اللبنانيون ينجحون في احتواءعاصفةوزير الخارجية الأميركي
آخر تحديث GMT18:17:07
 العرب اليوم -

اللبنانيون ينجحون في احتواء"عاصفة"وزير الخارجية الأميركي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اللبنانيون ينجحون في احتواء"عاصفة"وزير الخارجية الأميركي

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو
بيروت - العرب اليوم

نجح اللبنانيون في احتواء «عاصفة» وزير الخارجية الأميركي  مايك بومبيو، التي مرت بأقل الخسائر الممكنة، ولم يتأثر «حزبُ الله» وحلفاؤه بالتهديدات الـميركية التي انطلقت من وزيرٍ بدا أشبهَ بـ«حاملة صواريخ» سياسية أكثر منه رجلاً دبلوماسياً، لكنّ الأهمّ هو أنّ سيولَ بومبيو لم تجرف أصدقاءَ واشنطن الذين تعاطوا بواقعية مع زيارته وتجنّبوا التماهي مع أجندته، ولم يكن سهلا على أحد في لبنان تسلّقُ السلّم الذي صعد عليه بومبيو، وحتى عتاة خصوم «حزب الله» وقفوا على مسافة من بعض طروحات «رامبو» الدبلوماسية الأميركية الذي ذهب بعيداً في التعبير عن العداء لـ«الحزب» والتحريض عليه، إلى درجة أنّ أشدّ المغامرين حماسة لم يكن مستعداً للحاق به الى حافة الهاوية.

لقد تهيّب الجميع الموقفَ لحظة الحقيقة، وتفادوا خطر الانزلاق على قشرة الموز المموَّهة، منطلقين من قاعدة براغماتية فحواها: «عصفور تسوية في اليد، ولا عشرة عصافير أميركية على الشجرة».

تعرف كل القوى اللبنانية، خصوصاً تلك التي كانت مصنّفةً في خانة 14 آذار، أنّ بومبيو عابرُ سبيل بينما «الحزب» باقٍ في لبنان، وبالتالي فإنّ عليها أن تستمر في التعايش معه، وتنظيم الخلاف بينها وبينه، مع السعي في الوقت نفسه الى تحسين شروط ربط النزاع أو التسوية.

وسواء اندرجت هذه الحسابات في إطار الاقتناع بأهمية تحصين السلم الاهلي والاستقرار الداخلي وعدم الانزلاق إلى الفتنة والتقاتل، أو في سياق مراعاة موازين القوى التي لا تسمح بمواجهة متهوّرة ضد «الحزب» في هذا التوقيت، فإنّ الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أظهر عبر خطابه الهادئ الأخير تقديراً لطريقة تعامل معارضي سياساته مع زيارة بومبيو وعدم استجابة معظمهم لمطالبه، وإن يكن قد تجنّب تسمية هؤلاء، مكتفياً بالإيماء والتلميح.

ويوضح العارفون أنّ نصرالله شكر بالاسم حلفاءَه الرئيسين ميشال عون ونبيه بري والوزير جبران باسيل لأنّ مواقفَهم الرافضة طروحاتِ بومبيو ظهرت بنحو او بآخر الى العلن، فكان لا بد من أن يشكرهم علناً، اما الشخصيات الاخرى التي التقاها بومبيو وفي طليعتها الرئيس سعد الحريري فقد بقيت مواقفُها ومداولاتُها خلال اجتماعها به «مستترةً» في جانب كبير، وبالتالي ارتأى نصرالله أن يشكرها على النحو ذاته، أي بطريقة ضمنية وغير مباشرة، مستنداً الى المعلومات والتسريبات التي تفيد أنّ الحريري خصوصاً تصرّف بمسؤولية أمام الزائر الأميركي وأكد له تمسّكه بالاستقرار اللبناني والوحدة الداخلية.

وعكست النبرة الهادئة لنصرالله في خطاب الرد على بومبيو ارتياحه الى نمط التعاطي اللبناني، عموماً، مع مهمة الوزير الأميركي، وهذه المرة، شعر «السيد» أنّ الجبهة الداخلية كانت متماسكة ومحصّنة أكثر من أيّ وقت مضى في مواجهة الضغط الاميركي المتزايد. والقريبون من «الحزب» يؤكدون انّ أمينه العام لا ينتظر أساساً من الآخرين، خصوصاً الخصوم، أن ينضمّوا اليه في «الخندق»، انما يريد منهم فقط أن لا يطعنوه في الظهر أو يتآمروا مع الخارج عليه. يكاد «حيادُهم» يكفيه، وليس أكثر من ذلك.

ولأنّ الموقف اللبناني الإجمالي كان على قدر الاختبار، وأفضى الى إجهاض اهداف بومبيو، لم يجد نصرالله ضرورة لتصعيد لهجته ورفع صوته في اطلالته السابقة، بل قابل الإيجابية التي أظهرها الشركاء في الخيارات او في التسوية بمثلها، إلى جانب تفنيده مغالطات وزير الخارجية الاميركية بالتفصيل وبالأدلّة انما بلا توتر وانفعال، الامر الذي يعكس طمأنينة نصرالله وثقته في القدرة على مواجهة الضغوط والحصار، على ما يقول القريبون من قيادة الحزب.

ويشير المطلعون إلى أنّ نصرالله الذي اتهم بومبيو بالسعي إلى إحداث الفتنة وضرب العيش المشترك لم يكن في وارد أن يسهّل أمره ويحقق مبتغاه، بل العكس هو الصحيح، إذ إنّ «السيد» شدّد في المقابل على التمسّك بالسلم الأهلي والوحدة الوطنية كردٍّ تلقائيّ وبديهيّ على محاولة الزائر الأميركي استهدافهما.

قد يهمك أيضا:

وزير الخارجية الأميركي زور لبنان الأسبوع المقبل

الملك عبدالله يبحث فرص إحلال السلام في المنطقة

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللبنانيون ينجحون في احتواءعاصفةوزير الخارجية الأميركي اللبنانيون ينجحون في احتواءعاصفةوزير الخارجية الأميركي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 18:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلق على وعد ترامب بشأن سراح الرهائن المحتجزين
 العرب اليوم - نتنياهو يعلق على وعد ترامب بشأن سراح الرهائن المحتجزين

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة
 العرب اليوم - سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
 العرب اليوم - الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا

GMT 18:29 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 11:32 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال ينسف مبانى بحى الجنينة شرقى رفح الفلسطينية

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 11:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

فقدان ثلاثة متسلقين أثناء صعودهم لأعلى قمة جبل في نيوزيلندا

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 08:11 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab