الرئيس الأسد والأزمة السورية

الرئيس الأسد والأزمة السورية

الرئيس الأسد والأزمة السورية

 العرب اليوم -

الرئيس الأسد والأزمة السورية

احمد المالكي

الرئيس الأسد لابد أن يرحل وهو سبب التطرف في سورية ولن يكون هناك أي تفاوض معه، هذه التصريحات التي كنا نسمعها من المسؤولين الأميركيين وغيرهم، ويبدو أن الأمر قد تغير بعد مرور أكثر من 4 سنوات على الأزمة السورية ولم تظهر بوادر للحل بشكل ينهي الفوضى في سورية.
المساندة الإيرانية والروسية للأسد ساهمت بشكل كبير في توحش نظامه وبقائه في السلطة كل هذه المدة رغم الدمار والخراب الموجود حاليًا في البلاد.
في المقابل، الدعم الأميركي لمقاتلي المعارضة أفرز جماعات مسلحة ساهمت بشكل كبير في تعقيد الأمور وبدلا من أن تتوحد الصفوف لمحاربة نظام بشار الأسد انصرف الجميع يبحث عن مصلحته، وأصبحت الأزمة في غاية التعقيد وذهبت مقررات "جنيف1" ولقاءات "جنيف 2" ومشاورات "موسكو 1" و" موسكو 2" في الهواء ودون جدوى، إلى جانب ظهور "داعش" المعضلة الكبرى في الأزمة الآن، وفشلت واشنطن ودول التحالف في القضاء على التنظيم المتشدد رغم الضربات التي لم تحقق أي نتائج ملموسة على الأرض، ورغم أن هناك من يعتقد أن ضربات التحالف أثرت على حركة التنظيم إلا أنّ هذه التحليلات غير دقيقة.
من وجهة نظري، ومنذ البداية تحدثنا انه لابد أن تكون هناك قوات على الأرض لمحاربة هذا التنظيم، فضلا عن الضربات، وهو ما حقق الكثير من النتائج الطيبة مع مقاتلي الأكراد في عين العرب "كوباني". والجميع كشف عن أوراقه سواء في العراق أو سورية.
وتورط نظام الأسد في ارتكاب  مجازر لم ترتكب منذ بداية الصراع في سورية وحتي الآن، بعد وصول تعزيزات روسية وأسلحة حديثة لدعم نظام الأسد ضد شعبه وليس ضد تنظيم "داعش" كما تدعي روسيا أن مساندة روسيا للأسد لمحاربة "داعش" وأن الهدف ليس الحفاظ على نظام الأسد بقدر ما هو ضمان بقاء المؤسسات في سورية.
الائتلاف الوطني السوري المعارض والذي تقلص دوره كثيرا هذه الأيام رد على مجزرة الجمعة التي ارتكبها نظام الأسد وأسفرت عن سقوط أكثر من 100 قتيل ببيان تحدث أكد فيه أن أي تأهيل سياسي وعسكري لنظام الأسد سيزيد الأزمة تعقيدا وسيؤدي ذلك إلى تمدد الجماعات المتطرفة وهجرة مزيد من السوريين إلى أوروبا.
الائتلاف الوطني في طريقه إلى النهاية لأن المعارضة اصبحت في موقف حرج وضعفها هو السبب، هناك أيضا تضارب في التصريحات من المسؤولين الأميركيين بالإضافة إلى تضارب في تصريحات المسؤولين في موسكو غير أن الموقف الروسي واضح وصريح بأن موسكو لن تتخلي عن الأسد.
جون كيري وزير الخارجية الأميركي قال إن الأسد لابد أن يكون جزءًا من الحل لكن سرعان ما تراجع وأوضح وقتها أن تصريحاته تم فهمها بشكل خاطئ بعد تعرضه لضغوط وقتها
لكن عندما زار لندن وحدث لقاء بينه وبين وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند سبقه لقاء مع وزير الخارجية الإماراتي أدلى بتصريحات في الإطار ذاته هي بمثابة تراجع واضح في الموقف الأميركي من الأسد.
كيري شدد على أنّ الأسد لابد أن يرحل لكن توقيت رحيله ينبغي أن يتم تحديده من خلال التفاوض، وأضاف كيري "نحن مستعدون للتفاوض لكن هل الأسد مستعد للتفاوض، التفاوض بحق، إنه ليس بالضرورة أن يرحل الأسد في اليوم الأول أو الشهر الأول لكن هناك عملية يجب أن يجتمع كل الأطراف معا لتحديد كيفية تطبيق ذلك على الوجه الأفضل".
الأسد يتخفي وراء الروس ويخرج في الاعلام الروسي ويؤكد انه لن يرحل الا بارادة الشعب السوري
ويبدو أن بشار الأسد لا يعرف أنّ السوريين يموتون غرقا في البحر ويتعرضون إلى الإهانة والموت على حدود أوروبا.
لعبة المصالح مستمرة وتغييرات كثيرة في المواقف الدولية من الأزمة في سورية ستكشفها الأيام المقبلة سواء بالتفاوض مع الأسد أو المحادثات العسكريه بين روسيا وواشنطن حول سورية وحول كثير من قضايا منطقة الشرق الأوسط
والآن بعد مطالبة جون كيري، روسيا وإيران بالضغط على الأسد لقبول التفاوض، هل يقبل الأسد، وهل يصبح جزءًا من الحل في سورية ؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس الأسد والأزمة السورية الرئيس الأسد والأزمة السورية



GMT 14:19 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 10:32 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 14:36 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:09 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 20:31 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 18:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - يحيى الفخراني يختار التمثيل ويترك مهنة التدريس في كلية الطب

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab