الجيش اللبناني ينتشر بين قريتين لمنع «الاحتكاك الطائفي»
آخر تحديث GMT22:44:49
 العرب اليوم -

الجيش اللبناني ينتشر بين قريتين لمنع «الاحتكاك الطائفي»

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الجيش اللبناني ينتشر بين قريتين لمنع «الاحتكاك الطائفي»

الجيش اللبناني
بيروت- العرب اليوم

طوقت الاتصالات السياسية ذيول الإشكال الذي اندلع السبت الماضي بين أبناء بلدتي مغدوشة التي تسكنها أغلبية مسيحية، وعنقون التي تسكنها أغلبية شيعية في جنوب لبنان، وأسفر عن سقوط 6 جرحى على خلفية أزمة تعبئة الوقود، حيث عاد الهدوء إلى البلدتين.
ووسط تحذيرات من انزلاق الإشكال بين أبناء البلدتين إلى إشكال ذي أبعاد طائفية في منطقة حساسة، عزز الجيش اللبناني من انتشاره في البلدتين ما أسهم في فرض الهدوء، فيما تدخلت قوى سياسية على الخط، وفي مقدمتها رئيس البرلمان نبيه بري، لتطويق تداعيات الإشكال عبر اجتماعات مكثفة مع الفعاليات في المنطقة لتثبيت الهدوء.
وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن المنطقة تشهد هدوءاً حذراً، وعزز انتشار الجيش هذا الهدوء بعد تصعيد تجدد الأحد، غداة الإشكال الكبير الذي أسفر عن سقوط 6 جرحى يوم السبت. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية بتوقيف عدد من المتورطين في الأحداث الأخيرة.
والتأم مجلس الأمن الفرعي في سرايا صيدا، وتم البحث في مستجدات التطورات الأمنية والمعيشية على مستوى الجنوب عموماً ومدينة صيدا خصوصاً. وقال النائب ميشال موسى الذي ينحدر من مغدوشة أمس، إن «الوضع جيد حالياً ومستتب والجيش متواجد وهذا مطمئن»، آملاً أن «تتوقف التداعيات كلياً».
واندلع إشكال فردي بين سكان بلدتي مغدوشة وعنقون الواقعتين جنوب مدينة صيدا السبت على خلفية قيام عدد من شبان بلدة عنقون بالتهجم على محطات البنزين ومحاولة فتحها بالقوة، غير آبهين بالقرارات التي اتخذتها بلدية مغدوشة ضمن نطاقها لتنظيم عملية تعبئة مادة البنزين، فتطور الإشكال إلى استخدام السكاكين، وسقط نتيجته ستة جرحى. ويوم الأحد، عمد شبان من بلدة عنقون إلى قطع الطريق العام الذي يربط بلدتهم ببلدة مغدوشة وقاموا بحرق عدد من الأشجار.
وتعد مغدوشة، من أكبر القرى المسيحية في منطقة الزهراني، وتسكنها أغلبية تنتمي إلى طائفة الكاثوليك. وتحيط بها مجموعة قرى مسيحية وأخرى يسكنها الشيعة. وبعد أن أخذ الإشكال المنحى الطائفي، عقدت اتصالات بين فعاليات دينية وقوى سياسية لمحاصرة تداعياته.
وأجرى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي اتصالاً برئيس مجلس النواب نبيه بري واطلع منه على المعالجات الجارية في بلدة مغدوشة وسمع منه «ما يؤكد أن مغدوشة هي بلدته الثانية وأن ما يحصل عليها إنما يحصل على كل لبنان» كما قال بيان نشرته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. ودعا العبسي العقلاء إلى تحكيم لغة العقل والمنطق والمحافظة على الخطاب العقلاني وإلى تعميم ثقافة الاحترام المتبادل.
كذلك، اجتمع مطارنة صيدا ودير القمر للموارنة والروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس وأثنوا في بيان على «الجهود المبذولة من الفرقاء كافة لتلافي تفاقم الأحداث المؤلمة».
وأعلن المطارنة تمسكهم «بالعيش المشترك، كشعار نهائي لا حياد عنه في لبنان»، داعين كل الفرقاء «ألا يقعوا في فخ فوضى الفقر والعوز الذي يعيشه اللبنانيون كافة، بل وجب تنظيم حياتنا على ضوء الحاجات الملحة الطارئة وتجنب المشاكل»، وألمحوا إلى أن هذه المشادات التي تحصل «لا تمت بصلة إلى أبعاد طائفية، إذ إن أبناء البلدة الواحدة والمذهب الواحد، نراهم يتقاتلون لتأمين لقمة العيش».
وأصبحت الاشتباكات التي تنجم في الأغلب عن نقص البنزين والديزل الذي يعطل الخدمات الأساسية حدثاً يومياً في لبنان، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن الانزلاق إلى الفوضى بعد عامين من الانهيار المالي في البلاد.
وأخذ الإشكال بين مغدوشة وعنقون صبغة طائفية، إذ أعلن «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه النائب جبران باسيل الأحد أنه ينظر بقلق إلى «الإشكالات المفتعلة التي تشهدها مغدوشة». في المقابل، ودانت حركة أمل، التي يترأسها بري، العنف وقالت إنه لا علاقة لها بأي شكل من الأشكال بما حدث في مغدوشة، نافية اتهامات تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي بشأن ضلوعها.
وأمس، قال النائب المستقيل نديم الجميل: «الوضع لا يحتمل تصرفات كالتي نراها على أبواب مغدوشة. لعبة الشارع ليست الحل»، داعياً «الأجهزة الأمنية والأحزاب المعنية لوضع حد لتلك التصرفات»، مضيفاً «القرى المسيحية ليست مكسر عصا».
بدوره، واصل النائب ميشال موسى اتصالاته لتهدئة الوضع ومنع تكرار مثل هذه الممارسات، والتقى في منزله عدداً من الفعاليات، مجدداً الدعوة إلى «اعتماد المسار التاريخي لبلدة مغدوشة المتميز بالحكمة والتعقل وحسن الجوار، وتأكيد الثقة المطلقة بدور الجيش والأجهزة الأمنية في ضبط الوضع وتعزيز مسيرة السلم الأهلي».
ويشهد لبنان زحمة كبيرة على بعض محطات البنزين، قبل شهر على إيقاف الدعم عن السلعة، ولجأت بعض البلديات إلى حصر التعبئة بأبنائها، فيما رفضت بعض محطات توزيع الوقود في لبنان تسلم المحروقات على ضوء الإشكالات التي تتكرر يومياً على المحطات.

قد يهمك ايضًا:

نزاع على الوقود يثير صداماً طائفياً بين قريتين جنوب لبنان

 

قتلى بانفجار داخل معمل لتصنيع سخانات المياه في لبنان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيش اللبناني ينتشر بين قريتين لمنع «الاحتكاك الطائفي» الجيش اللبناني ينتشر بين قريتين لمنع «الاحتكاك الطائفي»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab