تصعيد عسكري قرب دمشق يدفع ثمنه المدنيون رغم خفض التوتر
آخر تحديث GMT07:56:58
 العرب اليوم -

تصعيد عسكري قرب دمشق يدفع ثمنه المدنيون رغم خفض التوتر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تصعيد عسكري قرب دمشق يدفع ثمنه المدنيون رغم خفض التوتر

قصف في منطقة الغوطة الشرقية
دوما (سوريا) -العرب اليوم

قتل العشرات من المدنيين بينهم عائلات بأكملها جراء القصف المستمر لقوات النظام السوري منذ أسبوع على الغوطة الشرقية المحاصرة، في تصعيد جديد يشكل انتهاكاً لاتفاق خفض التوتر الساري منذ أشهر عدة.

ومساء، قتل اثنان من افراد المنتخب الوطني للجودو واصيب 15 اخرون من الفريق كما قتل ستة مدنيين في قصف استهدف دمشق، بحسب مصدر رسمي.

ويرى محللون أن هذا التصعيد يضعف موقف الفصائل المعارضة التي تعد الغوطة الشرقية آخر معاقلها قرب دمشق، في وقت تتكثف المشاورات الدولية لتسوية النزاع السوري قبل قمة رئاسية روسية ايرانية تركية مرتقبة الأربعاء في روسيا.

وبعد هدوء إلى حد كبير فرضه سريان اتفاق خفض التوتر منذ تموز/يوليو، عادت الطائرات الحربية والسلاح المدفعي السوري لاستهداف مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة من قوات النظام منذ العام 2013.

ومنذ أسبوع، يعيش السكان حالة من الرعب نتيجة القصف العنيف الذي أسفر عن مقتل أكثر من 80 مدنياً بينهم 14 طفلاً، وفق ما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ودعا هذا التصعيد الأمم المتحدة الأحد إلى مناشدة الأطراف المعنية "تجنب استهداف المدنيين".

في مدينة دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية، يقول مجد (28 عاماً)، أب لطفلين، "نضطر أحياناً الى أن نختبئ داخل المنزل في أماكن غير مؤهلة لذلك، مثل الحمام أو المطبخ، حتى أننا ننام فيهما أحياناً".

ويتحدث عن رعب تعيشه عائلته كلما تجدد القصف.

ورغم أن زوجته تحاول الايحاء لطفليها بأن الوضع طبيعي، إلا أن طفله البالغ من العمر أربع سنوات "حين يسمع صوت القصف يركض ليختبئ داخل خزانة أو خلف باب ويصرخ +طيارة طيارة تضرب+"، وفق قوله.

وبعد قصف على مدينة دوما الأحد، شاهد مراسل فرانس برس في الغوطة الشرقية مشاهد قاسية لأطباء يحاولون إنقاذ أطفال أصيبوا بجروح خطرة يحدقون بعيون خائفة بانتظار تدخل طارئ لمعالجة أطرافهم التي مزقتها الشظايا. وفي احدى الغرف، يعانق رجل جسد طفل لا حياة فيه. 

وصعّدت قوات النظام قصفها على الغوطة الشرقية إثر هجوم شنته الثلاثاء حركة أحرار الشام الإسلامية المتمركزة في مدينة حرستا على قاعدة عسكرية تابعة للجيش. 

- "مطب قوي" -

ويأتي هذا التصعيد رغم أن الغوطة الشرقية تعد واحدة من أربع مناطق سورية يشملها اتفاق خفض التوتر الذي توصلت اليه موسكو وطهران حليفتا دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة في استانا في أيار/مايو الماضي. 

ويقول الباحث في مؤسسة سنتشوري للأبحاث آرون لوند لوكالة فرانس برس "من الواضح ان اتفاق خفض التوتر في الغوطة الشرقية ليس على ما يرام".

ويوضح أنه في السابق "كانت هناك هجمات حكومية عدة وحالياً الفصائل هي من تهاجم"، مضيفاً "من الصعب القول إن كان هناك سريان فعلي لوقف اطلاق النار".

ويتوقع أن تعمل القوات الحكومية "على المدى الطويل على السيطرة على كامل منطقة الغوطة الشرقية، وإن كان ذلك سيحتاج الى وقت، باعتبار أنها قريبة جداً من العاصمة لتركها على هذه الحال".

وترد فصائل المعارضة باطلاق قذائف متفرقة على أحياء في دمشق، أدت منذ الخميس الى مقتل 24ً مدنيا على الاقل، بحسب المرصد.

من جهتها، اعلنت وكالة الانباء الرسمية (سانا) "استشهاد لاعبين اثنين وإصابة 15 آخرين من المنتخب الوطني للجودو جراء استهداف المجموعات المسلحة صالة الفيحاء الرياضية بدمشق بقذيفة هاون".

وأفاد مراسل سانا في دمشق ان "لاعبي المنتخب الوطني للجودو ضياء الدين بدر ومحمد خانجي استشهدا جراء استهداف المجموعات المسلحة بقذيفة هاون صالة الفيحاء الرياضية ما تسبب أيضاً بإصابة 15 لاعباً آخر حالات بعضهم خطرة".

واكد المصدر مقتل ستة مدنيين بقصف طال احياء سكنية في دمشق وريفها.

وفيما يعتبر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان اتفاق خفض التوتر "قد انتهى" على ضوء هذا التصعيد، يرى المحلل العسكري في مركز عمران الذي يتخذ من اسطنبول مقراً، نوار أوليفر أن الاتفاق "لم ينته لكنه تعرض لمطب قوي".

وتحاول قوات النظام بحسب عبد الرحمن، من خلال هذا التصعيد "تأليب الحاضنة الشعبية لمقاتلي المعارضة عليهم، لإظهار أنهم غير قادرين على حمايتهم من قصف النظام وباتوا يشكلون عبئاً على السكان".

ويطال قصف قوات النظام منذ أسبوع، معظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية التي تعاني جراء الحصار الخانق من نقص فادح في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.

وقتلت مساء الأحد عائلة بأكملها، مؤلفة من رجل وزوجته مع أطفالهما الأربعة جراء غارات استهدفت مبنى في بلدة مديرا المجاورة لدوما.

- "مشهد يدمي القلب" -

وحولت الغارة المبنى الى ركام. وشاهد مصور متعاون مع فرانس برس متطوعين من "الخوذ البيضاء" (الدفاع المدني في مناطق سيطرة فصائل المعارضة) يعملون على البحث عن الضحايا وهم يحملون مصابيح صغيرة. ويقول أحدهم "إنهم ستة أشخاص، وجدنا ثلاثة وبقي ثلاثة آخرين". 

وأثناء محاولة أحد المتطوعين رفع الحجارة بواسطة عصا خشبية، يعثر على قدم يضعها في كيس أبيض قربه. ويعلق أحدهم قربه "انها قدم طفل".

واستهدفت الغارة، بحسب أحد المتطوعين "ملجأ اختبأ السكان فيه عند آذان المغرب"، مضيفاً "هناك أشلاء كثيرة".

ويعمل متطوعو ومسعفو الدفاع المدني وسط ظروف صعبة.

ويروي المسعف في مدينة دوما فراس الكحال (22 عاماً)، تجربة عاشها بعد توجهه مع زملائه الى منزل استهدفه القصف يوم الجمعة.

ويقول "فور دخولنا، رأيت طفلة عمرها لا يتجاوز ثمانية أشهر خرجت من تحت الأنقاض وهي تزحف. خرجت من منزلها المدمر".

ويضيف "كان مشهداً يدمي القلب.. كيف خرجت؟ هذه إرادة رب العالمين". 

وأصيبت الطفلة بجروح في رأسها وتمكنت من النجاة بعد اسعافها.

ويستبق هذا التصعيد العسكري قمة يعقدها رؤساء الدول الثلاثة الراعية لاتفاق خفض التوتر في منتجع سوتشي الروسي، أمل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أن "تطوي صفحة الارهاب السوداء والمرة في سوريا".

ويعقب الجهد الدبلوماسي سلسلة انتصارات ميدانية حققتها قوات النظام السوري مع حلفائها في مواجهة الفصائل المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية على حد سواء.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل اكثر من 330 ألف شخص وبدمار كبير في البنى التحتية وفرار وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

نقلًا عن الوكالة الفرنسية (أ ف ب) 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصعيد عسكري قرب دمشق يدفع ثمنه المدنيون رغم خفض التوتر تصعيد عسكري قرب دمشق يدفع ثمنه المدنيون رغم خفض التوتر



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
 العرب اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab