قتل 25 مدنيا على الاقل وجرح 40 اخرون الجمعة في غارات جوية جديدة على احياء خاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة في حلب بشمال سوريا حسب ما اعلن الدفاع المدني في حصيلة جديدة لوكالة فرانس برس.
ومن جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان سلاح الجو التابع للنظام السوري نفذ هذه الغارات متحدثا عن سقوط 19 قتيلا.
وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان الغارات استهدفت عدة احياء في شرق المدينة حيث سمعت صفارات سيارات الاسعاف طوال ساعات الصباح.
في حي بستان القصر، احد اكثر الاحياء السكنية كثافة في المدينة، قتل سبعة مدنيين وجرح عشرة اخرون في حين قتل اربعة مدنيين وجرح ثمانية اخرون في حي المشهد، حسب الدفاع المدني.
كما افاد مصدر الدفاع المدني عن مقتل خمسة مدنيين في حي صالحين واثنين في حيين اخرين.
ومن بين القتلى الـ25 الذين اعلن عنهم الدفاع المدني، هناك سائق سيارة اسعاف قتل مساء الجمعة في قصف بالبراميل المتفجرة على حي باب النيرب الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة.
وقال قائد فوج الدفاع المدني في حلب بيبرس مشعل "كان يوما قاتما ودمويا في حلب مع طائرات تجوب السماء بدون توقف".
ومن ناحيته، قال احمد راضي احد سكان المبنى الذي تعرض للقصف "كنا نائمين عند الساعة 10,00 (7,00 ت غ) عندما اصابت غارة مباشرة الطابق الرابع من البناء. نزلنا ورأينا جثثا على الارض".
واجلى عناصر من الدفاع المدني اطفالا احياء غطاهم الغبار وجثثا ملفوفة باغطية بيضاء.
وقال مواطن اخر "اصبح الموت اليومي امرا طبيعيا هنا. لا يوجد حتى حداد. في اليوم التالي لقصف دموي تفتح المحلات ابوابها وتجري الامور كما ان شيئا لم يكن. الكل هنا فقد قريبا له".
وقال طبيب يعمل في هذا الحي الذي تسيطر عليه المعارضة ان "عددا كبيرا من الجرحى، حوالى العشرين، وصلوا الى المستشفى الميداني، اي اكثر من طاقة المستشفى".
وحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فان ما مجموعه 14 غارة استهدفت الجمعة حي بستان القصر واحياء اخرى من حلب. واوقعت هذه الغارات ما لا يقل عن 19 قتيلا وعشرات الجرحى.
ومنذ العام 2012، شهدت حلب معارك شبه يومية بين الفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية وقوات النظام في الاحياء الغربية، تراجعت حدتها بعد اتفاق وقف الاعمال القتالية.
ومدينة حلب مقسمة منذ العام 2012 بين احياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المقاتلة واخرى غربية واقعة تحت سيطرة النظام.
وتتنوع في محافظة حلب الجبهات واطراف النزاع، اذ تخوض قوات النظام معارك ضد جبهة النصرة والفصائل المقاتلة المتحالفة معها في ريف حلب الجنوبي والمناطق الواقعة شمال مدينة حلب. كذلك، تدور معارك بين تنظيم الدولة الاسلامية وقوات النظام في ريف حلب الجنوبي الشرقي، واخرى بين التنظيم المتطرف والفصائل المقاتلة قرب الحدود التركية في اقصى ريف حلب الشمالي.
وعادت اعمال العنف في اطراف حلب منذ نحو ثلاثة اسابيع بعد ان سادها الهدوء منذ تطبيق وقف اطلاق النار في نهاية شباط/فبراير بين القوات النظامية والفصائل المقاتلة، وبخاصة في شمال المدينة ما دفع بالاف السكان الى الخروج من منازلهم.
وتشهد سوريا نزاعا داميا بدأ في اذار/مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ثم تطورت لاحقا الى نزاع متشعب الاطراف، اسفر عن مقتل اكثر من 270 الف شخص وتسببت بدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
ا ف ب
أرسل تعليقك