بقلم - عيسى الجوكم
** لا جرح غائر يتوغل ولا فرح عارم يتعمق، ففي معادلة الديربي لا مقاييس مسبقة ترجح كفة على كفة. هي تسعون دقيقة فقط تنثر من خلالها الجرح أو الفرح داخل المستطيل الأخضر.
** كف عفريت مر على صافرة البداية، والهدايا الثمينة حضرت، فارتوت رمال الذهب، وغرقت اللؤلؤة في بحرها الأزرق، فهي من غازلت الصحراء بزخة مطر رغم جفاف الرياض هذه الأيام، هكذا كان المعيوف كريما في جعل النزال نارا من غير دخان.
** هدوء على غير العادة قبل النزال إعلاميا وجماهيريا، لكن الزلزال حضر مع الدقائق الأولى لحكاية ديربي العاصمة، فوهة البركان بدأها النصر الجديد بلغة هجومية أربكت كل ما هو أزرق حتى هدف التعادل لميليسي لم يخمد انتفاضة الأصفر في الشوط الأول.
** كان النصر اسما على مسمى طيلة الـ45 دقيقة، وحمل جديده بصورة ناصعة أشعلت مدرجه بعد أن أشعلها لاعبوه داخل الملعب.
** في الحصة الثانية الموج الأزرق علا حتى أن زبدة بحره طفت على رمال الشاطئ، وتاه القارب الأصفر وسط الأمواج المتلاطمة، لكن شراعه بقي مرفرفا بالصمود رغم كل الرياح العاتية التي تقاذفته من كل الاتجاهات.
** تمر الدقائق سريعة على الأزرق بطيئة على الأصفر والفرص بالكوم تضيع على الأول ليردد جمهوره (كل المواعيد وهم)، ويقصدون بذلك فرصهم الضائعة.
** يعرف الهلال أكثر من غيره أن الدقائق الأخيرة فنه ولعبته وفرحته، ويعرف أيضا أن فاتورة (الاستحواذ) في عالم كرة القدم لا يتم صرفها والأهداف فقط هي التي (تصرف) حتى لو كانت ممنوعة من الصرف في مصطلح كرة القدم، لذلك جاءت فرحته بالتعادل عن طريق العربي المغربي أشرف بن شرقي الذي وعد وأوفى بالتسجيل.
** هذه فصول حكاية ديربي مجنون ألهب الأيدي في المدرج والحناجر خلف الشاشات.
** مبروك للفريقين الأداء والمستوى، فالديربي أوفى بوعده داخل المستطيل الأخضر.