اعتبر الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، اليوم الإثنين، أن "المعركة ضد داعش حققت كامل أهدافها"، وأن اليوم 28 أغسطس/ آب 2017 هو يوم "التحرير الثاني"، "سواء اعترفت الحكومة اللبنانية بذلك، أم لم تعترف".
ويوم "التحرير الأول" بالنسبة لنصر الله هو يوم انسحاب الجيش الإسرائيلي، في 25 مايو/ أيار 2000، من أراضٍ لبنانية جنوبية كان يحتلها منذ عام 1978.
وفي خطاب متلفز، أضاف الأمين العام لـ"حزب الله": "أوقفنا قتال داعش؛ لأننا أبرمنا اتفاقا (مع التنظيم)، ونحن لا نغدر ولا نطعن بالظهر ولا نحتال".
وأضاف أن "البعض (لم يسمهم) يحاول تشويه المعركة، وما جرى بالمعنى العسكري والسياسي في الجرود (أطراف بلدات لبنانية حدودية مع سوريا) هو فعل استسلام من داعش".
ومضى قائلا: "نحن أمام نصر كبير جدا، والحدود اللبنانية باتت آمنة عسكريا على طول الخط، وتحرير الأرض السورية من داعش شرط قطعي لتأمين الحدود اللبنانية".
وفي عام 2014 خطف "داعش" 11 عسكريا لبنانيا، عندما اجتاح لفترة وجيزة بلدة عرسال الحدودية اللبنانية (شمال شرق).
وتوجه نصر الله إلى اللبنانيين بالقول: "ابحثوا على من سمح أن يبقى هؤلاء الجنود بين أيدي خاطفيهم"، في اتهام غير صريح لـ"قوى 14 آذار" اللبنانية، بزعامة رئيس الحكومة، سعد الحريري.
ومنذ سنوات يقاتل حزب الله في سوريا بجانب قوات النظام ضد قوات المعارضة السورية، ما زاد حدة الانقسام في المجتمع اللبناني بين فريق يؤيد المعارضة السورية وآخر يدعم نظام بشار الأسد.
وتابع نصر الله: "لم ألزم الحكومة اللبنانية بالتفاوض مع دمشق (بشأن داعش)، وطرحنا بابا يتعلق بتصدي حزب الله للأمر".
وغادرت اليوم حافلات تقل مسلحي "داعش" من جرود القلمون الغربي بريف دمشق السورية إلى دير الزور (شرق)، ضمن اتفاق بين حزب الله وحليفه النظام السوري مع التنظيم يقضي بإجلاء مسلحيه المتبقّين على الحدود مع لبنان إلى شرقي سوريا.
وكان الجيش اللبناني أعلن، أمس، وقف إطلاق النار، في معركة "فجر الجرود"، شرقي البلاد، مع "داعش"، تمهيدا للمرحلة الأخيرة من المفاوضات المتعلقة بمصير العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى "داعش".
وخاض الجيش اللبناني، على مدار تسعة أيام، قتالا ضد مسلحي "داعش"، في أطراف بلدات "رأس بعلبك" و"القاع" و"الفاكهة" (شرق)، سقط له خلالها 6 قتلى و17 جريحا من الجيش، فيما تم تدمير مواقع للتنظيم وقتل العشرات من مسلحيه، بحسب بيانات رسمية.
وأعلن الجيش، في بيان مساء أمس، العثور في جرود بلدة عرسال على رفات لثمانية أشخاص، تم نقلها لإجراء فحوصات الحمض النووي، للتأكد من هوية أصحابها.
ومن أصل 11 عسكريا لبنانيا أعدم "داعش" في أوقات سابقة اثنين من المختطفين، ولم يُعرف بعد مصير الجندي اللبناني التاسع، وسط ترجيحات بمقتل المختطفين جميعا.
أرسل تعليقك