أزمة اليمن التعيس

أزمة اليمن التعيس!

أزمة اليمن التعيس!

 العرب اليوم -

أزمة اليمن التعيس

بقلم: صلاح النادي

دائمًا ما كان يُطلق على دولة اليمن تاريخيًا بـ"اليمن السعيد"، وذلك لازدهار الحضارة والعمارة، واستتباب الأمن بداخله، وتطور المستوى المعيشي لساكنيه في الماضي، ولكن مع تزايد النعرات الطائفية والقبلية بين اليمنيين بعضهم البعض، أرى أن الوصف الأدق للواقع اليمني الأن يجب أن يكون "اليمن التعيس"، فالأطراف اليمنية ممثلة في "الحوثيين" و"القاعدة" و"أنصار الشرعية" كلهم يتصارعون من أجل الحكم، دون النظر إلى التدمير الذي صاحب الشعب جراء ذلك التناحر السياسي الأعمى.

وسأسرد لكم طبيعة الأزمة السياسية الراهنة في اليمن، ونبدأ بـ"الحوثيين" الذين يريدون الوصول إلى الحكم مهما كلفهم الأمر، وبالتالي يرفضون استمرار شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي في الحكم، ومن ثم انقلبوا على تلك الشرعية ليحاربوها من أجل تنفيذ الأجندة الإيرانية في منطقة الخليج، وهنا تكمن الأزمة الحقيقة، لأن عبد ربه منصور لازال يعتبر نفسه الممثل الشرعي لسلطة الحكم في اليمن، ويستند في ذلك لقرارات الأمم المتحدة الرافضة لانقلاب "الحوثيين" على الشرعية في اليمن. كما أنه من الواضح جليًا أن المجتمع الدولي يرفض حكم "الحوثيين" لليمن عدا إيران التي لها مطامع كثيرة في دول الخليج، ومن هذا المنطلق يظهر الدور القوي للمملكة العربية السعودية، في عدم السماح بقدوم "الحوثيين" بديلًا لعبد ربه منصور، لأن الرياض تعلم أن وصول "الحوثيين" للحكم هو بمثابة تغلغل صريح من طهران في منطقة الخليج، وهو ما لن تسمح به السعودية بحدوثه مهما كلفها الأمر، حتى لو أقدمت على حرب طويلة الأمد مع "الحوثيين" وهو ما يحدث الآن فعليًا، وبكل موضوعية سياسية أرى أن للمملكة السعودية كدولة جارة لليمن الحق في أن تدافع عن أمنها القومي، ضد التمدّد الإيراني في الخليج.

أما على الصعيد الأخر فتتواجد عناصر تكفيرية شديدة الخطورة من "القاعدة" في جنوب اليمن وهم سُنّة متطرفون يُعادون شرعية الرئيس "السُنّي" عبد ربه منصور ويعادون بالمثل "الحوثيين" الشيعة، كما تظهر احتجاجات عدة من قبل سكان اليمن الجنوبي، للمطالبة بالانفصال الفعلي عن دولة اليمن الشمالي، والعودة إلى دولتهم السابقة والتي كان الحكم فيها شيوعيًا "علمانيًا"، قبل أن يتم اتفاق الوحدة اليمنية في 22 مايو/أيار من العام 1990، والتي صارت بسببه الدولتان دولة واحدة تحت مسمى "الجمهورية اليمنية".

ونخلص من هذا كله أن كل الأطراف السياسية في اليمن تعيش في تناحر تام وعداء بغيض، والضحية جراء ذلك النزاع الدائر هو الشعب الذي ماجنى إلا الخراب والدمار، فعلى الأمم المتحدة أن تبحث عن حل ضروري، ليُنهي تلك الأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني يوميًا، لأن الوضع صار كارثيًا ومأساويًا إلى أقصى درجة، ويقتضي من المجتمع الدولي أن يتدخل سريعًا، من أجل إنهاء الواقع المرير الذي يعيشه الشعب اليمني.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة اليمن التعيس أزمة اليمن التعيس



GMT 10:32 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 14:36 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:09 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 20:31 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 06:57 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس النواب وتحد مقبل

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab