أسر الرمادي المذعورة “تتنفس الصعداء” وسط ركام المعارك
آخر تحديث GMT09:25:09
 العرب اليوم -

أسر الرمادي المذعورة “تتنفس الصعداء” وسط ركام المعارك

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أسر الرمادي المذعورة “تتنفس الصعداء” وسط ركام المعارك

العائلات العراقية في الرمادي
بغداد – العرب اليوم

- لوحت أسر مذعورة بالرايات البيضاء لدى خروجها من منازل مدمرة في مدينة الرمادي العراقية، حيث لا تزال القوات الحكومية تكافح مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المختبئين، الجمعة، بعد خمسة أيام من استعادة الجيش لوسط المدينة.

وتقع الرمادي عاصمة محافظة الأنبار في وادي نهر الفرات الخصب إلى الغرب من بغداد، وهي أكبر مدينة يتم استردادها من التنظيم والأولى التي يستعيدها الجيش العراقي منذ انهياره أمام هجوم المتشددين قبل نحو 18 شهرا.

واعتبرت الحكومة العراقية الانتصار نقطة تحول، وتقول إن جيشها الذي أعيد بناؤه سيزحف قريبا إلى الشمال صوب الموصل، المعقل الرئيسي للتنظيم في البلاد وسيهزمه في العراق في 2016.

ومع تقدم طابور للجيش العراقي بالمدينة المدمرة، خرجت عجوز من منزل وهي تلوح براية بيضاء مربوطة في طرف عصا، وسرعان ما تبعها أطفال وامرأة مصابة على عربة يدوية ورجال يحملون أطفالا صغارا بين أيديهم، وارتعدت أوصالهم لدى سماع دوي انفجارات من بعيد.

وقال أحد الرجال الذين تم إنقاذهم من وسط المدينة، بحسب “رويترز”: “هم (تنظيم الدولة الإسلامية) ليسوا مسلمين.. إنهم وحوش”.

وأضاف قبل أن ينفجر في البكاء “نشكر قواتنا الأمنية من الجنود إلى اللواءات، لقد أنقذونا”.

وذكر آخر أن المتشددين قتلوا سبعة أشخاص رفضوا الذهاب معهم إلى حي آخر حيث كانوا ينظمون دفاعاتهم.

وقال الرائد سلام حسين إن المتشددين يستخدمون الأسر دروعا بشرية، مضيفا أنه تم إنقاذ أكثر من 52 أسرة بالمدينة حتى الآن.

وتحدث ضابط آخر بالجيش عبر الهاتف من ساحة المعركة قائلا، إن قوات الأمن تستخدم مكبرات الصوت لدعوة المدنيين للتوجه صوب القوات المتقدمة قبل استدعاء ضربات جوية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على المناطق السكنية التي لا يزال المتشددون يسيطرون عليها.

وأضاف ضابط آخر أن وجود المدنيين يؤخر تقدم القوات شرقا من وسط المدينة، حيث يقع مجمع الحكومة الإقليمية الذي سيطرت عليه الأحد الماضي.

وقال الضابط: “لا تضرب الطائرات الحربية أي هدف في وسط الرمادي ما لم يتم التأكد من عدم وجود مدنيين بالقرب منه”.

والانتصار الذي تحقق في الرمادي، التي كانت الدولة الإسلامية قد استولت عليها في مايو الماضي، هو بكل المقاييس أكبر نجاح يحققه الجيش العراقي منذ أن فرت قواته تاركة خلفها عربات مدرعة أمريكية في مواجهة التقدم الخاطف لمقاتلي التنظيم الذين اجتاحوا ثلث البلاد في 2014 وأعلنوا الخلافة في الأراضي التي سيطروا عليها في العراق وسوريا.

وتقود الولايات المتحدة تحالفا يضم بلدانا أوروبية وعربية يوجه ضربات جوية للتنظيم، لكن التحدي الرئيسي تمثل في إعادة بناء جيش قادر على انتزاع الأراضي والحفاظ عليها.

وفي المعارك السابقة، كان الجيش يقدم الدعم فقط لمقاتلي جماعات شيعية تدعمها إيران برغم ما كان ينطوى عليه هذا من مخاطر إثارة استياء السكان السنة في المناطق التي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

وتقوم استراتيجية الحكومة في جزء رئيسي منها، على تسليم الرمادي لشخصيات عشائرية سنية محلية في تكرار لما حدث إبان حملة القوات الأمريكية في 2006-2007 أثناء ذروة الحرب الأمريكية في العراق عندما حصلت واشنطن على مساعدة من العشائر السنية ضد جماعات متشددة.

وقال قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج إن الشرطة تفحص الذكور الذين بقوا في الرمادي للتأكد من عدم وجود صلة لهم بالدولة الإسلامية.

وأضاف رزيج أن قوات مكافحة الإرهاب تحرر المدنيين وتسلمهم لشرطة الأنبار التي تملك قوائم بأسماء المطلوبين.

ولفت أنه إذا ثبت مثلا أن مدنيا له أخ يقاتل مع التنظيم وساعده بمعلومات أو ما شابه، فإن الشرطة تحتجزه قبل تسليمه للقضاء بتهم تتصل بالإرهاب.

وفر قرابة أربعة ملايين شخص من أراض تسيطر عليها الدولة الإسلامية في العراق أغلبهم من السنة.

ودعا المرجع الشيعي العراقي البارز آية الله علي السيستاني، الذي ساهم تأييده القوي للحملة على الدولة الإسلامية في حشد الشيعة خلف حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، إلى الاستعانة بالعشائر المحلية لمنع التنظيم من العودة للمناطق التي يتم استردادها.

وقال السيستاني في خطبة قرأها ممثله الشيخ عبدالمهدي الكربلائي بمدينة كربلاء، إن إعادة النازحين إلى منازلهم ينبغي أن تتم وفق آلية محددة.

وأضاف أنه ينبغي أن تنسق قوات الأمن مع سكان وعشائر تلك المناطق لضمان ألا تعود العصابات “الإرهابية” مجددا وتشكل خلايا نائمة تمثل خطرا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسر الرمادي المذعورة “تتنفس الصعداء” وسط ركام المعارك أسر الرمادي المذعورة “تتنفس الصعداء” وسط ركام المعارك



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab