خبير مغربي ينادي بإنعاش السياحة الفلكية وتأسيس متحف للنيازك
آخر تحديث GMT20:51:45
 العرب اليوم -

خبير مغربي ينادي بإنعاش "السياحة الفلكية" وتأسيس متحف للنيازك

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - خبير مغربي ينادي بإنعاش "السياحة الفلكية" وتأسيس متحف للنيازك

خبير النيازك عبد الرحمان إبهي
الرباط - العرب اليوم

قال خبير النيازك عبد الرحمان إبهي إن "هناك عشرات الملايين من الأشخاص الذين يسافرون حول العالم لزيارة متاحف تبسيط العلوم الفلكية وقراءة السماء للتعرف على مختلف الأجرام، لأن الفضاء واتساعه وعدد الأجرام اللامتناهي يذهل أبصارهم ويثير إعجابهم".

وزاد الباحث بكلية العلوم ابن زهر، في حديث لهسبريس الإلكترونية، أن "هذا النوع من السياحة يهم جميع الأعمار، ويمكن أن يشكل بالإضافة إلى تنوع باقي المنتجات السياحية قطب نمو لجهة سوس ماسة، وضمان جودة السياحة والتنمية المستدامة والمسؤولة"، مردفا بأن "السياحة التي تجمع بين الاسترخاء ومتعة التعلم هي موضوع طلب متزايد في العالم".
سوس ماسة

وأضاف مؤسس ومدير المتحف الجامعي للنيازك بأكادير أن "منطقة سوس ماسة والجنوب المغربي عموما يتميزان بسماء رائعة بين البر والبحر دون أي تلوث ضوئي، ويعدان كذلك مكانًا مناسبًا للعثور على الصخور الفضائية أو الصخور ذات القيمة العلمية الكبيرة"، مؤكدا في السياق ذاته أن "هناك مئات الآلاف من النيازك والحفريات والنقوش الصخرية، وهو تراث جيولوجي ليس مجرد أداة علمية وتعليمية، ولكن أيضًا مصدر دخل كبير لمئات الآلاف من الناس في الجهة".

عبد الرحمان إبهي، رئيس مختبر البلورات والنيازك ورئيس نادي علم الفلك، الذي دعا منذ سنوات إلى تأسيس متحف وطني أو جهوي للحفاظ على عينيات من الكم الهائل من النيازك التي سقطت بالمغرب، أوضح في حديثه لهسبريس أنه "من الضروري تأسيس متحف يحتوي على كل أصناف هذه الحجارة، لجعله حلقة وصل بين الباحثين في هذا الميدان وعموم الناس من داخل الوطن أو خارجه، وكذا لتثمين النيازك التي تسقط بالمغرب باعتبارها إرثا وطنيا مشتركا، لأنها اليوم المادة الوحيدة من أصل خارج الأرض التي يمكن أن تعطينا معلومات حول نظامنا الشمسي".

 

وزاد المتحدث ذاته أن "بعض النيازك تحتوي على شوائب صغيرة أقدم من عمر الشمس، تشهد على تكوين السديم البدائي الذي أنجب الشمس والكواكب وأقمارها الطبيعية، من خلال التعاقد قبل 4 مليارات و600 مليون سنة".

ولم يفت صاحب كتاب "لآلئ الصحراء" أن يؤكد أن المغرب يشتهر بتساقط النيازك على أراضيه، خاصة في المناطق الجنوبية التي تحظى باهتمام الكثير من الباحثين والخبراء في علم الفلك، والنتيجة أن المتاحف العالمية تمتلئ بـ"النيازك المغربية"، وهو ما يمثل خسارة كبيرة لهاته الهدايا الثمينة المرسلة من السماء، والتي هي ملك المغرب والمغاربة.

متحف للنيازك

سنة 2016 تم إنشاء متحف للنيازك بأحد الفضاءَات التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، وهو حسب متتبعين المتحف الوحيد في إفريقيا والعالم العربي المختص حصريًا في النيازك والصخور المرتبطة بها، ويشرف عليه الدكتور عبد الرحامن إبهي، الخبير في علم النيازك. وقد شيد هذا المتحف على مساحة 150 مترًا مربعًا، ويضم قاعتين، إحداهما للشروح والعروض المرئية للأفلام الوثائقية الخاصة بعلوم النيازك، والثانية تحتوي على واجهات خاصة بعرض مختلف أنواع النيازك والصخور الاصطدامية والنقوش الصخرية المرتبطة بالنيازك، مرفقة بمعلومات تفصيلية عنها.

وحظي هذا المتحف، ضمن مشاريع أخرى، بزيارة سامية للملك محمد السادس يوم 6 فبراير 2020 بمدينة الابتكار بأكادير. ويصرح إبهي في هذا الصدد لهسبريس قائلا: "منذ ذلك الوقت توقعت أنه يجب الحصول على مساحة أكبر للمتحف، ومع مرور الوقت أصبحت هذه الرغبة ضرورة، وذلك لكثرة الزوار وضيق المكان وقلة الإمكانيات البشرية؛ لذا وجب تطويره وتحويله إلى هيكل أكبر ليواجه الحاجة المتزايدة من الزوار وتقديم المزيد من التفسيرات لجمهور متنوع للغاية".

 

واستطرد المتحدث: "لذلك سيشكل مشروع المتحف الجهوي للنيازك والصخور المرتبطة بها في أكادير مركزًا علميًا لترويج التراث ومحركًا للتنمية البشرية والثقافية والاجتماعية والسياحية في منطقة سوس ماسة، مع إنشاء المرافق المرتبطة به كمختبر الخبرة، القبة السماوية، قاعة السينما ثلاثية الأبعاد، سقف لمراقبة السماء، وإدخال تقنية جديدة من أجل تحويله إلى متحف متصل بأدوات رقمية في بيئة تعليمية وترفيهية"، معربا عن أن "هذا المتحف لن يخلق ازدواجية مع المتاحف الأخرى، مثل متحف الجيولوجيا بالرباط، ومتحف وزارة الطاقة والمعادن بالرباط، ولكن بدلاً من ذلك سيحاول التعاون معها من خلال التبادل والمعارض المشتركة"، ولافتا إلى أن "تجديد المتحف هو أحد المحاور الرئيسية لهذا المشروع، ويتماشى أيضا مع الإرادة الملكية لتطوير المتاحف التي تعكس موضوعاتها ثراء المناطق المختلفة في بلادنا".

مراقبة السماء

من جهة أخرى أكد خبير النيازك المغربي أنه لتشجيع هذه السياحة الفلكية بأكادير لا بد من إرفاق هذا المتحف الوطني أو الجهوي الذي دعا إلى بنائه بالمدينة بأنشطة موازية، مثل "مراقبة السماء وتنظيم حملات التنقيب عن الأجرام السماوية".

 

وأوضح عبد الرحمان إبهي أن المقصود بذلك هو إتاحة "رصد السماء ليلاً، ومراقبة نجومها وكواكبها، بل وحتى النيازك المتساقطة، والشهب العابرة وغيرها من الأجرام؛ فالسياحة الفلكية هي في الواقع إعادة صياغة ذكية لأمور كنا نمارسها على مر العصور: كمراقبة النجوم، ومطاردة الكسوف، والسهر تحت ضوء القمر"؛ ثم أضاف: "وذلك ما دامت مدينة أكادير وجهة سوس ماسة منطقة سياحية بامتياز، وتستقبل أكثر من مليون سائح سنويًا، وبالتالي سيتم بفضل هذا المشروع الطموح تنويع المنتجات السياحية لاستهداف السائح المغربي والأجنبي، من أجل خلق موارد إضافية. وتتميز هذه الجهة على أفضل الظروف لرصد الأجرام السماوية".

إنعاش السياحة الفلكية

وخلص خبير النيازك في حديثه لهسبريس إلى أن فكرته حول تطوير السياحة الفلكية يمكن تجميعها في تدابير من قبيل "تنظيم حصص لقراءة السماء داخل القبة السماوية بالمتحف أو بالمرصد التابع"، و"تنظيم رحلات ذات طبيعة استكشافية علمية سياحية، خاصة في المناطق المعروفة بسقوط النيازك، والتي تمتاز بسماء صافية، حيث تكون الرؤية واضحة للأجرام السماوية، على سبيل المثال ضواحي أكادير، ومنطقة طاطا، وورزازات"؛ إلى جانب "تنظيم حملات سياحية للتنقيب حول فوهات نيزكية، مع إمكانية تقديم محاكاة البدو والرحل الذين يبحثون عن النيازك في الصحراء المغربية"، و"عروض مؤقتة للنيازك والصخور المرتبطة بها في الفعاليات السياحية المختلفة في منطقة سوس ماسة"؛ وكذلك "إنشاء محميات وطنية من السماء المرصعة بالنجوم مجهزة بأدوات لمشاهدة واكتشاف روعة السماء والأجرام السماوية على غرار كندا والمكسيك والبرازيل".

قد يهمك أيضًا

باحثون سعوديون يبتكرون "أغشية مسامية" لتنقية المياه شديدة التلوث

كوريا الجنوبية تروج لعاصمتها البيئية بحملة "عام زيارة سونتشون"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبير مغربي ينادي بإنعاش السياحة الفلكية وتأسيس متحف للنيازك خبير مغربي ينادي بإنعاش السياحة الفلكية وتأسيس متحف للنيازك



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

قطع شتوية أساسية لمظهر أنيق وجذّاب

GMT 08:51 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

قطع ملابس أساسية تناسب الطقس البارد

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab