رسالة إلى حمدين صباحي

رسالة إلى حمدين صباحي

رسالة إلى حمدين صباحي

 العرب اليوم -

رسالة إلى حمدين صباحي

احمد المالكي

بعد ظهور المؤشرات الأوليه غير الرسميه والتي تعلن فوز المشير عبدالفتاح السيسي في انتخابات الرئاسه، اكتب هذا المقال لكي ارسل فيه رساله صغيرة الى حمدين صباحي المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة المصرية.
صحيح هو خاسر بلغة الارقام المعلنه ولكن دائما يكسب قلوب ملايين الشباب الذي يعرفه جيدا والذي شاركه الحلم في "ثورة يناير" وشاركه الحلم في "ثورة يونيو"، ومكانة حمدين ليست متمثلة في فوزه بمنصب رئيس الجمهوريه ، وانما مكانته اكبر من ذلك في قلوب الشباب الذي دائما يرى فيه حلم التغيير واكمال الحلم، وليس فقط الشباب بل كل من رافقه خلال رحلته في النضال وعمله الصحفي فقال ان حمدين لا يعرف الياْس ولا يعرف الكره ولا يعرف الانتقام وهذا صحيح، حمدين صباحي ابن القريه الريفية المصرية الاصيلة كافح واجتهد حتى وصل الى مافيه الان من حب الناس.
حمدين صباحي الذي حُرم من اشياء كثيرة بسبب معارضته لانظمة الحكم الفاسدة والمستبدة، وبسبب مناصرته دائما للحق ورغم تفوقه تم حرمانه من التعيين في الجامعة، وحرمانه من التعيين في اي مؤسسة حكومية بسبب التقارير الامنيه التي كانت سببا في هذا الحرمان، ولكنه لم يعرف الياْس وبحث عن فرصته بنفسه وشق حياته ومارس عمله الذي يحبه مهنة الصحافة. بعد تخرجه من الجامعه كان من الممكن ان يعود الى قريته الصغيرة في "كفر الشيخ" ويجلس دون عمل او يمارس مهنة الفلاحة، او يفعل كما يفعل اغلب من يفشلون في حياتهم ويقومون بالانضمام الى "جماعات ارهابية" تمارس العنف والقتل، ولكنه ظل يكافح ويشق طريقه بنفسه رغم صعوبة هذا الطريق. هذا هو حمدين صباحي.
حمدين صباحي الذي تم حبسه اكثر من 18 مرة بسبب مواقفه السياسية الشجاعة، لم يعرف الياْس، كان نائباً في البرلمان معارضاً قوياً حقيقياً، في وقت كانت فيه الاحزاب لاوجود حقيقياً لها ومازالت، والجميع يعلم ذلك والا ما كان وصل بنا الحال الى الطريق الذي نسلكه الان، ورغم ذلك حمدين صباحي اثر في الحياة السياسية في مصر وشارك في تاْسيس أحزاب في بدايتها. ورفض حزب "الكرامة" الذي اسسه حمدين صباحي اكثر من مرة بينما كان يتم قبول تراخيص احزاب تخدم النظام. وحمدين صباحي هو الذي وقف في البرلمان وقال باْعلى صوته امام الجميع وامام كاميرات التلفزيون انه "يرفض فكرة التوريث واذا حكم جمال مبارك مصر فاْن مصر ليس فيها رجال"، وبهذه الكلمه كانت بداية الثورة ضد نظام مبارك رغم مواقفه السابقه التي تم توجيه تهم له بسببها، ولكنه لم يهرب وكان صابراً، ولم يفعل كما فعل اخرون وهربوا الى الخارج لانه يدافع عن الحق ويعرف ان من يقف وراء الحق ينصره الله ولو بعد حين.
الانظمه التي جاءت وحكمت مصر حاولت تشويه هذا الرجل الشريف واخرها في الانتخابات الرئاسيه عام 2014 م عندما اطلقوا عليه لقب "كومبارس"، وهذا اللقب اطلقته "جماعة الاخوان" التي كان يجب عليها والاجدر ان تعرف ان رئيسهم هو الذي كان "كومبارس" ولعبه دمية في يد التنظيم الدولي للاخوان وفي يد خيرت الشاطر ومكتب الارشاد، وليس المناضل الحقيقي حمدين صباحي الذي لم يهرب بينما "جماعة الاخوان" تدعي البطولات وتصدر بيانات من الخارج، مثل بيان قطر وبيان لندن وبيانات كلها وهمية ليس لها سند شعبي حقيقي، بينما الرجل حمدين صباحي اختار النضال واختار ان يدافع عن وطنه ويحمي شعبه وشبابه من اي نظام فاسد يريد احتكار الوطن لصالحه، لان حمدين هو من اسقط نظام "الاخوان الارهابي"، في وقت ساد فيه الياْس قلوب الناس، وكان لديهم شك في ان يسقط نظام هذا النظام، ولكنه لم يعرف طريق الياْس بل راح الى طريق الامل في الله واسس "التيار الشعبي" الذي خرجتْ منه حركة "تمرد" التي جمعت توقيعات وحشدت الناس للخروج في "30 يونيو"، وهي ليست صناعه مخابراتيه كما يدعي الواهمون والمعتصمون في الزمان كما قال الدكتور ناجح ابراهيم عن جماعة الاخوان ووصفهم بانهم لا يعيشون في الواقع، وتوقف بهم الزمن عند لحظه معينه ولا يريدون الخروج منها، و"التيار الشعبي" الذي اسسه حمدين صباحي جمع الشباب من جميع محافظات مصر، وبعده اسس "جبهة الانقاذ".
حمدين صباحي الذي عُرض عليه منصب نائب الرئيس في نظام المعزول محمد مرسي ولكنه رفض وفضل ان يظل في المعارضة، لانه رأى ان هذا النظام فاشل ولا يصلح لحكم دولة كبيرة مثل مصر ام الدنيا .
مهما ذكرت ومهما تحدثت في هذا المقال او مقالات مقبلة من مواقف شريفة لهذا الرجل لن اعطيه حقه، واتمنى ان لا يظلمه التاريخ لانه صنع حالة مصرية جميلة استطاع بحق ان يكسب قلوب الشباب في دولة العواجيز.
واوجه رسالتي اولا الى مؤيديه واقول لهم استمروا في مساندة هذا الرجل واعلموا ان هذا الرجل سوف يظل يقف معكم لتحقيق اهدافكم النبيله واهداف ثورة يناير وثورة يونيو الى اخر لحظه في عمره، وعليكم ان تتعلموا جيدا من هذا الرجل حتى اذا رحل بعد عمر طويل ان شاء الله، نجد ملايين الشباب حمدين صباحي ولا نترك مصر غارقة في الفساد.
ورسالتي الى حمدين صباحي، الانتخابات الرئاسية ليست مكانتك الحقيقية في قلوب الناس، يكفي انك فضلت البقاء وعدم الانسحاب لمصلحة الوطن، ويكفي انك وقفت واعترفت بنتيجة الانتخابات واعلنت انك تحترم ارادة الشعب المصري وتحترم ارادة كل من انتخبك او لم ينتخبك، وهذا موقف نبيل يضاف الى مواقفك التي لا تعد ولا تحصى. ايها الرجل المصري الاصيل ولا احد يعلم ماذا لو كنت الفائز بهذه الانتخابات وسحرك كرسي الرئاسة اللعين كان سوف يطيح بتاريخك النضالي كله، وعسى ان تحبوا شيئاً وهو شر لكم، مكانك ايها الرجل في المعارضه وسط ابنائك الشباب والتيار الشعبي الذي فيه شباب هذا الوطن ومستقبله. استمر ياحمدين ولا تستمع لكلام الحاقدين، والجميع من خلفك يساندك وفقك الله لما فيه الخير لمصر وشبابها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة إلى حمدين صباحي رسالة إلى حمدين صباحي



GMT 14:19 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 10:32 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 14:36 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:09 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 20:31 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 18:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab