دمشق ـ العرب اليوم
واجه عازف البيانو الشاب أيهم الأحمد، كل أشكال المعاناة الإنسانية التي سببتها الحرب في سورية، ولكنه كان مثالًا لمن يصنع الأمل من وسط الدمار.
وبدأت قصة أيهم عندما انتشر له فيديو قصير لاقى اهتمامًا واسعًا على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يظهر الشاب السوري وهو يعزف الموسيقى وقد اجتمع حوله بعض الأطفال وسكان شوارع المدينة التي نالت منها الحرب ليصبح رمزًا للصمود والتحدي، مقدمًا موسيقاه، جالسًا وسط الخراب والدمار، على بيانو متهالك نجى من القصف.
وتحول هذا البيانو إلى رماد بعد إضرام النار به من قبل أحد المتشددين بحجة أن الموسيقى حرام، بعد أن كان الخبز والماء والدواء بالنسبة لأيهم.
وعاش عازف البيانو الفلسطيني السوري ومعه عشرات الآلاف من السوريين والفلسطينيين في ظل الحصار المفروض على المنطقة، بغياب الغذاء والدواء، ويقول أيهم "اعتدنا أن نقول فيما بيننا أنهم سوف يمنعون الهواء من دخول المخيم إذا استطاعوا أن يفعلوا ذلك".
ليأتي خروجه من المخيم في نيسان/أبريل هذا العام، ولتبدأ رحلة اللجوء، وكغيره من السوريين عانى من رحلة شاقة ومتعبة، ومهينة في بعض الأحيان، من الصحراء إلى البحر، في ظل العواصف الرملية، ومن بعدها البحرية، وصولاً إلى اليونان وأخيرًا ألمانيا في أيلول/سبتمبر الماضي حاملًا في جعبته قصصًا وقضايا لينشرها للعالم من خلال موسيقاه.
وبالفعل تمكن من إحياء حفل موسيقي مع المغنية الألمانية جوديث هولوفيرنيس، غنّى خلالها عن مخيم اليرموك الذي غادره لاجئًا إلى ألمانيا.
وحضر الحفل آلاف السوريين والألمان، وأقيم في ساحة كونيغسبلاتس التاريخية في ميونخ، ويقول عن ذلك أنه على رغم مغادرته المخيم، إلا أنه سيستمر في الغناء عنه، وسيتابع نشر رسائل السلام والحب التي حملها من المخيم المحاصر إلى ميونخ، موضحًا أنه خلال الفترة القصيرة التي أمضاها في ألمانيا، أحيا خمس حفلات موسيقية، كان الهدف من ثلاث منها جمع التبرعات لدعم اللاجئين في ألمانيا، فيما كانت الأخرى تطوّعية للترفيه عنهم، وتابع "أريد أن أثبت للعالم أن المحاصرين في اليرموك مدنيون، وأننا شعب يحب الحياة والموسيقى ويكره الحرب".
أرسل تعليقك