نجران – العرب اليوم
بين متسابقين لعتق رقبة سجين يقبع خلف القضبان منذ 22 عاما، ومعترضين على قيمة الدية التي وصلت إلى 20 مليون ريال بداعي المبالغة والمتاجرة بالدم، توافد أهالي منطقة نجران الخميس بكثافة إلى مخيم كبير نصبته قبيلة آل محمد آل هتيلة في طريق الأمير نايف بن عبدالعزيز في حي المراطة، لاستقبال الحشود لجمع المبلغ الذي بموجبه أطلق سراح السجين محمد علي القحص آل هتيلة.
ويأتي ذلك في العرف القبلي المسمى بـ"الرفدة"، إذ دعت قبيلة آل محمد في خطابات أُرسلت لكل القبائل في المنطقة بطلب الرفدة وهو الوقوف معهم ومساندتهم في تكاليف دفع الدية.
و عبر محمد حمد القحص عم المعفي عنه عن شكره وتقديره لأمير منطقة نجران جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد الذي أسهم بتهيئة إقامة مكان استقبال قبائل المنطقة ودعمه للقضية، وأشار القحص لامتنانه وتقديره لشيوخ المنطقة وكل القبائل وأهالي نجران في وقوفهم ودعمهم غير المستغرب وفي مقدمتهم رجل الأعمال عوض بن قريعة الذي بذل كل جهده في السعي خلف عتق رقبة ابنهم وتقريبه لوجهات النظر بين أطراف القضية والتوصل إلى حل يرضي الطرفين يقضي بتنازل أصحاب الدم مقابل دفع مبلغ الدية. وأضاف، بعد 22 عاما وعند صدور الحكم الشرعي من محكمة الدمام في المنطقة الشرقية تساقطت دموع الفرح مستبشرة بعتق رقبة السجين الذي ظل متنقلا بين سجون أبها ونجران وأخيرا سجن الباحة.
وأكد محمد القحص أنه كان يشعر خلال إقامته في السجن بروح الأسرة وجو العائلة، مقدما شكره لمديري سجون أبها ونجران والباحة الذين قدموا له المساندة والدعم والأمل في العودة إلى بيته، وكذلك كل الموظفين في السجون الذين تعاملوا معه على أنه أخ وابن لهم، مشيرا بالاهتمام البالغ الذي كان يتلقاه من متابعته صحيا ونفسيا واجتماعيا لغرس الأمل الدائم في نفسه بأنه سيغادر إلى بيته وأهله، مبينا أن الفترة التي قضاها في السجن تجاوزت عمره عند بداية وقوع القضية.
أرسل تعليقك