المغرب يسابق الزمن لإصلاح أنظمة التقاعد
آخر تحديث GMT16:12:05
 العرب اليوم -

المغرب يسابق الزمن لإصلاح أنظمة التقاعد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المغرب يسابق الزمن لإصلاح أنظمة التقاعد

الحكومة المغربية
الرباط_العرب اليوم

فتحت الحكومة المغربية ورش إصلاح التقاعد، الذي طالما كان موضع نقاش محتدم ومحل خلاف بين الحكومات السابقة والنقابات، لما يحمله من تغييرات تمس اليد العاملة بطريقة مباشرة.

وبعد توقف دام ما يناهز تسع سنوات، عقدت لجنة إصلاح أنظمة التقاعد، التي تضم الحكومة والنقابات واتحاد أرباب العمل، أول اجتماع لها الأربعاء، انتهى بالاتفاق على تحديد أجل ستة أشهر للوصول إلى حلول لمواجهة أزمة صناديق التقاعد.

نزيف حاد

وأعلنت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح علوي، عن الشروع في تشخيص وضعية نظام التقاعد بالمغرب، في أفق الوصول إلى وضع مبادئ للإصلاح وأجندته.

وقالت المسؤولة الحكومية في تصريح صحفي، على هامش اجتماع للجنة المكلفة بإصلاح التقاعد، إنه ستُعقد اجتماعات من أجل تقاسم التشخيص حول وضعية صناديق التقاعد في المغرب.

وأكدت أن دراسات كانت أُنجزت من قبل حكومات سابقة سيتم تقاسم نتائجها مع النقابات والاتحاد العام لمقاولات المغرب.

الإرهاصات الأولى لعجز صناديق التقاعد ظهرت منذ أكثر من عقد من الزمن، ثم تفاقمت لتتحول إلى أزمة في سنة 2015، حيث سجل نظام المعاشات المدنية أول عجز له، دفع الحكومة آنذاك، إلى رفع سن الإحالة على التقاعد إلى 63 سنة.

أما نفاد احتياطات الصندوق، فمتوقع عام 2028، في حين ينتظر النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد تسجيل أول عجز العام المقبل ونفاد احتياطاته عام 2044. كما تفيد التوقعات بأن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، سيسجل أول عجز إجمالي عام 2027، مع نفاد احتياطاته في 2040.

تحديات صعبة

المحلل الاقتصادي بدر الزاهر الأزرق، اعتبر أن ورش إصلاح صناديق التقاعد "يعد من الأوراش الكبرى التي انخرطت فيها المملكة المغربية خلال السنوات القليلة الماضية إلى جانب أوراش أخرى، كإصلاح المنظومة الاجتماعية والصحية والتعليمية، وهو الأمر الذي يطرح مجموعة من التساؤلات حول قدرة الحكومة على إنجاح كل هذه الأوراش خاصة في شقها التقني والمالي، في ظل الأزمة الراهنة التي يجتازها الاقتصاد المغربي ومحدودية قدرة التعبئة المالية للفاعل العمومي".

وأكد الخبير، في حديث مع "سكاي نيوز عربية"، أنه "على الرغم من كل الرسائل الإيجابية التي بثها مختلف الفاعلين الحكومين بخصوص تنزيل هذه الأوراش، إلا أن الشكوك تحوم بقوة حول قدرة الحكومة على مواجهة تحديات ورش إصلاح منظومة التقاعد في ظل تآكل الاحتياطيات المالية لمعظم الصناديق التي أضحت مهددة بالإفلاس متم العقد الجاري".

وتابع أن "مجموعة من المؤشرات تؤكد أن الرهان سيكون صعبا، في ظل توقع الارتفاع السريع لنسبة الشيخوخة وطول أمد الحياة وتراجع وتيرة التوظيف وخلق مناصب الشغل مما يؤدي إلى تراجع عدد المساهمين في الصناديق مقابل المستفيدين".

وحسب المتحدث، فمن أجل كسب المزيد من الوقت، "تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات في مقدمتها، الرفع من سن التقاعد وفتح باب الانخراط في منظومة التقاعد في وجه عدد كبير من العاملين غير الأجراء، وهو الأمر الذي قد يعطي جرعة حياة مؤقتة لهذه الصناديق ولكن لن يسهم بأي شكل من الأشكال في تجنيبها مصيرها المحتوم، إن لم يتم الإسراع بإعادة هيكلة شاملة لمنظومة التقاعد والتفكير في حلول مالية مستدامة غير مرتهنة لقاعدة المساهمين والمستفيدين".نقابات ترفض رفع سن التقاعد

ارتباطا بالموضوع، قال علي لطفي، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل، وهي إحدى التمثيليات النقابية المغربية، إن "التوجهات الحكومية بخصوص إصلاح منظومة التقاعد تسير عكس التيار، بتخليها عن الالتزامات بإصلاح شامل لمنظومة التقاعد التي تعاني من التشتت وغياب العدالة، موزعة على أربعة صناديق ولكل صندوق نظامه الخاص".

وتابع المتحدث في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "هذه الصناديق لا تضمن كرامة العيش للمتقاعدين والمسنين"، مؤكداً أن "الحكومة عوض الاجتهاد في اتخاذ تدابير إصلاح شامل، عن طريق وضع لبنة مؤسسة وطنية واحدة وبنظام موحد عادل يضمن معاشا كريما، اختارت التوجه نحو جيوب الموظفين والموظفات، وفرض سن تقاعد جديد يصل إلى 65 سنة، أي اعتماد نفس المنهجية الترقيعية للحكومات السابقة".

ولفت لطفي بالمقابل إلى أن التوجه نحو رفع سن التقاعد مُجدداً، يفيد بأن "هذا القرار لا يأخد بعين الاعتبار، ارتفاع معدل البطالة في صفوف الشباب خريجي الجامعات، وتخفيض قيمة أجرة المعاش مقابل ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية والأدوية، إلى جانب الزيادة في نسبة الاشتراكات، وتجميد الأجور وارتفاع معدلات الضريبة على الدخل".  

الناشط النقابي استطرد قائلا إن "واحداً من أصل خمسة فقط، من الأشخاص المسنين والمسنات المغاربة، يستفيدون من تغطية اجتماعية وطبية، وإن معظمهم يتعذر عليهم الولوج للعلاج".

وأردف أن "المعاش الذي تحصل عليه فئة كبيرة من المتقاعدين، يبقى جد هزيل لا يتجاوز 1000 درهم (حوالي 95 دولار)، ووضعيتهم الاجتماعية تتفاقم يوم عن يوم بسبب موجة الغلاء وسياسات التقشف".

وتطمح الحكومة المغربية من خلال إعادة فتح النقاش حول إصلاح ورش التقاعد، إلى الوصول إلى رؤية واضحة حول ذلك الإصلاح في مارس من العام المقبل، داعية إلى تبني مقاربة تشاركية في التعاطي مع ملف إصلاح التقاعد، والاعتماد على دراسات دقيقة من أجل الإحاطة بجميع أبعاد الإصلاح في أفق وضع خارطة طريق لتفعيله.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مباحثات تجمع رئيس الحكومة المغربية ورئيس وزراء هولندا

 

المغرب يجدد الالتزام بـحل سياسي نهائي لنزاع الصحراء

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغرب يسابق الزمن لإصلاح أنظمة التقاعد المغرب يسابق الزمن لإصلاح أنظمة التقاعد



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 13:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد
 العرب اليوم - نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab