الهلال الأحمر الإماراتي يبدأ بإيصال المساعدات العاجلة للمتضررين من الأحداث في غزة

تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئس الدولة " حفظه الله " والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الاحمر بتخصيص 192 مليون درهم مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين من الأحداث الجارية حاليا في قطاع غزة بفلسطين بدات هيئة الهلال الأحمر تنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة بتوزيع المساعدات الانسانية العاجلة على الفور على المتاثرين من الاحداث الجارية في قطاع غزة .واعلن سعادة الدكتور حمدان بن مسلم المزروعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الاسلامية والاوقاف رئيس مجلس ادارة هيئة الهلال الاحمر ان الهيئة تلقت توجيهات عاجلة من قيادة الدولة بالتحرك الفوري لمساعدة المتضررين من الاحداث الجارية في غزة وكخطوة اولى فقد صدرت توجيهات قيادة الهلال الى مكتبها في غزة بتوزيع المساعدات الانسانية العاجلة على المحتاجين والمتاثرين من الاحداث الجارية هناك .

كما غادر وفد من الهلال الاحمر البلاد فجر اليوم متوجها إلى القاهرة ليقوم على الفور بتامين وصول قوافل الاغاثة الى المتضررين من الاحداث في غزة وكذلك دراسة الاوضاع هناك ليتم تنفيذ عمليات اغاثية اوسع للهلال الاحمر يتم من خلالها شراء مواد الإغاثة من السوق المحلية سواء من غزة أو من الأسواق المجاورة.وقال الدكتور المزروعي في مؤتمر صحفي عقده الليلة الماضية بمقر الهلال في ابوظبي بحضور سعادة الدكتور محمد عتيق الفلاحي الامين العام لهيئة الهلال الاحمر وسعادة راشد مبارك المنصوري نائب الامين العام للشؤون المحلية وعدد من المسؤولين بالهيئة ان قيادة الهلال درست جميع الخيارات لسرعة إيصال المساعدات إلى القطاع في ظل الاوضاع الراهنة التي يعيشها سكان غزة وكثفت اتصالاتها خلال الساعات الماضية مع شركائها الإنسانيين داخل غزة وفي مصر لضمان وصول المساعدات للمتضررين في الوقت المناسب .

وأكد سعادة الدكتور حمدان مسلم المزروعي ان هذه الوقفة الاماراتية تجاه الأشقاء في غزة وفي فلسطين عامة ليست غريبة على دولة الإمارات وأبناء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان.. مشددا على ان المواقف التاريخية والاصيلة للمغفور له الشيخ زايد تجاه الأحداث في فلسطين منذ القدم لا تزال تتعزز في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة .. مشيرا إلى أن المساعدات الراهنة تأتي امتدادا للدعم المستمر الذي ظلت تقدمه الإمارات للشعب الفلسطيني في جميع المجالات خاصة فيما يتعلق بمشاريع التنمية وتأهيل البنيات الأساسية ودعم القطاعات الصحية والتعليمية هناك وكذلك البرامج الموسمية التي تنفذها هيئة الهلال الاحمر في فلسطين على مدار العام من خلال مكاتبها هناك.

وقال المزروعي إن هيئة الهلال الاحمر ستقوم على الفور بتنفيذ آليات فعالة لتحريك قوافل المساعدات وطواقم الإغاثة وتعزيز التنسيق مع الشركاء الاقليميين لتحقيق الهدف المنشود في إنقاذ الارواح البريئة .. مشددا على أن الهيئة تمتلك هذه الخصائص بفضل خبرتها الطويلة ووجودها الدائم على الساحة الإنسانية الفلسطينية وعلاقاتها الجيدة مع المنظمات الإقليمية والدولية إلى جانب الجمعيات الوطنية العربية في المنطقة .وأكد رئيس مجلس ادارة الهلال ان وفد الهلال ستكون له كافة الصلاحيات في تامين ايصال المساعدات الانسانية الى المتضررين من الاحداث هناك وسيعمل في البداية على اقامة مستشفى ميداني لعلاج الجرحى الذين سقطوا في الاحداث الاخيرة .. كما سيتحرك وفد الهيئة ضمن جهودها الإنسانية في غزة في محاور أساسية أهمها الجانب الصحي والتعليمي والإغاثي والمعيشي إلى جانب الإيواء للأسر التي دمرت منازلها واصبحت في العراء في هذه الايام.

وذكر ان وفدا اخر من هيئة الهلال الاحمر سيغادر الى القاهرة ليقوم بمتابعة تنفيذ حملة الاغاثة الانسانية الى سكان قطاع غزة المتاثرين من الاحداث .. مؤكدا ان عمل الهيئة انساني وليس جديدا عليها وهو امتداد لبرنامج طويل المدى بداته منذ نحو عشرين سنة بالاراضي الفلسطينية .وقال اننا الان امام ازمة انسانية حرجة في قطاع غزة ولا يمكن لدولة مثل دولة الامارات ولا مؤسسة انسانية مثل هيئة الهلال الاحمر التي ترفع شعار مساعدة الانسان المحتاج في كل مكان بغض النظر عن اللون او الجنس او الدين ان تقف مكتوفة الايدي ازاء ما يجري في الاراضي الفلسطينية من وقوع حالات انسانية تدمي القلوب بحاجة الى العون والمساعدة.. داعيا الله تعالى ان يكون في عون الشعب الفلسطيني على تخطي هذه المحنة وان يحفظ لهم اطفالهم ونساءهم ويرزقهم الامن والامان وان يكون ايضا في عون طواقم الهلال الاحمرالاماراتي على تقديم كل ما هو واجب عليها تجاههم .

وردا على سؤول لوكالة انباء الامارات عن الاليات العاجلة التي وضعتها الهلال الاحمر لايصال المساعدات الانسانية الاماراتية الى قطاع غزة قال الدكتور حمدان المزروعي ان مكتب الهلال في غزة قائم منذ سنوات طويلة و لديه مخزون استراتيجي دائم من المساعدات الاغاثية وفي مثل هذه الظروف فقد صدرت توجيهات الى المكتب من قيادة الهلال كخطوة اولى بالاسراع في توزيع المساعدات على المتضررين وكذلك شراء ما يحتاجه من السوق المحلي ليتمكن من المساهمة في رفع الضرر عن المحتاجين ثم ياتي دور وفود الهلال التي توجه الاول منها اليوم الى هناك لمواصلة التحرك لايصال المساعدات الى القطاع .وعن امكانية اعادة اعمار ما دمر من منازل في غزة هذه الايام من خلال استقطاع مبالغ من المبادرة الاماراتية الانسانية بتخصيص 192 مليون درهم لمساعدة غزة قال الدكتور المزروعي ان هذا وارد جدا ولكن المستعجل الان هو تامين الغذاء والدواء للمحتاجين ثم تاتي المرحلة الثانية في اعادة الاعمار خاصة وان الهلال الاحمر لديها مشاريع انشائية كثيرة ومشهود لها في فلسطين عامة وغزة خاصة.وبخصوص امكانية نقل الجرحى من غزة الى الامارات لعلاجهم قال ان التفكير الان يجري لاقامة مستشفى ميداني متحرك لعلاج المصابين .. معربا عن ثقته بالقطاع الصحي الفلسطيني وقال ان لديه مستشفيات حديثة وكوادر طبية مشهود لها وان الهلال الاحمر سيعمل على تنفيذ الخطة الاهم والاسرع في هذا الشان لانقاذ المصابين .

وقدم رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر الشكر للحكومة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على تعاونها مع دولة الإمارات في هذا الصدد وتقديم التسهيلات كافة لتمكين الهلال الأحمر الإماراتي من إنجاز مهمته الإنسانية في غزة . من جانبه أكد سعادة الدكتور محمد عتيق الفلاحي ان الهيئة وضعت خطة محكمة لإيصال إمدادات الإغاثة إلى غزة في الوقت المناسب وبحثت الخيارات المتاحة بالتنسيق والتعاون مع نظرائها داخل فلسطين وفي الدول المجاورة لإنجاز المهمة بالسرعة المطلوبة .. مشيرا إلى ان الهيئة على تواصل دائم مع الأوضاع الإنسانية في القطاع عبر التقارير التي تردها من مكتبها في غزة ومن جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية التي ترتبط معها باتفاقيات تعاون وشراكة قوية منذ وقت مبكر .وقال إن الوضع الصحي في غزة يمثل أولوية في الوقت الراهن نظرا لعجز المؤسسات الصحية القائمة عن تقديم الخدمات الطبية اللازمة للجرحى والمصابين في ظل شح المواد الطبية و الأدوية لذلك حرصت توجيهات القيادة الرشيدة على إقامة مستشفى ميداني على وجه السرعة للمساهمة في تحسين الأوضاع الصحية وتخفيف الضغط على المستشفيات الفلسطينية التي تستقبل يوميا مئات الجرحى و المصابين .

وأوضح الفلاحي أن وفد الهيئة الذي غادر اليوم إلى القاهرة سيقف ميدانيا على مجمل الأوضاع الإنسانية في غزة ويعمل على شراء المواد الضرورية من داخل غزة أو من الأسواق المجاورة حسب ما تقتضيه طبيعة الأوضاع هناك كما يبحث الوفد تنسيق عمليات إدخال المساعدات الطبية والغذائية و الإيوائية مع الجهات المختصة على وجه السرعة .وفيما يخص المستشفى الميداني أشار الأمين العام إلى أن الترتيبات نحوه تجري على قدم وساق من حيث تجهيز المعدات وتوفير الكوادر الطبية المؤهلة وهذه الخطوة تعتبر مرحلة أولى من برامج المساعدات للمتأثرين من الأحداث في غزة حيث تتبعها مراحل أخرى تفي بالاحتياجات الأخرى للقطاع في مجال إعادة الإعمار .وذكر ان التقارير التي وصلت الى الهلال الاحمر الاماراتي حتى الان تشير الى سقوط اكثر من مائة من القتلى وثلاثة الاف نازح اصبحوا بلا مأوى ومئات الجرحى .. مشيرا الى ان النازحين من بيوتهم المدمرة يحتاجون الى سرعة الايواء وتقديم العون العاجل لهم خاصة في هذا الشهر المبارك .

وذكر ان توجيهات القيادة العليا للهلال الاحمر تقوم على تقديم العون للمتاثرين من الاحداث في غزة في جانبين الاول توزيع طرود غذائية وصحية عاجلة وإيجاد مأوى عاجل للأسر المشردة .. والشق الثاني بناء مستشفيات ميدانية متحركة لعلاج الجرحى والمصابين وذلك بالتنسيق مع الهلال الاحمر الفلسطيني ومكتب الهلال الاحمر الاماراتي في غزة .

واكد الدكتور الفلاحي انه تم التواصل مع الحكومة المصرية لتسهيل ادخال المساعدات الانسانية الى غزة فقد رحبوا بذلك وابدوا استعدادهم للتعاون مع الهلال الاحمر الاماراتي لايصالها مع كوادر الهلال الى هناك دون اي تاخير معربا عن شكره وتقديره للحكومة المصرية على هذه المواقف الطيبة..مؤكدا ان المسؤولين المصريين عبروا عن سعادتهم لتقديم كل عون للاشقاء الفلسطينيين .. مشيرا الى ان هذا تعبير عن مصداقية الامارات وعلاقاتها الطيبة مع مصر ومع كل الدول والجهات التي تعمل في مجال العمل الانساني حيث اصبحت الامارات 
 الواجهة الانسانية المعروفة على مستوى العالم .وفي محور آخر أشار الفلاحي إلى أن الهيئة رصدت مخصصات إضافية لتعزيز برامج رمضان لسكان غزة حيث تعمل على توسيع مظلة المستفيدين من برامج إفطار الصائم وزكاة الفطر وكسوة العيد .. مشيرا الى ان كوادر مكتب الهلال الأحمر في غزة تعمل على مدار الساعة وسط الأحداث وترصد الاحتياجات وترفع تقاريرها أولا بأول للمسؤولين في الهيئة .