لبنان على شفير كارثة نفسية جراء كورونا والتبعات الاقتصادية
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

لبنان على شفير كارثة نفسية جراء كورونا والتبعات الاقتصادية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - لبنان على شفير كارثة نفسية جراء كورونا والتبعات الاقتصادية

فيروس كورونا المستجد
بيروت - العرب اليوم

وصف رئيس قسم الطب النفسي في مستشفى" أوتيل ديو" ورئيس "الجمعية اللبنانية للطب النفسي" البرفيسور سامي ريشا وضع الصحة النفسية للمواطن اللبناني بالخطير جداً وقال "إذا لم تعالج الحالات بطريقة صحيحة وصحية بإشراف إطباء متخصصين قد نصل إلى كارثة نفسية كبيرة ."وصنّف البروفيسور ريشا لـ "سكاي نيوز عربية " الأسباب الرئيسية التي أوصلت اللبنانيين إلى هذه الحالة وأبرزها تدمير نصف العاصمة اللبنانية جراء انفجار مرفأ العاصمة بيروت في شهر أغسطس الماضي والقلق الناجم عن تفشي وباء فيروس كورونا كوفيد 19 وأسباب اقتصادية وأخرى صحية.وشرح ريشا الوضع النفسي للمواطن اللبناني بالقول: "ما يعيشه الشعب اللبناني اليوم يختلف تماماً عما تعيشه بقية شعوب العالم، فإضافة الى تفشي وباء فيروس كوفيد 19 في لبنان ومنذ أكثر من عام تقريباً، تمر البلاد بأزمة اقتصادية وسياسية قوية ناهيك عن تدمير ما يقارب نصف أبنية العاصمة اللبنانية بيروت بصورة مفاجئة ما شكل صدمة قوية لدى غالبية المواطنين الذين تأذوا منها على أكثر من صعيد خصوصاً على الصعيد النفسي."

وتابع "نتيجة كل هذه الصدمات الاقتصادية الناجمة عن تدني المستوى المعيشي للمواطن في لبنان إضافة إلى الظروف السياسية المقلقة والذي ينتج عنها عدم وضوح في الرؤية لتبلور الأمور المستقبلية خلقت حالة نفسية متدهورة جداَ لدى كافة الأعمار وعلى جميع المستويات."وأردف "إن ما نراه اليوم كأطباء نفسيين نوعين من الحالات تتفشى بين اللبنانيين الحالة الأولى تتمثل بالأشخاص الذين كانوا سابقاً معرضين لحالات نفسية ومنها الإدمان والكحول والمخدرات وهؤلاء كانوا نوعاً ما مستقرين قبل العام الماضي إلا أننا سرعان ما لاحظنا تراجع حالتهم جراء تلك الظروف."أما الحالة الثانية فتتمثل "بالأشخاص الذين لم يكن لديهم أياً من الحالات النفسية، هؤلاء تولدت ليهم حالات نفسية والسبب يعود لعدم الرؤية للمستقبل والقلق على المصير."

وعن حالة الشك الذي يعيشها اللبناني وعدم النظر إلى الغد يقول البروفيسور ريشا إنها "تساهم في خلق القلق الكبير لدى جميع الأعمار بدءاً من الأطفال وصولاً إلى المسنين وهذه نراها متزايدة على سبيل المثال بدأ الكثير من الأطفال في لبنان يعانون من قلة النوم والتبول الليلي اللاإرادي التي تزايدت في الآونة الأخيرة، وظهور أعراض الخوف لديهم وصعوبة التركيز على الدروس وخصوصا بعدهم عن المدارس واعتمادهم على طريق الأونلاين وبالتالي عن الاندماج المجتمعي."بينما عند البالغين يتابع ريشا فيقول "بدأنا نرى القلق الذي يتميز باضطرابات بالنوم وبقلة التركيز والتوتر المتزايد، وهذه الحالة نراها أكثر فأكثر لدى الشباب اليوم في عياداتنا، وبالتالي هناك موجة قلق واكتئاب بدأت تظهر معالمها وبرأينا كأطباء نفسيين ممكن أن تولد مشكلة نفسية كبيرة في المجتمع خلال الفترات اللاحقة “
العلاجات الخطأ

ولعل ما يزيد المشاكل والخطورة برأي ريشا، تلك الذاتية الخاطئة وعن ذلك يقول" هناك نوعان من العلاجات ودائما التكلفة الباهظة للعلاجات تسبب لدى المواطن المزيد من حالات القلق أو الاكتئاب، إضافة إلى فقدان العدد الكبير من الأدوية الخاصة بعلاج الاكتئاب وأخرى ضد الهذيان وأدوية معدلات المزاج والمهدئات التي باتت مفقودة من السوق اللبناني."وتابع "كل هذه العقاقير التي تستخدم في علاجاتنا كأطباء نفسيين لسوء الحظ باتت غير متوفرة لعدة أسباب فهي إما بسبب صعوبة استيرادها في الوقت الحالي أو بسبب تخزينها من قبل المواطن في البيوت بكميات كبيرة ومعظم هذه الأدوية باتت مقطوعة وهذه أدوية من الصعب فقدانها للمريض خصوصا في هذه المرحلة التي نعيش فيها المزيد من القلق، والقلق على فقدانها بحد ذاته ممكن أن يخلق قلقا آخر فتزداد نسبة حالات الاكتئاب وهذا حال لبنان اليوم."

وأضاف ريشا "إذاً نحن أمام خطورة كبيرة لفقدان هذه الأدوية ونتلقى اتصالات يومية كأطباء نفسيين بسبب تغيير أنواع الأدوية والتي من الممكن أن تخلق في بعض الحالات مشاكل ارتدادية، إضافة إلى الكلفة الباهظة مادياً للعلاج وصعوبته، ما جعل العديد من المرضى يعتمدون على العلاجات النفسيه ذاتياً وقد وصلنا لمرحلة يصف فيها المريض لنفسه العلاج ومن ثم يتصل بنا  كأطباء لتصحيح الوضح ما أدى إلى خطورة لدى بعض الحالات لكون أدويتنا المعتمدة خطرة ومخصصة لحالات معينة".ويوجز ريشا " كل ذلك إضافة الى تدمير نصف بيروت بصورة مفاجئة والحجر الصحي الذي سبب مشاكل اقتصادية ونفسية خلقت حالة من عدم الإستقرار النفسي ما يولد آثاراً جانبية بدأت تتفشى لدى شرائح كبيرة والأمر يحضر لكارثة نفسية بدأت ملامحها تظهر فهناك على سبيل المثال أعراض قد يعتبرها البعض بسيطة إنما هي مؤشر غير صحي على المرض ومنها الأكل بطريقة خاطئة وغير منتظمة".وشدد ريشا على "ضرورة الاستماع لصوت الشعب ولمعاناته وماذا يريد والاستماع إلى كل ما يصدر من بيانات طبية ونصائح تنصح بها المنظمات الدولية ومنها منظمة الصحة العالمية للتركيز على عدة أمور كي نخفف من الضغوط النفسية".
الحل

كما شدد على "عدم اللجوء إلى تعاطي الكحول والمخدرات لمعالجة القلق لأن القلق لا يعالج بهذه الطريقة".وقال "الحل باللجوء إلى ممارسة الرياضة ونصح بممارسة رياضة الاسترخاء والتأملات يومياً ما يساعد على تفادي حالات القلق".وأضاف"كي نتأقلم مع القلق علينا الإكثار من العودة إلى عاداتنا السابقة ومنها القراءة والاستمتاع بالموسيقى وكل الهوايات التي كانت محببة لدى الإنسان قبل هذه المرحلة العصيبة كي نتخطى القلق".والأهم من كل ذلك أوضح ريشا "ضرورة تشجيع عودة العلاقات الاجتماعية حتى لو كان ذلك عبر التباعد الاجتماعي وتطوير العلاقات الاجتماعية ولو عبر شاشات الحاسوب في وقت تعاكسنا الظروف المحيطة وتعمل على عكس ذلك، حيث يجب علينا زيادة العلاقات الاجتماعية وحين نشعر بأن الوضع لا يجدي نفعاً علينا بضرورة التواصل مع الطبيب وعدم تناول العلاجات ذاتياً أو الاستماع إلى حالات مشابهة من أصدقاء مثلاً".

وختم مشجعاً على عدم اللجوء دائماً لسماع الأخبار السلبية، وقال:" فلنتذكر أن هناك اخباراً جيدة منها موضوع اللقاح حتى نتخطى المرحلة الصعبة، فاللقاح الذي نجح في مدة نعتبرها قصيرة من الأخبار الإيجابية المريحة إضافة إلى حالات الشفاء العديدة من فيروس كورونا، كما أن هناك حالات اقتصادية يجب على الإنسان أن يتخطاها" ونصح "بضرورة اتباع الإرشادات العالمية لتخطي هذه المرحلة التي وصفها بـ"الصعبة جداً".

قد يهمك ايضا:

9 نصائح للتخلص من الضغوط النفسية وتطوير العمل

الصين تبدأ باختبار "المسحة الشرجية" للكشف عن كوفيد-19

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان على شفير كارثة نفسية جراء كورونا والتبعات الاقتصادية لبنان على شفير كارثة نفسية جراء كورونا والتبعات الاقتصادية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab