دمشق - العرب اليوم
تناقلت شبكات الأخبار والمواقع الإخبارية، خبر العثور على رأس شاب مجهول الهوية، في العشرينات من العمر، مرمي في حاوية في أول الشارع العام في مدينة جرمانا .
وبدأت القصة العثور على الرأس، بعد قيام أحد الأطفال بالعبث بإحدى الحاويات، في محيط مطعم النوافير، حيث وجد رأسًا بشريًا، وضع في كيس وعليه بعض الأوراق، فقام بالإسراع لدى أحد أصحاب المحلات المجاورة وأخبره عما وجده.
وبداية ظن صاحب المحل، أن الرأس مجرد لعبة بلاستيكية، وحاول إقناع الطفل بذلك، إلا ان الطفل أصرّ على صاحب المحل ان يأتي معه ليراه، مؤكدا أن الرأس حقيقي وأن الدماء تسيل منه، فذهب صاحب المحل ليتأكد بنفسه من الأمر، حيث سارع بإخبار الجهات الأمنية القريبة من المكان، في حاجز مدخل المدينة، ليتم استدعاء قوى الأمن الداخلي، في مركز ناحية جرمانا، التي بدأت التحقيق على الفور لمعرفة ملابسات هذه الجريمة الغامضة.
الرأس في جرمانا ومن المفترض أن تكون الجثة كذلك، كانت هذه الفرضية الأساسية، لبداية التحقيق ولبدء حملة البحث عن باقي الجثة التي من المتوقع أنها قد رميت في مكان ما في المدينة، قد يكون في إحدى الحاويات كما الرأس أو في إحدى البساتين المجاورة، أو الاثنين معاً، وهنا كان لا بد من حملة متشعبة ومكثفة، للبحث عن الجثة في تلك الأماكن، مهما تطلب ذلك من جهد، وهو ما تولته على الفور دوريات عناصر مركز ناحية جرمانا.
وكان حي القريات (منطقة الكورنيش العريض) أحد الأماكن التي شملتها حملة البحث، كونها متصلة بامتداد من البساتين، ومن ثم بعدة كتل وتجمعات سكنية – اطراف منطقة كشكول ومنطقة الدير – مع مكان العثور على الرأس. وهنا كان لجهود البحث الكثيف، ثمار ونتائج سريعة تمثلت بالعثور على آثار كبيرة لدم على أدراج أحد الأبنية في المنطقة المذكورة (شارع القريات العريض) ليتمّ متابعة البحث داخل البناء للتحري عن الأمر، ومعرفة سبب ومصدر الدماء. فتمّ العثور على المزيد من الدماء وعلى آثار لها كانت تقود الى الطوابق العليا، من المبى المذكور، لتنتهي إلى إحدى مداخل الشقق اير المكسية، حيث تمت مداهمة الشقة وتم العثور في داخلها على المدعو (عبد اللطيف. ب)، بينما كان يقوم بمحاولة تنظيف الشقة، من آثار الدماء المنتشرة داخلها.
"كان الحمام أشبه بدكان جزار".. هكذا وصف عناصر الدورية منزل المجرم، آثار الدماء تملأ المكان، رشقات حمراء على الحيطان خرجت من جسد الضحية، لدى ذبحها وتقطيعها، ودماء منتشرة في المحيط وعلى الجدران وبقع مختلفة الاحجام، كأنه مسلخ، لكنه بشري هذه المرة.
فألقى عناصر الدورية القبض على المشتبه به، وتم عرض صورة الرأس عليه ليعترف أنه يعرف صاحبه ويقول أن اسمه (خ.ع) وأنه كان عنده قبل ساعات.
واعترف المجرم فور وصوله الى مركز ناحية جرمانا، أنه من قام بذبح المغدور، وأنه اتخذ قرار قتله بهذه الطريقة بعد أن ضاق ذرعا بابتزازه له وزيارته في منزله بشكل متكرر، رغما عنه، والمكوث لديه، والحصول على الطعام والشراب، مهددا إياه بأشد العقاب في حال عدم خدمته وتنفيذ طلباته.
بحسب اعترافات القاتل، يوم تنفيذ الجريمة كان كالتالي "زار المغدور (خ.ن) منزل القاتل (عبد اللطيف) وبدأ كالعادة بابتزاره طالبًا منه تحضير وشرب المتة ليلبي (عبد اللطيف) طلبه وليطلب اليه المغادرة، وهنا رفض المغدور قائلاً له (مارح فل لاتغدا) وتطور الأمر لملاسنة بين الاثنين. هنا قرر عبد اللطيف تنفيذ جريمته وطلب من ابنه الصغير مغادرة المنزل، بعد أن أعطاه مبلغا من المال ليشتري ما يريد، طالبا منه عدم العودة وأن يذهب لزيارة منزل خاله.
ولدى مغادرة الطفل للمنزل عاد (عبد اللطيف) وانقض على المغدور وطعنه بالرأس من الخلف عدة طعنات، ليقوم بعد ذلك بجرّه الى الحمام وتقطيع كامل الجثة الى قطع عدة – اليدين والجذع والارجل كل على حدة – وليعترف بانه قام برمي باقي الجثة بحاويتين، الأولى في منطقة كشكول، والثانية في منطقة القريات، حيث قام عناصر الدورية بإحضار باقي الجثة من مكان رميها، ليكون القاتل في قبضة العدالة بعد أقل من أربع ساعات من تنفيذ جريمته.
أرسل تعليقك