الاستفتاء ليس حكرًا هو للجميع

الاستفتاء ليس حكرًا.. هو للجميع

الاستفتاء ليس حكرًا.. هو للجميع

 العرب اليوم -

الاستفتاء ليس حكرًا هو للجميع

بقلم : يوسف زيباري

في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر/أيلول المقبل، سيتوجه سكان الإقليم وكركوك والمناطق الكردستانية المسمى ( بالمتنازع عليها ) إلى صناديق الاستفتاء للأدلاء بأصواتهم حول تقرير مصيرهم  ذلك الحق المشروع لكل الدول والشعوب، والذي نصت عليه المواثيق والمعاهدات الدولية، الاستفتاء الذي قال عنه رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان البارزاني أنه للجميع وهو لكردستان بجميع مكوناته، وليس حكراً لحزب معين أو فئة معينة بل هو لاستقلال كردستان التي تضم في نسيجها الاجتماعي مختلف القوميات و الديانات والأحزاب السياسية .

من يتابع الوضع الكردي عن كثب لا يمكن إغفال العقبات التي توجهه الاستفتاء، لا سميا داخل البيت الكردي، وهناك محاولات لاغتيال هذا المشروع والحيلولة دون نجاحه، وذلك بالوقوف حجرة عثرة في طريق تطلعات الشعب الكردي، واقعيًا هناك حزبين رئيسين في الإقليم هم من بيدهم زمام كل المبادرات، والأمور المتعلقة بإدارة الإقليم وكانت لهم بصمة في توحيد الصف الكردي بعد عم 2003، وتقدم عجلة التطور العمراني الملحوظ وتمتع الإقليم بالاستقرار الأمني، والآن بات عليهم إن ينجزُ الجزء الأهم، ألا وهو الاستقلال وهو من ما كان يصبون إلى تحقيقه من خلال التضحيات والحروب التي خاضوها ضد الأنظمة الدكتاتورية التي حكمت العراق، ولم تعطي حقوق الأقليات ومنه حقوق الكرد.

إن تعدد الأحزاب السياسية هي ظاهرة صحية، ومن أهم مظاهر الديمقراطية الصحيحة في الوقت المعاصر لكن بشرط إن تكون تلك الأحزاب وطنية بامتياز و تساهم في بناء الوطن وعدم المساس بثوابت السياسية العامة للبلد وهدر حقوقهم المشروعة ، وليس العكس من خلال المحاولات الحثيثة التي تقوم بها  بعض الأحزاب  والهدف منها هو إفشال الاستفتاء مدعين انه لحزب معين أو لشخص معين ، وتعيد بذلك ما قامت به في السابق من خلق فوضى في الإقليم و شرخ في الصف الكردي وكانت السبب في تعطيل البرلمان ومحاولة إفشال الحكومة في وقت كان الإقليم بأمس الحاجة إلى وحدة الصف لموجهة اخطر عدو وهو داعش الإرهابي، وبالرغم من ذلك الأبواب مفتوحة لاستدراك ما فاتهم و تسريع الخطوات إلى الاستفتاء ومن ثم الاستقلال وان تكون لهم مشاركة فعاله وايجابية في تقرير مصير شعبهم وهم إمام خيار تاريخي الذي لا رجعة عنه. 

ليس هناك رابح أو خاسر في الاستفتاء أما إن يكون الكل رابح أو الجميع خاسر، نجاح أو فشل الاستفتاء ليس لحزب معين، هي فرصة لا يمكن تكررها للم شمل جميع الأحزاب المتنافرة، ومكونات المجتمع الكردستاني الدينية والسياسية، حتى لا يذكرهم التاريخ كما ذكر من كانوا قبلهم سببً في تأخر إعلان  الدولة الكردية، وأن يكونوا شركا في رسم مستقبل شعبهم السياسي والاقتصادي، والذهب جميعاً إلى صناديق الاستفتاء و الإدالة بأصواتهم بنعم للاستقلال، أن العمل على أن الكل متساوين بالحقوق والواجبات وان الجميع يجب أن يكون بمستوى المسؤولية أمام شعبه.

في هذا المجال لا يمكن إغفال دور الإعلام في إقليم كردستان والواجب الوطني الملقى على عاتقهم في توضيح وبيان مميزات الاستفتاء ودفع الموطنين على المشاركة فيه وما يعيب الإعلام هو العمل على ردع الناس في المشاركة في الاستفتاء وهذا ما تقوم به بعض القنوات الإعلامية من دور سلبي في ضد تطلعات الشعب الكردي وهي بذلك تخدم من يريد النيل من الاستفتاء وكردستان، الاستفتاء يعني رأي الشعب حول الاستقلال وهو لإضفاء صفة قانونية على أي خطوة عملية تلي الاستفتاء والتي ستكون عن طريق الحوار والمشاورات والمباحثات الحثيثة وأساليب مدنية بعيدا عن العنف وأي مظاهر التصادم مع بغداد أو دول مجاورة أو إقليمية، هي عملية إيصال صوت الشعب الكردي إلى العالم كافة على انه لا يمكن لأحد أن يقرر مصيره نيابة عنه لا الآن ولا في المستقبل، وهي فرصة لأخبار العالم ان الشعب الكردي لا يريد سوء حقوقه الطبيعية وبطريقة حضارية ودبلوماسية والتاكيد على أن الإقليم سيكون مصدر للاستقرار وامان في  المنطقة والشرق الاوسط كما كان في السابق .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستفتاء ليس حكرًا هو للجميع الاستفتاء ليس حكرًا هو للجميع



GMT 14:19 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 10:32 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 14:36 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:09 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 20:31 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 18:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab