أركان السلطان ورئيس مصر المقبل

أركان السلطان و"رئيس مصر" المقبل

أركان السلطان و"رئيس مصر" المقبل

 العرب اليوم -

أركان السلطان ورئيس مصر المقبل

محمد فتحي

ونحن ندشن عهداً جديداً ننشد فيه الاستقرار بعد فوضى كبيرة شهدناها في مصر على مدار أكثر من ثلاث سنوات,وقبلها عشرات السنين من الظلم والفساد ضاعت خلاله الحقوق وانتشرت فيه الآفات وحظي بالمناصب الجهلاء واسند الأمر لغير أهله وحلت بنا المصائب وهربت العقول أو دفنت في تراب القهر ,وأصاب أصحاب المصالح مغانمهم وابتلي الناس بكل الآفات ولم تبقَ إلا الأخلاق التي فسدت في الحقبة الأخيرة ,وأصبحنا مضرب الأمثال في كل سوء ولم يبقَ لدينا إلا الأمل فقط في المستقبل بعد أن أنهكنا الماضي بكل ما فيه من قسوة ,ومع ذلك لم نصب برجل رشيد ,إذ تناحر الساسة ودفع الفقراء الثمن باهظاً، وأنفقنا الملايين على الاستحقاقات الملغاة مابين ثورة أو إبطال، واصحبنا مشغولين بشأن واهٍ ودخلت حياتنا مفردات أصبحنا نرددها دون فهم أو وعي ولم يقدم لنا سياسي أو قانوني أو إعلامي أو صحافي حلاً ينهض بالأمة ويرسي قواعد العدل، حتى البرامج الانتخابية لكل من المرشحيْن الرئاسييْن حمدين صباحي وعبد الفتاح السيسي لم تشر من قريب أو بعيد إلى تطبيق العدل ومنع المحسوبية والدستور الجديد محل خلاف والقانون المنبثق عن الدستور مطاطي يختفي العدل بين جنباته يقبل الوجهين معا الأبيض والأسود، فالقضية واحدة والحكم مختلف والأسباب غير منطقيه,وكم من حقوق ضاعت في ظل هذه القوانين , ولذلك أردت أن اكتب اليوم من منبري هذا عن "أركان السلطان" حتى يضعها أي قادم لتولي سدة الحكم في مصر نصب عينيه إذا أرد بناء الدولة وتقويه أوصالها. وسأتحدث عن كلام في العصر الذهبي للدولة الإسلامية أبان حكم الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور الذي ارسى قواعد الدولة العباسية , فهو الذي تحدث عن خارطة طريق العدل الذي ينشده الضعفاء وهم كثيرون ويهرب منها الأقوياء سالبو الحقوق ناهبو قوت الشعوب .
والبداية كما وردت في كتاب سراج الملوك لمؤلفه أبو بكر الطرطوشي في الباب العشرين تحت عنوان:في معرفة الخصال التي هي أركان السلطان
قال أبو جعفر المنصور: ما كان أحوجني أن يكون على بابي أربعة لا يكون على بابي أعف منهم. قيل: من هم يا أمير المؤمنين؟ قال: هم أركان الملك لا يصلح الملك إلا بهم، كما أن السرير لا يصلح إلا بأربع قوائم، فإن نقصت قائمة واحدة عابه: أحدهم قاض لا تأخذه في الله لومة لائم، والآخر صاحب شرطة ينصف الضعيف من القوي، والآخر صاحب خراج يستقضي ولا يظلم الرعية فإني غني عن ظلمهم. ثم عض على إصبعه السبابة ثلاث مرات يقول في كل مرة: آه آه؟ قيل: من هو يا أمير المؤمنين؟ قال: صاحب بريد يكتب بخبر هؤلاء على الصحة.
ولنأخذ أركان السلطان بعرض تحليلي مقتضب وأبدا من حيث انتهي أبو جعفر المنصور ,اذ قال "صاحب بريد يكتب بخبر هؤلاء على الصحة" ,وهذا هو الإعلام في الوقت الحالي ,فالإعلام هو الركن الرابع من أركان صلاح أمور الدولة .
ولذلك على الرئيس القادم أن يعطي حرية مسؤوله لكل الإعلام وبعيداً عن المسميات المطاطة مثل ميثاق شرف إعلامي وقانون لحرية تداول المعلومات وكلام من هذا القبيل، وفي النهاية نصل إلى إعلام ممول يخدم مصالح أصحاب رؤؤس الأموال فقط ,ومن له ظهير إعلامي قوي يخرج من دائرة المسائلة ويصبح صاحب السعادة ,إعلام يصنع الأكاذيب ويقتل الحقائق ويساند الفساد وينهك الحق ويحاول القضاء علية ,وجميعنا نعرف أن هناك قضايا لعب فيه الإعلام دورا حاسما ووجه فيه الرأي العام. أن الإعلام هو عين الحاكم الذي يري بها رعاياه فهو مراه للحقيقة وتزييف الحقائق وتوجيهها يضلل الحاكم ويهدم أركان السلطة واعتقد أن الكلام في هذا الاتجاه يطول ويستحق أن تفرد له الصفحات وتكتب فيه الأبحاث لأنه ركن من أركان السلطان , وسأحاول في المقال القادم أن أكمل باقي أركان السلطان الأربعة بشيء من الشرح والتحليل .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أركان السلطان ورئيس مصر المقبل أركان السلطان ورئيس مصر المقبل



GMT 14:19 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 10:32 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 14:36 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:09 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 20:31 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 18:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab