الجهاديون ضللوا مسيحيي الموصل قبل أن يغدروا بهم
آخر تحديث GMT13:31:20
 العرب اليوم -

الجهاديون ضللوا مسيحيي الموصل قبل أن يغدروا بهم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الجهاديون ضللوا مسيحيي الموصل قبل أن يغدروا بهم

عراقيات مسيحيات تحضرن قداسا فيكنيسة في أربيل
قرة قوش – العرب اليوم

واجه مسيحيو مدينة الموصل العراقية تضليلا من قبل جهاديي الدولة الاسلامية الذين لم يتعرضوا لهم في البداية ما اوحى لهم ببعض الامان، قبل ان يهددونهم بالموت ما اجبرهم على الرحيل.

وقد يشير هذا التحول في موقف تنظيم الدولة الاسلامية الى ان قياداته باتت تشعر بما يكفي من الثقة لفرض قوانينها بعد ان سيطرت الشهر الماضي على الموصل ومناطق واسعة في شمال وغرب العراق.

ويرى محللون ان التساهل النسبي الذي اظهرته الجماعة في بادىء الامر مع المسيحيين كان الهدف منه استرضاء بقية الجماعات السنية المتمردة المتحالفة معها، لكنها اقل تشددا في تفسير احكام الاسلام.

وقال القس عمانوئيل عادل كلو مسؤول احدى الكنائس الكلدانية في الموصل الذي غادر المدينة الجمعة، "خدعونا، لانهم في البداية لم يتعرضوا لنا، لكن بعد ان ثبتوا اقدامهم بدأوا بتطبيق قوانينهم الارهابية علينا".

وقد عاد عدد من العائلات المسيحية الى منازلهم بعد هجوم تنظيم داعش على المدينة في التاسع من حزيران/يونيو، بعد ان لاحظوا عدم حصول تعديات على المسيحيين الذين لم يغادروا.

وكان المسلحون افرجوا الاثنين الماضي عن راهبتين وثلاثة ايتام بعد احتجازهم 17 يوما في تطور وصفه بطريرك الكلدان في العراق لويس ساكو يومها ببصيص امل لتحسن وضع المسيحيين.

لكن وبعد ايام قليلة من الافراج عن الراهبتين، وبعد مرور نحو شهر على بسط تنظيم الدولة الاسلامية سيطرته على الموصل، اجبر المسيحيون على مغادرة المدينة بكثافة اثر انذار وجه اليهم بضرورة مغادرة المدينة بحلول التاسع عشر من تموز/يوليو ما لم يعتنقوا الاسلام او يدفعوا الجزية.

ودعا خطباء المساجد الجمعة الماضية في مدينة الموصل المسيحيين الى المغادرة قبل نهاية المهلة التي حددت ظهر السبت، ومن لا يذعن لذلك مصيره الموت.

ويرى مراقبون ان طرد المسيحيين بهذه الصورة كان مقررا، لكنهم  انتظروا فترة من اجل تعزيز قبضتهم على الموصل ومناطق اخرى قبل اتخاذ هذه الخطوة.

وسيطرت هذه الجماعة على مناطق شاسعة في شمال البلاد في الايام الاولى التي تلت سقوط الموصل، وتخوض القوات العراقية معارك ضارية قرب تكريت معقل الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بالاضافة الى معارك في محافظة الانبار غرب البلاد.

ورغم  المعاملة القاسية التي تعرض لها المسيحيون من قبل عناصر الدولة الاسلامية فان هذا التصرف يبقى معقولا مقارنة بممارسات تنظيم يستسهل الاعدام لخصومه وهو ما فعله مثلا مع الشيعية في شمال البلاد.

ويرى بعض المحللين ان تنظيم الدولة الاسلامية قد يكون تمهل في طرد المسيحيين تجنبا للخلاف مع حلفاء له من السنة في شمال البلاد مثل حزب البعث، لا يوجد اي خلاف بينهم وبين مسيحيي العراق الذين يعتبرون جزءا لا يتجزأ من نسيج البلاد على مدى اجيال.

ويقول تشارلي ليستر وهو استاذ زائر في مركز بروكينغز في الدوحة "بالنظر الى سلوك الجماعة في اي مكان اخر، قد يعتبر تركهم المسيحيين يفرون من الموصل موقفا معتدلا".

واضاف ان "عناصر الدولة الاسلامية كانوا دائما قساة، لكن بالنظر الى الديناميكية داخل انتفاضة سنية واسعة في العراق، فانه من المنطقي ان يقدموا تنازلات لتجنب اثارة توترات اجتماعية غير ضرورية".

ومع ذلك، فانه يبقى ان نرى الى اي مدى سوف تذهب الدولة الاسلامية بعيدا في فرض احكام الشريعة الاسلامية بهذا الشكل المتشدد.

وقد اثار تطبيق الاحكام المتشددة من قبل تنظيم القاعدة في العراق بين عامي 2006 و 2007  غضب العشائر السنية التي شكلت مجالس صحوات وتمكنت من دحر التنظيم انذاك.

ويقول فنار حداد وهو باحث في معهد الشرق الاوسط في جامعة سنغافورة الوطنية "سيكون من المثير للاهتمام ان نرى الى اي مدى سيكون تنظيم الدولة الاسلامية قادرا على فرض الضوابط الاجتماعية من دون اثارة رد فعل من قبل السكان المحليين والجماعات المتمردة الاخرى".

أ ف ب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجهاديون ضللوا مسيحيي الموصل قبل أن يغدروا بهم الجهاديون ضللوا مسيحيي الموصل قبل أن يغدروا بهم



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة
 العرب اليوم - بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab