مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل
آخر تحديث GMT12:58:47
 العرب اليوم -

مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل

الحرب في الموصل
بغداد - العرب اليوم

لم يكن دلشاد غوران، مقدم البرامج في راديو "دجلة" المحلي، في كردستان العراق يتوقع أنه سيتلقى مكالمة هاتفية من سيدة موصلية تتحدث معه من سرداب منزلها بالساحل الأيمن، بينما مسلحو "داعش" وقوات عراقية تخوضان قتالًا عنيفًا قرب المنزل. وغوران يقدم برنامجًا إذاعيًا عن الموصل ويستقبل مكالمات هاتفية من الأهالي، ويسمع يوميًا قصصًا من نساء ورجال عن أوضاع المدن المحررة ومعاناة النازحين، لكن أم هبة التي اتصلت من بلدة "باب لكش" غرب الموصل مختلفة تمامًا، بل دعت غوران إلى الذهول. 

بدأت أم هبة اتصالها الهاتفي بجملة مثيرة بالنسبة لغوران وزملائه في الكواليس، أتصل بك من قبو منزل بالساحل الأيمن، ومسلحو "داعش" عند الناصية يصوبون نيرانهم على الجيش العراقي. وهذه السيدة من بين مئات الآلف من المدنيين المحاصرين داخل حروب شوارع في الجزء الغربي من المدينة، غالبيتهم فقدوا ما خزنوه من غذاء ودواء فيما تنتشر الأمراض، بحسب منظمات دولية. ويقول المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إنه حتى يوم ١٧ آذار-  مارس الحالي جرى تسجيل إصابة 276 حالة إصابة بمرض التيفوئيد بسبب نقص المياه الصالحة للشرب.

يطلب غوران من أم هبة التحدث عن وضعها وكان حذرًا من أن تذكر شيئاً عن موقعها هل تعلم؟ لقد كنا عائلة كبيرة، زوجي وأبنائي وعائلتي. لم يبق أحد منهم سوى ابنتي هبة، مسلحو "داعش" قتلوهم جميعًا، وتسبب تنظيم "داعش" منذ دخوله الموصل عام ٢٠١٤، بقتل وبتهجير المئات من المدنيين، كما أنه فرض نمط حياة قاسية، وفق قواعد قاسية يعاقب من يخالفها. ويشير المخرج لمقدم البرنامج بأن يترك أم هبة تواصل حديثها، وهم على وشك أن يحصلوا على صورة مكثفة من جحيم الساحل الأيمن، " أنا هنا في القبو، لا أغادره أبداً، في الليل وحين أنام أربط قدم ابنتي بسلسلة حتى أضمن أنها ستبقى معي. 

تواصل أم هبة حديثها لكنها تجهش بالبكاء "ليس لدينا طعام، ليس لدينا طعام أبدًا، آخر مرة حصلت لابنتي على وجبة طعام جيدة، كنت ألوث الطحين بالماء، أما البرد القارص فقد كلّفنا إحراق أثاث المنزل لتدفئة القبو. وحاول غوران إنهاء المكالمة الهاتفية، يقول لـ"شبكة يلا" إنه لم يعد يستطيع تحمل الاستماع للمزيد عن أم هبة، كما أنه كان خائفًا على حياتها بسبب التحدث عبر الهاتف في بلدة يفتش فيها المسلحون عن من يستعمل أجهزة الاتصال. بيد أن أم هبة لم تكن تريد ذلك، وقالت " أستمع الآن لأصوات المسلحين، إنهم يطلقون الرصاص في اتجاه ما على القوات الأمنية"، وبحسب الخبير العراقي هشام الهاشمي، فإن مسلحي "داعش" في معركة غرب الموصل لجأوا إلى استراتيجية سحب القوات العراقية إلى الأزقة الضيقة حيث تنتظرهم كمائن القناصين. وقبل أن تنهي أم هبة اتصالها مع راديو دجلة قالت لست خائفة منهم، أنا في منطقة باب لكش بالساحل الأيمن وليعرف من يعرف، وفي حال وصل الجنود إلى هنا، أقسم بالله أنني سأقبل خطوات أقدامهم".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
 العرب اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab