إعادة التدوير شكل مُتقدّم لفساد دولة الرئيس

"إعادة التدوير" شكل مُتقدّم لفساد دولة الرئيس

"إعادة التدوير" شكل مُتقدّم لفساد دولة الرئيس

 العرب اليوم -

إعادة التدوير شكل مُتقدّم لفساد دولة الرئيس

بقلم - ذوقان عبيدات

في البداية أؤكد أنني لست مستعجلا أو نزقا وأنني من أنصار دولة الرئيس كمعظم المواطنين, وأن وقت المساءلة لا يجوز أن يبدأ قبل بدء العمل, فكل عمل يحتاج وقتا, لكن ما حصل في تشكيل مجلس أمناء الجامعات الأردنية يقع من وجهة نظري في باب إعادة التدوير وهذا ما لا يتمنى أحد أن نبدأ فيه. مع أنني أعتقد بأن هذا التدوير من صناعة الحكومة السابقة, لكن الحكومة الجديدة ليست بريئة تماما عن السابقة ففيها بعض تدوير، وهذا لا يعني أن كل عودة تدوير.

تتم إعادة التدوير عادة لمنتجات صارت مستهلكة، حرصا على الموارد واستثمارها إلى أقصى حدودها، وكتبت في مقالة سابقة في موقع إلكتروني آخر عن استفحال هذه الظاهرة في سياساتنا، وركزت على التدوير من خلال استثمار شخص واحد -غير عبقري- في عشرات المواقع واللجان معا. وقلت لو تعرّض هذا الشخص إلى عدوان حاقد أو حتى إرهابي لخسرت الدولة خمسة عشر شخصا على الأقل لملء الفراغ الرهيب الذي سيتركه، ويحتاج الوطن إلى عشر سنوات لتعويض خسارته! وبالمناسبة، كاد هذا الشخص أن يكون وزيرا لكن الله قدر ولطف!!

وبعيدا عن تدوير شخص ما في أكثر من موقع، طالعتنا الحكومة وربما ليست الحكومة الحالية بأضخم عمليات إعادة التدوير من خلال تعيين كوكبة من -رجالات الوطن الأشداء- كرؤساء مجالس أمناء الجامعات الأردنية التي لم تفلح إحداها في احتلال مركز مرموق بين الجامعات العالمية. طبعا لا انتقاد لهذه الشخصيات إطلاقا ولو أنها ليست عبقرية، لكن دعونا نناقش المبررات والدوافع والأسباب خاصة وقد قيل لنا نريد تغيير النهج!

تتم عمليات تدوير الأشياء ولأشخاص في الحالات الآتية:
حسن استثمار الموارد فلا يجوز إبقاء شخصيات فاعلة عبقرية في صفوف المتفرجين، فالوطن يحتاج عباقرته مدى الحياة!!

ندرة الموارد، وبخاصة البشرية منها، فالعقول الذكية نادرة ولا يجوز أن لا نستغلها! أليست هذه ما تسمى بالتربية المستدامة، فلا يجوز ترك مورد نادر في ساحة الإهمال.
عدم السماح للموارد الضعيفة والشخصيات الحاقدة بالإحلال أو احتلال مواقع كان يشغلها متفوقون، وهكذا فإن شخصا ما سيشغل منصبا مهما مدى الحياة حرصا على عدم ترك موقعه لمتخاذلين، فإذا كان لدينا رئيس مجلس إدارة شركة -ناجح- ولا يتقاضى عشرة آلاف شهريا، لماذا لا نستفيد منه في رئاسة مجلس أمناء أو إدارة مؤسسة أو لجنة أو غيرها؟ لكن مع تقديرنا لهذه المبررات فإن هناك في المقابل عوامل سلبية لعمليات التدوير، لعل من أهمها:

إن تدوير نفس الأشخاص يعني إعادة إنتاج السلوك السابق، وعدم تغير النهج. ألم تعدنا الحكومة بتغير النهج؟ فالأشخاص المعاد إنتاجهم قد يصعب عليهم تغير النهج وهذا يعيق سياسة الحكومة.

إن تدوير نفس الأشخاص هو اتهام صريح للوطن بخلوه من آخرين جيدين أو بمستوى من ندورّهم!! فهل خلا الوطن من أشخاص قادرين؟

إذا كررنا نفس الأشخاص، فكيف سنفسح المجال لكفاءات جديدة كي تثبت ذاتها؟ ألم يقل المسؤولون كافة وحتى الدستور -وربما الغد والرأي- بالمساواة والعدالة؟

ما حدث في إعادة تدوير شخصيات رؤساء مجالس أمناء الجامعات، مهما كان احترامنا لهم عاليا، ومعظمهم يستحق الاحترام، فإنه يعطي انطباعا بأنّنا لم نتقدم خطوة واحدة. وكان على رئيس الوزراء الذي يحترمه الشعب كله أن يوقف هذه القائمة إن كانت من صناعة الحكومة السابقة أو على الأقل أن يحاسب من -قرّر اختيارهم- على عدم تغيير النهج!
دولة الرئيس، هذا نهج مقبول في حكومة مثل دولة أبو الراغب أو دولة الرفاعي أو الملقي لكنه يحتاج إلى مراجعة من حكومة د. الرزاز!

تخيّل دولة الرئيس أنك بدأت عهدك باختيار أو تدريب أو إنتاج عشرة قادة جدد، كم سيربح الوطن؟ وكم سنتفاءل بالنهج الجديد؟ وكم سنصفق لك؟ وكم سنتمكن من إسكات المتطاولين على حكومتكم؟

الأردنيون مقهورون، ولا يحتاجون المزيد لتحويل قهرهم الى حقد! لكنهم فرحوا بك وتأملوا، فلنعطهم الأمل، ونعيد تشكيل رؤساء مجالس الأمناء، ولنوقف عمليات إعادة التدوير، ونحاسب من نسّب بها!

والفرصة أمامنا جميعا! هذا لا يعني دائما أن لا نختار مُجَرَّبين ولكن الاختيار شيء وتكرار إعادة التدوير شيء آخر، علما بأن من تتم إعادة تدويرهم ليسوا عباقرة أفذاذا، وليس في الساحة الإدارية والفنية في الأردن من ليس له بديل أو عشرات البدائل.

لنراجع مجالسنا! كلها تضم إعادة تدوير لغير الأكفياء، بدءا من مجلس التربية ومجالس الإدارة في الشركات واللجان. إنها خطوة صغيرة لكنها تعكس حسن النوايا بتغيير النهج!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعادة التدوير شكل مُتقدّم لفساد دولة الرئيس إعادة التدوير شكل مُتقدّم لفساد دولة الرئيس



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab