشا الذي تدرج بدعم من السلطانة هرم من سائس خيول السلطان الى الصدر الاعظم. وتمكنت هرم خصوصا من التخلص من الوزير الاول (الصدر الاعظم) ابراهيم باشا ذي النفوذ الكبير والذي كان الشخص الاساسي في ارساء التحالفات بين السلطنة وفرنسا. وامر السلطان سليمان بقتل صديق عمره وزوج شقيقته ابراهيم باشا بعد ان شعر ان نفوذه بات خارج السيطرة، وذلك بتحريض من هرم. واجواء الحريم وابهة الثياب والمجموهرات والحفلات الموسيقية المغلقة جددت اهتمام العالم العربي باسلوب الحياة في السلطنة. وقالت مارو دهيني، وهي مالكة صالون تجميل في دبي، ان "نساء يشترين العقود والمجوهرات الشبيهة بتلك التي يشاهدنها في المسلسل كما يطلبن بان يتم تصفيص شعرهن بنفس الطريقة". ودار جدل كبير في وسائل الاتصال الاجتماعي بعد ان انتشرت عبر فيسبوك صور لسهرة نظمها مقربون من النظام السوري في دمشق لبس فيها المدعوون ثيابا تستلهم مسلسل حريم السلطان. وكما في العالم العربي، كسر المسلسل في البلقان جميع الارقام القياسية. ففي كرواتيا، الدولة الاولى التي تخلصت من نير السلطنة في البلقان في القرن السابع عشر، تبلغ نسبة مشاهدة المسلسل اكثر من 21%. اما في صربيا التي استولى سليمان على عاصمتها بلغراد في 1521 ويصفه المؤرخون فيها بانه حاكم "من دون رحمة"، فيحظى المسلسل بنسبة مشاهدة تصل الى 20%. وقال مدرس التاريخ ايما ميليكوفيتش ان "الجيش التركي في المسلسل يقيم علاقات جيدة مع الشعوب المحلية، وهذا يتعارض مع الحقيقة التاريخية". وقالت المؤرخة المقدونية كولار بانوف ان "المسلسل يمكن ان يساعد في تخطي الماضي المليء بالمشاعر القومية والحروب، وفي التخلص من اشباح التاريخ". اما في مدينة ميتروفيتسا في كوسوفو المقسمة عاموديا بين المسلمين والصرب، فالجميع في جانبي المدينة يتابعون المسلسل. وكتبت مجلة محلية مؤخرا "انها الساعة السابعة و45 دقيقة مساء والشوارع في جانبي المدينة فارغة، فالناس امام شاشات التلفزيون. تهانينا يا سليمان".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سليمان القانوني يغزو العالم العربي والبلقان مجددًا بعد خمسة قرون سليمان القانوني يغزو العالم العربي والبلقان مجددًا بعد خمسة قرون



GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نادين نسيب نجيم تشتري لنفسها هدية فخمة

GMT 23:00 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

حقيقة زواج سمية الخشاب في العام الجديد

GMT 22:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يمازح الجمهور بعد مروره بموقف طريف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حاتم يكشف مفاجأة حول إطلالاته الأخيرة

GMT 20:51 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تعليق ماغي بوغصن بعد تكريمها في الموريكس دور 2024

GMT 09:21 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

حورية فرغلي تحسم الجدل وترد على ناهد السباعي

GMT 09:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

حقيقة زواج هنا الزاهد بداية العام الجديد

فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:44 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة
 العرب اليوم - كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة

GMT 10:33 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض
 العرب اليوم - تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض

GMT 02:31 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

زلزال قوي يضرب جزر الكوريل الروسية ولا أنباء عن خسائر

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 05:53 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أكبر معمرة في إيطاليا عمرها 114 عاما

GMT 08:49 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

جنوب لبنان... اتفاق غير آمن

GMT 05:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

محكمة روسية تصادر ممتلكات شركة لتجارة الحبوب

GMT 07:55 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي يودي بحياة 9 فلسطينيين بينهم 3 أطفال في غزة

GMT 05:29 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار جسر في البرازيل لـ10 قتلى

GMT 12:22 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

مدير منظمة الصحة العالمية ينجو من استهداف مطار صنعاء

GMT 02:29 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب الفلبين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab