رئيس مجلس الأمة الكويتي يشيد بالدستور التونسي الجديد
آخر تحديث GMT20:25:13
 العرب اليوم -

رئيس مجلس الأمة الكويتي يشيد بالدستور التونسي الجديد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رئيس مجلس الأمة الكويتي يشيد بالدستور التونسي الجديد

تونس - كونا

أشاد رئيس مجلس الأمة ورئيس الاتحاد البرلماني العربي مرزوق علي الغانم هنا اليوم بالدستور التونسي الجديد واصفا اياه بأنه "انجاز تاريخي حضاري". وبدأ الغانم كلمة ألقاها خلال الاحتفالي الرسمي الذي استضافه مقر المجلس الوطني التأسيسي التونسي (البرلمان المؤقت) اليوم بمناسبة المصادقة على الدستور الجديد للبلاد بتوجيه رسالة "مباركة وتهنئة" بالنيابة عن أعضاء الاتحاد البرلماني العربي "بالانجاز التاريخي الحضاري الذي حققته تونس باقرار دستورها العتيد وباجماع حقيقي تجاوز آفاق التمني". وأوضح أن الدستور التونسي الجديد "يمثل على المستوى الوطني أول قطاف ثورة الياسمين ليشكل على الصعيدين القومي والاسلامي معلما مؤرخا لمرحلة جديدة وواعدة في المسيرة الديمقراطية". وأضاف الغانم في هذه الكلمة التي قابلها المشاركين في هذا الاحتفال من نواب وقادة تونسيين وأجانب من الضيوف الحاضرين بالتصفيق الحار في مرات عديدة أنه جاء أيضا ليبلغ رسالة اجلال واكبار للشعب التونسي "الذي استطاع بارادته المجاهدة المسالمة وبعقيدته السمحة المتألقة وسجيته الابية المنطلقة أن يؤكد تلازما لا ينفصم بين التنمية والحرية والكرامة وأن يسقط ما طرحه الطغاة من خيار بين خلودهم أو الانهيار ليثبت أن العدل شرط الازدهار وأن التغيير أساس الاستقرار". واعتبر الغانم أن يوم 27 يناير الماضي سيبقى "خالدا في مسيرة الديمقراطية بالعالمين العربي والاسلامي" موضحا انه "يوم الدستور التونسي الذي ولد من نتاج تلاقي الفكر الوطني المنفتح والسديد مع الفكر الاسلامي الوسطي والرشيد فجاء بفضل الله وتوفيقه وبتصميم الشعب التونسي وثباته زيتونة لا شرقية ولا غربية تأبى أن يأخذها جهل اليمين غربا وتعصى على أن تجرها جهالة اليسار شرقا". ومضى الغانم الى القول انه "اذا كان البعض يرى في وضوح ورحابة نصوص الدستور الحامية للحريات العامة والشخصية تيار رياح الشمال فاني واخرين مثلي نرى في قواعده الاسلامية النيرة الهام وثيقة المدينة المنورة التي وضعها الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم سنة هجرته الى يثرب عام 623 ميلادية وهي الوثيقة التي يعتبرها المؤرخون المنصفون أول وثيقة دستورية في تاريخ الانسانية". وأشار الغانم في هذا السياق الى "التعبير الرائع وغير المسبوق الذي جاء في الفصل السادس من الدستور التونسي الجديد حين تحدث عن حرية الضمير وعن منع دعوات التكفير وهذا خير شاهد على ما أقول حول استلهام وثيقة المدينة المنورة التي كرست حرية العقيدة الدينية وأوقفت ثارات الجاهلية". وأكد أن العبقرية الملهمة في الدستور التونسي الجديد تكمن في "اختياره الوسطية والانطلاق منها والتأسيس عليها" موضحا أن هذا الاختيار "يحتاج الى قدر كبير من الشجاعة والى قدر كبير من العلم ويحتاج الى صبر طويل ومجاهدة مريرة ومديدة للوصول الى التوافق والاحتواء وكبح جماح نزعة الاستقواء والاستئثار والاقصاء والوسطية بمعنى التوفيق بين متكاملات لا التلفيق بين متباينات". وشدد رئيس مجلس الامة ورئيس الاتحاد البرلماني العربي الغانم على أن هذا الخيار هو "الاصعب" وهو "خيار الكبار الذين يقدمون الدين على الطائفة ويختارون الوطن قبل الحزب ويتطلعون الى الغد بدل التلفت الى الوراء". كما أوضح الغانم في السياق نفسه أن الدساتير على سمو مكانتها "تحتاج الى رعاية دائمة وحماية كاملة لكي تبقى قادرة على التجاوب مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية وعلى استقراء الاحداث وقراءتها وتوجيهها". وأضاف أن الدستور مرآة للمرحلة والمجتمع والثقافة منوها الى ان "مشوار بناء الدولة صعب طويل" ومشيرا الى أن هناك أمثلة كثيرة عن دساتير انحرف بها الطريق عن غاياتها. وقال انه "اذا كانت أول وظائف الدستور أن يعصم الدولة ويحمي الديمقراطية فان موئل الديمقراطية الحقيقي يبقى صدور المواطنين المؤمنين بالحرية والمتمسكين بالعدالة والكرامة". وذكر رئيس مجلس الامة بهذه المناسبة أن دولة الكويت "مر بها الربيع العربي قبل خمسين عاما أو أكثر فأزهر وأثمر وطاب له المقام فاذا الكويت تفتح شراع الحرية في حكمها وحكومتها وشرعيتها وتفتح النوافذ والابواب للديمقراطية الدستورية ومؤسساتها وللحرية الفكرية وابداعاتها وللتعاون الدولي بأبعاده الانسانية والاقتصادية وتبعاتها". وشدد الغانم بالمناسبة على أن الكويت "أدركت ومنذ ثورة الياسمين أن هذه الثورة ليست شأنا تونسيا فقط بل هي قضية عربية بامتياز لان نجاحها في تحقيق أهدافها سيعطي الوطن العربي كله نموذجا يبعث حلمه ويؤكد قدرته ويشحذ همته وارادته" محذرا في الوقت نفسه من أنه "اذا لم يتحقق ذلك لا سمح الله فان الانظمة المستعصية على الاصلاح ستصبح أكثر عنادا وأكثر استبدادا وفسادا". وجدد رئيس مجلس الامة ورئيس الاتحاد البرلماني العربي الغانم في كلمته التي وقف في ختامها كل الحضور مصفقين تصفيقا حارا الشكر لرئيس المجلس الوطني التأسيسي التونسي مصطفى بن جعفر على الدعوة الكريمة التي تشرف بتلبيتها وكذلك للشعب التونسي "الابي الذي لم نكن لنجتمع اليوم لولا علو همته وشموخ كبريائه وصلابة ارادته". وكان الغانم قد وصل الى هنا الليلة الماضية في زيارة رسمية الى تونس تلبية لدعوة من رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر شارك خلالها في احتفالية المصادقة على الدستور الجديد للجمهورية التونسية.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رئيس مجلس الأمة الكويتي يشيد بالدستور التونسي الجديد رئيس مجلس الأمة الكويتي يشيد بالدستور التونسي الجديد



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:02 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ألبانيا "جزر المالديف الأوروبية" أفضل وجهة سياحية لعام 2025
 العرب اليوم - ألبانيا "جزر المالديف الأوروبية" أفضل وجهة سياحية لعام 2025

GMT 17:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
 العرب اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 19:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مقتل فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط غزة
 العرب اليوم - مقتل فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط غزة

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:07 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

GMT 04:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

قصف متفرق على أنحاء غزة والاحتلال ينسف مباني في جباليا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab