الهلال السوداني والترجي التونسي خسارة كارثية ومباراة لن تُمحى من ذاكرة الجماهير
آخر تحديث GMT16:52:00
 العرب اليوم -

"الهلال" السوداني و"الترجي" التونسي خسارة كارثية ومباراة لن تُمحى من ذاكرة الجماهير

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الهلال" السوداني و"الترجي" التونسي خسارة كارثية ومباراة لن تُمحى من ذاكرة الجماهير

لاعبي الترجي التونسي
تونس - العرب اليوم

نستعرض في هذه السطور، كواليس مباراة الهلال السوداني والترجي التونسي في دوري أبطال إفريقيا في العام 1999، ضمن سلسلة "مباريات لا تنسى"، حيث تعتبر المباراة التي جرت باستاد الهلال في فبراير/شباط 1999، من المباريات التي لا تنسى ولن تمحى من ذاكرة الجماهير السودانية، حيث ارتبطت هذه المباراة التاريخية بمواقف ومفاجآت كبيرة من رئيس مجلس إدارة نادي الهلال وقتها الراحل الطيب عبد الله، في تلك الفترة التي لعبت فيها، حيث اتخذ قرارا غير مسار المباراة تماما.

مناسبة المباراة

المباراة كانت ضمن جولة الإياب من الدور الثاني لدوري أبطال إفريقيا 1999 في أم درمان، وكان الهلال قد قد تخطى في الدور الأول فريق شانجا رينجرز الزامبي، بالفوز عليه بمجموع المباراتين (2-1)، بينما تم إعفاء الترجي من المرحلة الأولى، وخسر الهلال من الترجي في الذهاب بملعب رادس بنتيجة تاريخية وفادحة بلغت (5-0)، وقد زلزت النتيجة الكبيرة أركان الهلال من مجلس إدارة وجماهير وإعلام، حيث ولدت الخسارة الكارثية من الترجي، فكرة الانسحاب من المباراة الثانية حتى لا تتكرر الخسارة مرة أخرى في عقر دار الهلال وبين جماهيره.

تدخل الرئيس

رئيس مجلس إدارة الهلال السوداني وقتها الطيب عبد الله، وهو من أساطير نادي الهلال ويعتبر أحد أهم 3 رؤساء في تاريخه، رفض فكرة الانسحاب، وقرر خوض المباراة الثانية، لا ليفوز لأنه يعلم أن المهمة أشبه بالمستحيلة لأن الهلال بحاجة لإحراز 6 أهداف نظيفة ليقصي الترجي، بل سيخوضها لرد الاعتبار فقط.

واعتاد الهلال كغيره من الأندية السودانية الكبيرة، خوض مبارياته ليلا منذ بداية سبعينات القرن الماضي، لسبب واحد هو أن طقس السودان الحار، يشكل خطورة كبيرة على سلامة الجماهير، لكن رئيس نادي الهلال قرر الاستفادة من كل الظروف المتاحة لرد اعتباره بعد الهزيمة بخماسية من الترجي، فأصدر قرارا بلعب المباراة نهارا بدلا عن الليل.

وصدم هذا القرار السلطات السودانية، فولاية الخرطوم وحاكمها وقتها الراحل مجذوب الخليفة، كانت متوجسة من الإعلان الرسمي لتفشي وباء السحائي نتيجة ارتفاع شديد في درجة الحرارة لم يقل عن 45 درجة.

صراع سلطات

حدثت المواجهة بين رئيس الهلال الطيب عبد الله ووالي الخرطوم مجذوب الخليفة في اجتماع رسمي دعا له الوالي بمكتبه، وذلك لإثناء الطيب عبد الله عن قرار خوض المباراة نهارا، حيث كان إعلان تفشي السحائي بصورة رسمية من الولاية قد يجعل الترجي يطالب بخوض المباراة بأرض محايدة.

وخلال الاجتماع طلب والي الخرطوم من رئيس الهلال خوض المباراة أمام الترجي ليلا، لكن رئيس الهلال قال له: "هذه المباراة تخص نادي الهلال، وأنا رئيسه وأقرر متى نريد خوض المباراة، وأنا ألعب وفقا للائحة البطولة، والأمر الثاني أنت من جانبك أعلن أن الخرطوم بؤرة لوباء السحائي وسوف أخوض المباراة ليلا".

وانتهى الاجتماع بانتصار رئيس نادي الهلال لقراره، وهذه النقطة أراد منها استغلال الظروف المواتية لرد اعتبار فريقه من الترجي، ليتحدى بذلك رئيس الهلال السلطات والسحائي، وأرسل نادي الهلال قراره للاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" وحدد موعد المباراة بالواحدة ظهرا بستاد الهلال، وكانت لائحة البطولة تمنح الهلال ذلك الحق.

وأجبرت سلطات ولاية الخرطوم وقتها على مسايرة الهلال والخضوع لقرار رئيسه، فبدأت حملة مكثفة لحماية الجماهير بالملعب، برش ما حول الملعب بالمياه يوم المباراة والتوجيه بحمل الشمسيات بالمدرجات.

الترجي يأخذ حذره

وصل الترجي إلى السودان قبل يومين من مباراة الإياب، وسئل مديره الفني وقتها يوسف الزواوي، من وسائل الإعلام السودانية بمطار الخرطوم عن رأيه في خوض المباراة نهارا، فرد: "تحديد زمن المباراة شأن يخص الهلال السوداني"، مشيرا بوضوح إلى أن فريقه لا يهمه توقيت المباراة.

وتحوط الترجي لحماية لاعبيه من طقس السودان الساخن، باستجلاب كريمات مرطبة للبشرة، تقيهم شر الحر، وفي اليوم الموعود حضرت جماهير الهلال بكثافة قبل ساعات مبكرة من المباراة، واحتشدت بستاد الهلال لمعايشة مباراة نهارية لأول مرة وحين انتصف النهار كانت درجة الحرارة حوالي 45 درجة.

وكانت المفاجأة أنه قبل لحظات من بداية المباراة، اقتحم رئيس نادي الهلال الطيب عبد الله الملعب، وجلس على مقاعد البدلاء إلى جانب لاعبيه، حيث كانت هذه المفاجأة رسالة من رئيس النادي للاعبين، مفادها أنه قائدهم وسيكون أمامهم في معركة رد الاعتبار، وأنه يتحمل معهم وزر قرار خوض المباراة منتصف النهار، وجلس حتى نهاية المباراة.

معركة النجوم

في تلك الفترة كان أبرز نجوم الهلال المدافع صلاح دوشكا، حمد كمال، هيثم كمال، خالد بخيت والمهاجم الأسطوري السوداني والي الدين محمد عبد الله، أما أبرز نجوم الترجي فكان الحارس التاريخي شكري الواعر، المدافع العملاق خالد بدرة، وصانع الألعاب الكبير ماهر الكنزاري.

وشهدت المباراة واحدة من أمتع المباريات الكروية في تاريخ دوري الأبطال، حيث انتهت بالتعادل (3-3)، وفاز الترجي بمجموع المباراتين (8-3) ليبلغ دور المجموعات، حيث واصل الترجي مسيرته مرورا بمرحلة المجموعات ووصولا للنهائي أمام الرجاء المغربي وخسر بركلات الترجيح (3-4)، بعد انتهاء المباراتين بالتعادل السلبي.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

"طاس" تحدد موعدًا جديدا للحسم في خلاف الوداد والترجي

حمدو الهوني يُشارك في حملة "الخير" ويتحدى نجوم ليبيا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهلال السوداني والترجي التونسي خسارة كارثية ومباراة لن تُمحى من ذاكرة الجماهير الهلال السوداني والترجي التونسي خسارة كارثية ومباراة لن تُمحى من ذاكرة الجماهير



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 01:16 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

مسمار جحا

GMT 00:55 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شراسة بلوزداد بعد مباراة القاهرة!

GMT 06:28 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الكونغرس... وإشكالية تثبيت فوز ترمب

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 20:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هزة أرضية بقوة 3.1 درجة تضرب الجزائر

GMT 20:28 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.1 درجة يهز ميانمار

GMT 09:28 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

كليوباترا وسفراء دول العالم

GMT 00:15 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وفاة ملاكم تنزاني بعد تعرضه الضربة القاضية

GMT 09:27 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

مطار برلين يتوقع ارتفاع عدد المسافرين إلى 27 مليونا في 2025

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 14:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بيتكوين تقترب من حاجز 98 ألف دولار

GMT 09:33 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

صور متخيلة لعالم وهو ينتقل من عام إلى آخر

GMT 08:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الباشا محسود!

GMT 09:27 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

«قيصر» وضحايا التعذيب في سوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab