أشرف لاشين
النَّهضة كلمة تعبِّر عن واقع حقيقيّ تعيشه الشُّعوب والأمم، ولكن كيف تكون النَّهضة مع الزِّيادة في نسبة الخرّيجين وحصول رجال الأعمال على خيراته وكنوزه.
هل النَّهضة التي تسعي لها مصر هي أن تخرِّج جيلًا يحمل الشهادات لينضمّ إلى سوق العاطلين أم نهضة نسعى من خلالها للدفع بالبلاد إلى الأمام؟!!
النَّهضة لا تبدأ من القاع للأعلى ولا من العكس، ولكنها تبدأ من معرفة الأخطاء والسلبيات ومعالجتها، فإذا كنا نريد نهضة لبلادنا فلا بد أن نتكاتف جميعًا، ننسى الماضي ونفكر في بناء الوطن، يعاقب من أخطأ ويكافأ من أصاب.
النَّهضة تبدأ من التربية ثم التعليم، فتربية جيدة وتعليم بأسلوب صحيح يخلق جيلا قويًّا قادرًا على تحدِّي الصعاب، قادرًا على العبور بالبلاد إلى برّ الأمان.
النَّهضة ليست كلامًا ولكنها أفعال، فإن لم يتوفر ذلك في الشعوب والأشخاص على مختلف فئاتهم فكيف لنا أن نميز بين الشعوب المتحضرة الناهضة والشعوب المتخلفة والمنحطة، فلا بد من أن نضع معيارًا نقيس عليه الشعوب التي تسعى للنهوض بالبلاد والتي تسعى إلى غير ذلك، بين أمة تسعى لوجود نهضة حقيقية وأخرى حالة من الوهم والخيال.
نقرأ الكثير من الكتب ونسمع آلاف المحاضرات التي نتأثر بها، ومع ذلك لا نستطيع أن نتذكر ما قرأناه أو سمعناه ، فقد أخطأ من يظن أن النَّهضة تأتي من سلطان جائر يستخدم البطش والقوة لإجبار الناس على الخضوع له طبقًا لقوانين مفروضة عليهم، بل إن المشاركة وتحقيق العدل من أهم مبادئ النهوض بالبلاد .