ملف الهجرة في المغرب يواجه التحديات ويتأرجح بين النجاح والضعف
آخر تحديث GMT11:12:30
 العرب اليوم -

ملف الهجرة في المغرب يواجه التحديات ويتأرجح بين النجاح والضعف

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ملف الهجرة في المغرب يواجه التحديات ويتأرجح بين النجاح والضعف

ملف الهجرة في المغرب
الرباط - العرب اليوم

 

تنتهج الرباط منذ نحو أربع سنوات سياسة جديدة في مجال الهجرة لعل أبرز أهدافها إدارة تدفق المهاجرين وتسهيل اندماج الشرعيين منهم، ولاقت هذه السياسة استحسان كثير من المراقبين، لكنها تضع المجتمع المغربي أمام كثير من التحديات.

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن من بين قصص المهاجرين قصة، "صفر مشكلة"؟ وهو التقييم الذي يصف به جمال علاقته بزميله وشريك سكنه الكاميروني تيدي باتو، جمال بلحسن "25 سنة"، مغربي لاقاه العمل في إحدى الإذاعات المغربية في تيدي، الذي سيصير فيما بعد شريك سكن وصديقا يُكن له كل الود والاحترام، وفق ما صرح به إلى موقع "DW" عربية.

وتيدي بيرو الذي يبلغ من العمر 36 عامًا، بدأت حياته في المغرب كأي مهاجر غير شرعي، لكن سرعان ما تحولت إلى قصة نجاح تعكس اندماج بعض مهاجري جنوب الصحراء في المجتمع المغربي، شق طريقه من الكاميرون حين قرر الانعتاق من الفقر والبؤس والمرض قبل سنوات، كما حكى إلى موقع "DW" عربية، ومر بالجزائر ليستقر في المغرب أخيرا لأن البلد "قدم له فرصة تحقيق حلمه" كما يوضح.

ولم يجد الشاب الكاميروني الأحلام في انتظاره عند الحدود المغربية وإنما كابد لتحقيقها رغم كل ما تعرض له من "ميز عنصري" من طرف البعض. لكن هذا لا ينفي وجود أناس ساعدوه ليندمج في المجتمع، وهو ما أكده بقوله: " كنت محظوظا لأنني التقيت بناس احترموني واحترموا أحلامي وساعدوني على شق طريقي".

وكثيرون من أصدقاء تيدي استقروا بمدن ثانية أسسوا فيها لمشاريعهم الصغيرة وسوا وضعياتهم القانونية، في حين واصل آخرون مسيرتهم نحو "الفردوس الأوروبي" بعد أن عجز المغرب في احتواء أحلامهم.

وقد يكون تيدي نموذجا لاندماج ناجح، وقد تكون قصته ملهمة للكثيرين، ممن يهربون من الوعكات الاقتصادية والسياسية ببلدانهم نحو المغرب الذي عمل منذ أكثر من 5 سنوات على تبني سياسة خاصة في مجال الهجرة واللجوء.

لكن، هل نجح كل المهاجرين غير الشرعيين في تنظيم حياتهم بالمغرب كما حصل مع تيدي؟ وهل هذا يعني أن سياسة الهجرة في المغرب "ناجحة" أم "متناقضة" في ظل هجرة بعض أبناء البلد أنفسهم نحو الخارج؟
وتُعد قصة تيدي إنسانية عجيبة، حيث عاش كمهاجر سري لسنوات حيث انتقل من الكاميرون سرًا إلى الجزائر ثم المغرب حيث عانى الكثير قبل تحقيق حلمه بالتحول لصحافي اذاعي.

وتمكنت سفن خفر السواحل الإسبانية من إنقاذ 1200 مهاجر من خطر الموت غرقا في مضيق جبل طارق الذي يفصل إسبانيا عن المغرب، في الأيام الماضية. ورغم مجهودات المغرب لمحاربة الهجرة غير الشرعية، فضلا عن حديثه حول الخطوات الصارمة التي يتخذها في هذا السياق، إلا أنه ما يزال لحدود الساعة أهم معبر يتدفق عليه المهاجرين للعبور نحو أوروبا، خصوصا بعد إغلاق المعابر الأخرى كتركيا وليبيا وتونس أمام المهاجرين.

وبين انخراط المغرب في الاتفاقيات الدولية وسعيه لبناء علاقات متينة مع الدول الإفريقية، التي دفعته لتبني استراتيجية جديدة فيما يخص الهجرة واللجوء في عام 2013، علاوة على العمل على تسوية الوضعية الإدارية للمهاجرين فوق أراضيه والذين قدموا من 116 دولة، منذ 2014، يرى بعض الخبراء أن المغرب لم يقدر على تحقيق الهدف الأساس من الاستراتيجية أمام إمكاناته المتواضعة في المجال الاقتصادي والاجتماعي بالدرجة الأولى.

ووصف المهدي لحلو من معهد الإحصاء في المغرب والمؤسس لبرنامج تجريبي لإدماج المهاجرين الأجانب والمغاربة، في مقابلة مع "DW" عربية أن الخطاب المغربي في مجال الهجرة بـ"الخطاب غير الواقعي"، مشددًا على أن المغرب "عجز" عن تحقيق هدف الاستراتيجية الأساسي، والذي يتعلق بالاندماج، نظرا لغياب شروط تحقيق هذا الاندماج وفي وجود إمكانيات متواضعة تجعل أبناء البلد أنفسهم يعانون تحت وطأة البطالة والهدر المدرسي ومحدودية الدخل الفردي الذي لا تتجاوز 3 آلاف أورو في السنة، وفقًا لحديثه.

ويعتبر صبري الحو، وهو محامي وخبير في القانون الدولي، أن " تنامي عدد المهاجرين القادمين إلى المغرب للعبور إلى أوروبا ليس دليلا على فشل السياسة المغربية"، وأشار المتحدث ذاته، إلى الاتفاقيات التي انخرط فيها المغرب منذ عام 1992، ورأى أن إطلاق وصف "متناقض" على السياسة المغربية بخصوص الهجرة ليس في محله، لأن المغرب يحترم حق مواطنيه في التنقل والهجرة وفق الشروط القانونية التزاما منه بالاتفاقيات الدولية.

"أسباب الهجرة ما تزال قائمة وترتفع نتيجة البطالة وغياب الأمن والتصحر والأزمات بين الدول وتدخل جماعة بوكوحرام في التشاد والكاميرون ونيجيريا..." هكذا علق المهدي لحلو على الأسباب التي تساهم في تدفق المهاجرين غير الشرعيين على المغرب. ويُشار إلى أن البلد نفسه يعيش في ظروف اجتماعية صعبة كما أشار إلى ذلك العاهل المغربي في خطابه أمس (29 يوليوز/ تموز 2018)، داعيا إلى العمل بجد لتحسينها. وفي هذا الإطار كشف الخبير المغربي أن أكثر من 120 ألف مغربي  يغادر البلد سنويا، بما فيهم أصحاب الديبلومات العليا، والأطباء والمهندسين.

وعبر صبري الحو من جانب آخر، عن وجود عوامل أخرى تجعل المغرب "قبلة" للمهاجرين غير الشرعيين، رابطا إياها بسياسة الهجرة التي يتبناها المغرب، والتي وصفها بـ"الإنسانية" و"الوحيدة" في شمال إفريقيا. لكن ذلك لا يمنع من معاناة المهاجرين القادمين من دول أفريقيا جنوب الصحراء من بعض المواقف العنصرية، كما يؤكد ذلك تيدي.

"التعرض للعنصرية"
ويقول تيدي الذي عانى كثيرًا من عنصرية بعض المغاربة، "للأسف، البعض يحكم عليك انطلاقا من لونك"، ويضيف المهدي الحلو بشأن الأسباب التي تدفع البعض للتعامل بعنصرية مع المهاجرين غير الشرعيين في المغرب، أن "بعض الفقراء يرون في المهاجرين الأفارقة منافسين لهم، مما يدفعهم للتعامل بعنصرية مع هؤلاء"، كما شدد على أن "الخوف وعدم الاندماج هما سببا العنصرية الأساسيان".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملف الهجرة في المغرب يواجه التحديات ويتأرجح بين النجاح والضعف ملف الهجرة في المغرب يواجه التحديات ويتأرجح بين النجاح والضعف



GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab