القاهرة- العرب اليوم
رغم وفاة المخرج السوري نبيل المالح في منفاه الاختياري في الإمارات قبل أيام قليلة إلا أن رسائله التي كرس حياته لصياغتها في صور سينمائية لا تزال تتدفق بعد انتقاله إلى العالم الآخر، تحملها مجلة "الجديد" الثقافية في عدد مارس من خلال مقال وحوار معه لم ينشرا من قبل.
وحمل مقال المالح عنوان "كأنني أبدأ اليوم" وهو أقرب إلى "شهادة على العصر" أو ربما ملخص لتجربة المخرج الراحل على مدى عقود بداية من طفولته وتكوينه، مرورا بأحلامه وطموحاته السينمائية، وصولا إلى الأوضاع والمتغيرات الجارية في المنطقة العربية وأثرها على السينما.
ويستهل المالح مقاله بالقول "كنت في الثامنة عندما صفعني جندي لأنني قلت (لا)، رافضا التنازل عن دوري في ركوب أرجوحة في مقصف عام ووضع مكاني ابن سيده الضابط.. لم أبك ولم أشكه لأحد. وجدت حجرا صغيرا رميته به وهربت".
ويستعرض المالح في مقاله تجاربه السينمائية ومحاولات المنع التي تعرضت لها أفلامه ومغادرته سورية في بداية الثمانينات في جولة أخذته إلى الولايات المتحدة ثم سويسرا وبعدها اليونان التي استقر فيها تسع سنوات قبل أن يعود مجددا إلى سورية.
وهنا يقول "ثلاثون عاما من تجربة السينما في سورية وما زال السينمائي يقاتل من أن أجل أن يعيش بكرامته إذا لم يكن موظفا.. ثلاثون عاما ولا يدري الإنسان فيما إذا كانت ستتاح له فرصة عمل تالية. ثلاثون عاما وما زال البيروقراطيون وعباقرة التسلق يملكون القرار ومفاتيح الأمور".
ويذكر أن المالح يعد أحد مؤسسي السينما في سورية وقد توفي في 24 شباط/فبراير الماضي عن 79 عاما في دبي التي قضى بها أعوام عمره الأخيرة بعد تضييق النظام السوري عليه بسبب آرائه النقدية، تاركا خلفه العشرات من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، بخلاف البرامج التلفزيونية والمقالات الصحافية.
أرسل تعليقك