اعاد المغني الاميركي برينس المعروف بغرابة اطواره، تظهير صورته في الوسط الفني كناشط اجتماعي عبر الحفل الذي احياه الأحد من أجل السلام في مدينة بالتيمور شرق الولايات المتحدة التي شهدت اخيرا اضطرابات على خلفيات اتنية.
فبعد اسبوعين على الاحتجاجات التي اتسمت بالعنف احيانا ونشبت اثر مقتل الشاب الاميركي الاسود فريدي غراي جراء اصابته اثناء اعتقاله من جانب شرطة بالتيمور، أطلق برينس دعوته الى "التجمع من اجل السلام" في وسط هذه المدينة الاميركية خلال حفل بدأه بأغنية مخصصة لبالتيمور.
وفي هذه الاغنية التي تحمل عنوان "بالتيمور"، دعا برينس لاعتلاء المسرح الى جانبه القاضية الشابة ماريلين موسبي التي تسببت بمفاجأة ايجابية لكثير من المتظاهرين عبر توجيهها سريعا اتهامات لستة شرطيين على خلفية مقتل غراي.
ومما ورد في كلمات اغنية "بالتيمور" التي اداها برينس "هل سنرى يوما داميا اخر؟ سئمنا من البكاء والناس يموتون/فلنضع كل الاسلحة جانبا".
وتضمنت الاغنية بموسيقاها الهادئة التي توحي بالامل أكثر منه بالغضب، إشارة ايضا الى مايكل براون الفتى الاميركي الاسود الذي اثار مقتله برصاص الشرطة احتجاجات في مدينة فيرغسن بولاية ميسوري.
ووجه برينس الذي يشارف على بلوغ سن السابعة والخمسين، نداء للجمهور المحتشد في الحفل للعمل من اجل السلام بالقدر نفسه لسعيهم للاستفادة من المقدرات الاقتصادية لمجتمعهم.
وقد ارتدى عدد كبير من الحاضرين ملابس رمادية كتحية لفريدي غراي (نظرا الى ان لفظ اسمه بالانكليزية "غراي" يعني اللون الرمادي) بناء على طلب برينس شخصيا.
هذا الحراك الاجتماعي المتجدد لبرينس يحيي في ذاكرة عارفيه نشاط هذا المغني الاميركي الذي تصدر منذ دخوله عالم النجومية في الثمانينات اخبار وسائل الاعلام ليس فقط بفضل موسيقاه بل ايضا بسلوكه غير الاعتيادي كمثل تبديل اسمه بآخر يصعب لفظه وسط خلافات مع شركة الانتاج المتعاقدة معه.
حتى البطاقات الخاصة بحفله الاخير في بالتيمور التي طرحت للبيع قبل ثلاثة ايام من الموعد اظهرت مقاربة مغايرة لبرينس الذي اظهر في السنوات الاخيرة ميلا واضحا لاعتماد اسلوب المباغتة عبر الاعلان عن حفلاته قبل فترة وجيزة من مواعيدها.
وقد ظهر برينس اخيرا صورته كناشط اجتماعي في خلال حفل توزيع جوائز "غرامي" في شباط/فبراير الماضي عندما استغل ظهوره الخاطف لدعم شعار "ارواح السود مهمة" المستوحى من الاضطرابات التي شهدتها مدينة فيرغسن الاميركية.
وفي حفل تميز بالسخاء على صعيد الرسائل السياسية والاداء الموسيقي على السواء، أدى برينس لجمهور بالتيمور اغنية "دونت ستوب تيل يو غت ايناف" لمايكل جاكسون الذي كان يوصف في الثمانينات كغريم برينس، على الرغم من أن مدى التباعد بينهما يبقى برسم التكهنات.
وقد اظهر برينس في هذه الاغنية طاقاته الصوتية في اداء الطبقات العالية. كما تجلت هذه القدرات بقوة في اغنية "ناثينغ كمبيرز تو يو" التي كتبها برينس لكن اشهر من اداها وهي المغنية الايرلندية شينيد اوكونور قالت اخيرا انها لن تغني بعد الان هذه الاغنية خلال حفلاتها لأنها باتت عاجزة عن التفاعل عاطفيا معها.
وقد انصب حماس برينس في الحفل الذي استمر ساعتين ونصف الساعة، ليس على اثارة حماسة جمهوره باغنياته الضاربة فحسب بل أيضا بالغوص في جذور الموسيقى بأنواعها المختلفة سواء البلوز او السول والفانك مع مرافقة لافتة بأداء لآلتي الترومبون والساكسوفون.
واعلن برينس أن ريع حفله سيخصص للاعمال الخيرية، كما ساهمت السلطات في تسهيل التحضيرات اللوجستية له من خلال تمديد اوقات عمل القطارات.
لكن الشائبة الوحيدة لم تكن بسبب الشرطة بل مردها الى الاشخاص المكلفين امن الحفل الذين ابدوا مغالاة في تطبيق قرار برينس بمنع التقاط صور داخل حفلاته.
أرسل تعليقك