سوريون يتخوفون من فرض «ضرائب على التفكير»
آخر تحديث GMT03:33:59
 العرب اليوم -

سوريون يتخوفون من فرض «ضرائب على التفكير»

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - سوريون يتخوفون من فرض «ضرائب على التفكير»

علم سوريا
دمشق - العرب اليوم

لم يمر تبرير الحكومة بدمشق عزمها على إصدار قرار بفرض الترخيص للمهن الفكرية في المنازل، مرور الكرام، وقوبل الكشف عن إصداره خلال أيام قليلة، بموجة سخرية من قول الحكومة إن الغاية من التشريع دعم رواد الأعمال الشباب وحماية ملكيتهم الفكرية، لا سيما أن هناك مديرية حكومية للحماية الفكرية.
ويرى المنتقدون أن القرار لا يدعم رواد الأعمال الشباب؛ وإنما يحكم قبضة الحكومة والضرائب على مصادر الرزق والمشروعات الصغيرة في المنازل، إن لم يكن القرار «تمهيداً لفرض ضريبة على التفكير».
معلمة متقاعدة قالت: «أفكر بتطوير مهارات غسل الأطباق والملابس وتنظيف المنزل، هل أحتاج إلى ترخيص هذه الأفكار، والعمل الذي أمارسه في منزلي؟». وأبدى البعض غضبهم من أن «الناس ماتت من الجوع بسبب البطالة، والحكومة مستمرة في إصدار قرارات عشواء».
معلق على «فيسبوك» طلب من الحكومة «إرفاق القرار بقائمة أسعار للأفكار تراعي طبيعتها ولونها: أفكار سوداء انتقامية، أفكار بيضاء خلبية، أفكار رمادية مع عفن خفيف»، وتابع أن الحكومة تحار في كيف تفرض الضرائب؛ إذ ليس لها هاجس «سوى تشليح الناس وتفريغ جيوبهم بأي طريقة»، لافتاً إلى أن محال تجارية وورشات إنتاجية صغيرة جداً أغلقت، وتحول أصحابها للعمل في المنازل والبيع على البسطات بسبب ملاحقات التموين والضرائب الجائرة والإتاوات الباطلة والرشى.
وتشير التصريحات الرسمية إلى أن القرار المزمع صدوره سيجعل من يعمل في بيته تحت طائلة المساءلة، في «حال وردت شكوى إلى وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بأن أحداً ما يمارس أعماله ضمن مقره السكني من دون ترخيص، فإن هذا الأمر ستترتب عليه مخالفة وغرامات مالية». كما يمنع القرار استغلال السجل التجاري بممارسة أي أعمال أخرى تندرج تحت بند أعمال تجارية، تحت التهديد بشطب السجل وتعريض صاحبه لمخالفة وفق «المرسوم 8» لعام 2021.
وكان وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، عمرو سالم، قد مهد قبل أيام للقرار المزمع إصداره، بحديث نقله الإعلام الرسمي حول «أهمية ضبط عملية تصنيف المهن الفكرية وتوصيفها بشكل دقيق، لتكون قابلة للحصول على الترخيص من الوحدات الإدارية، والتفريق بينها وبين المهن الحرفية، وتبسيط إجراءاتها». وبرر الوزير القرار المرتقب صدوره بحرص الوزارة على دعم الشباب أصحاب المهن الفكرية، وتمكينهم من الإنتاج «بما يضمن لهم حياة كريمة ويغنيهم عن السفر خارج الوطن».
كلام الوزير جاء في اجتماع مع ممثلين لوزارة الإدارة المحلية والبيئة واتحاد غرف التجارة السورية، إضافة إلى مديرية الشركات في الوزارة، عن الأمور المتعلقة بالمهن الفكرية التي ستُمنح سجلاً تجارياً بعد حصولها على الترخيص لممارسة هذه المهن من المنازل السكنية، دون اشتراط انتساب أصحابها إلى غرف التجارة.
وأفاد مدير «الشركات» في وزارة التجارة الداخلية، زين صافي، في تصريحات للإعلام المحلي، بأن القرار سيصدر خلال أيام قليلة «بهدف تقديم الدعم لأصحاب المهن لحماية أعمالهم»، ومن تلك المهن تصميم «الغرافيك أو البرامج الحاسوبية»، وتصميم الأزياء والصحافة... وغيرها من أعمال يمارسها أفراد في منازلهم. ووفق مدير «الشركات»، زين صافي، فإن القرار يلبي للراغبين تسجيل أعمالهم في براءة اختراع، ويقدم حماية لملكيتهم ويمكنهم من بيع وتصدير منتجهم للخارج.
وكشف صافي عن الطلب من وزارة المالية تخفيض الضرائب على أصحاب المهن الفكرية، بعد منحهم سجلاً تجارياً، أو إعفائهم منها، مشيراً إلى أنه «لا يمكن البت في هذا الأمر الآن إلى حين وصول كتاب رسمي من وزارة المالية يوضح الطريقة التي سيجري التعامل بها مع هذه الفئة».
وحسب المسؤول الحكومي، فإن ميزة القرار هي إعفاء أصحاب هذه المهن من التسجيل والرسوم في غرف التجارة، وأيضاً من التسجيل في التأمينات الاجتماعية. علماً بأنه من أهم شروط منح السجل التجاري لأصحاب المهن الفكرية، ألا يكون هناك أي شركاء أو موظفين في المنزل مع صاحب المهنة؛ الأمر الذي ينفي الحاجة للتسجيل في التأمينات الاجتماعية.
ولم يتحدث المسؤولون عن سن القرار حول تكاليف إجراء الترخيص والأوراق المطلوبة التي وصفها مدير «الشركات» بـ«البسيطة جداً»، علماً بأنها تتطلب إصدار سجل إداري يجري بموجبه منح ترخيص إداري بناءً على مكان السكن من وزارة الإدارة المحلية، أو من الوحدة الإدارية، ثم إصدار بيان قيد من أمانة السجل التجاري يرفق بصورة عن الهوية، إضافة إلى وثيقة «لا حكم عليه» ليتم إصدار سجل تجاري.

قد يهمك ايضاً

إدراج مجموعة من المواد والسلع والخدمات تحت رقابة الضابطة العدلية التموينية فى سورية

الحكومة السورية تٌخفّض سعر مادتي السكر والأرز بعد انتقادات واسعة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريون يتخوفون من فرض «ضرائب على التفكير» سوريون يتخوفون من فرض «ضرائب على التفكير»



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 03:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
 العرب اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab