مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل
آخر تحديث GMT04:51:58
 العرب اليوم -

مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل

الحرب في الموصل
بغداد - العرب اليوم

لم يكن دلشاد غوران، مقدم البرامج في راديو "دجلة" المحلي، في كردستان العراق يتوقع أنه سيتلقى مكالمة هاتفية من سيدة موصلية تتحدث معه من سرداب منزلها بالساحل الأيمن، بينما مسلحو "داعش" وقوات عراقية تخوضان قتالًا عنيفًا قرب المنزل. وغوران يقدم برنامجًا إذاعيًا عن الموصل ويستقبل مكالمات هاتفية من الأهالي، ويسمع يوميًا قصصًا من نساء ورجال عن أوضاع المدن المحررة ومعاناة النازحين، لكن أم هبة التي اتصلت من بلدة "باب لكش" غرب الموصل مختلفة تمامًا، بل دعت غوران إلى الذهول. 

بدأت أم هبة اتصالها الهاتفي بجملة مثيرة بالنسبة لغوران وزملائه في الكواليس، أتصل بك من قبو منزل بالساحل الأيمن، ومسلحو "داعش" عند الناصية يصوبون نيرانهم على الجيش العراقي. وهذه السيدة من بين مئات الآلف من المدنيين المحاصرين داخل حروب شوارع في الجزء الغربي من المدينة، غالبيتهم فقدوا ما خزنوه من غذاء ودواء فيما تنتشر الأمراض، بحسب منظمات دولية. ويقول المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إنه حتى يوم ١٧ آذار-  مارس الحالي جرى تسجيل إصابة 276 حالة إصابة بمرض التيفوئيد بسبب نقص المياه الصالحة للشرب.

يطلب غوران من أم هبة التحدث عن وضعها وكان حذرًا من أن تذكر شيئاً عن موقعها هل تعلم؟ لقد كنا عائلة كبيرة، زوجي وأبنائي وعائلتي. لم يبق أحد منهم سوى ابنتي هبة، مسلحو "داعش" قتلوهم جميعًا، وتسبب تنظيم "داعش" منذ دخوله الموصل عام ٢٠١٤، بقتل وبتهجير المئات من المدنيين، كما أنه فرض نمط حياة قاسية، وفق قواعد قاسية يعاقب من يخالفها. ويشير المخرج لمقدم البرنامج بأن يترك أم هبة تواصل حديثها، وهم على وشك أن يحصلوا على صورة مكثفة من جحيم الساحل الأيمن، " أنا هنا في القبو، لا أغادره أبداً، في الليل وحين أنام أربط قدم ابنتي بسلسلة حتى أضمن أنها ستبقى معي. 

تواصل أم هبة حديثها لكنها تجهش بالبكاء "ليس لدينا طعام، ليس لدينا طعام أبدًا، آخر مرة حصلت لابنتي على وجبة طعام جيدة، كنت ألوث الطحين بالماء، أما البرد القارص فقد كلّفنا إحراق أثاث المنزل لتدفئة القبو. وحاول غوران إنهاء المكالمة الهاتفية، يقول لـ"شبكة يلا" إنه لم يعد يستطيع تحمل الاستماع للمزيد عن أم هبة، كما أنه كان خائفًا على حياتها بسبب التحدث عبر الهاتف في بلدة يفتش فيها المسلحون عن من يستعمل أجهزة الاتصال. بيد أن أم هبة لم تكن تريد ذلك، وقالت " أستمع الآن لأصوات المسلحين، إنهم يطلقون الرصاص في اتجاه ما على القوات الأمنية"، وبحسب الخبير العراقي هشام الهاشمي، فإن مسلحي "داعش" في معركة غرب الموصل لجأوا إلى استراتيجية سحب القوات العراقية إلى الأزقة الضيقة حيث تنتظرهم كمائن القناصين. وقبل أن تنهي أم هبة اتصالها مع راديو دجلة قالت لست خائفة منهم، أنا في منطقة باب لكش بالساحل الأيمن وليعرف من يعرف، وفي حال وصل الجنود إلى هنا، أقسم بالله أنني سأقبل خطوات أقدامهم".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab