بقلم ـ محمد يحيى الشهراني
المعيار الأساسي لنجاح أي انتخابات هو الالتزام باللوائح والأنظمة الحاكمة لها ومدى سلامة تطبيقها ابتداءً من تشكيل اللجان المختصة وانتهاء بالنظر في الشروط والطعون المتعلقة بالمرشحين، وانتخابات اتحاد القدم طويت صفحتها بأخطائها وتنظيمها ونتائجها ونجح عادل عزت في الفوز بمنصب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم لمدة أربع سنوات مقبلة بعد أن كسب الجولة الثالثة من الانتخابات متفوقًا على منافسه سلمان المالك بـ25 صوتاً مقابل 17 صوتاً في الانتخابات التي جرت أحداثها في مركز الملك فهد الثقافي قبل أمس السبت.
والآن وبعد أن عرفنا الرئيس القادم فإننا أصبحنا أمام مفترق طرق، وعلى الرئيس وأعضاء مجلس إدارته أن يراعوا الله في مصلحة كرة القدم السعودية، وأن يُقدموا الأفضل لها، وأن يديروا دفتها نحو التقدم للأمام، متجاوزين أخطاء وسلبيات الاتحادات السابقة، وأن يتعاونوا مع الجميع بفكر يبني ولا يهدم، ويعدل ولا يظلم، ويكون قريبًا من هموم وشجون الأندية صغيرها قبل كبيرها، بعيدًا عن الانزلاق في التعصب المؤدي لأمور ستضر الرئيس نفسه قبل غيره ويتمدد ضررها ليصل الجميع مثل ما شاهدنا من اتحاد القدم المنتهية ولايته برئاسة أحمد عيد من تخبطات وقرارات وسوء إدارة للجان الاتحاد؟!
عادل عزت ذكر في برنامجه الانتخابي التزامه بخصخصة الأندية وتحويلها إلى شركات دعمًا لرؤية المملكة 2030 ولرؤيته وفريق برنامجه الانتخابي الرامية إلى تطبيق مفاهيم الاحتراف الشامل، وقال إننا سندير منظومة كرة القدم بفكر احترافي يستشرف المستقبل ويؤسس لنهضة تدعم تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. والوسط الرياضي ينتظر أفعالا لا أقوالا ونجاحه من عدمه يعتمد على قائمة التنفيذيين المرافقين له وأعضاء مجلس إدارته لأنهم هم من يقودون اللجان وفرق العمل وسنذكر عادل عزت بتفاصيل برنامجه الانتخابي والذي تضمن 30 مبادرة نستعرض لكم أهمها: زيادة حصة الأندية من الدخل لزيادة مبيعات الضيافة وتذاكر المباريات والدعاية وخفض نفقات الاتحاد الإجمالية بنسبة 20٪ من خلال استحداث إدارة خاصة لتقنين النفقات ومراجعة العقود ووضع إجراءات لترشيد الإنفاق وتحقيق معادلة نفعية مع الرعاة لتوفير المستلزمات الأساسية للتدريب واللعب مجاناً أو بأسعار رمزية على الأقل لجميع الأندية، والاستثمار في الشراكة مع بيوت الخبرة العالمية لتدريب وتأهيل 1000 مدرب وطني وإنشاء لجنة مستقلة تسمى «لجنة الأخلاق والنزاهة» وتُمنح صلاحيات كاملة لمراجعة أنشطة الاتحاد ومهمتها اعتماد نهج عدم التسامح مع أي فساد وإنشاء نادٍ لمشجعي المنتخب الوطني لتعزيز علامة الصقور الخضر ونشر الأجواء الإيجابية وتطبيق الاحتراف في منظومة التحكيم من خلال إنشاء لجنة مكونة من مجموعة منتقاة من الحكام الواعدين وإبرام معهم عقود عمل وإقرار نهج موحد للتعامل مع سوء الانضباط في الملاعب بناءً على حزمة من الأنظمة واللوائح التي يُتفق عليها للتصدي لجميع التجاوزات واستحداث جائزة تقديرية للجمهور المثالي للقضاء على ظاهرة التعصب الرياضي واطلاق «مؤشر رضا الجمهور» لاستطلاع آراء محبي كرة القدم والاستماع لأفكارهم ورصد ما تم إحرازه من تقدم.
تطوير الحكام ولجنة الحكام هو الأهم في بداية عمل عادل عزت، هي مأساة كل المواسم، وتحتاج إلى إدارة وتطوير ورفع مكافأة الحكام وصرفها بوجه السرعة وتمكين الحكام من التدريب على ملاعب هيئة الرياضة وإنشاء رابطة للحكام لحكايتهم والمطالبة بحقوقهم وتصحيح أخطاء عمر المهنا وهاورد ويب والاستعانة بالمونديالي خليل جلال فالتحكيم عنصر مهم في تطوير لعبة كرة القدم.
الوسط الرياضي تملأ عينيه الكثير من الطموحات والرغبة في الانطلاق بآفاق الرياضة السعودية إلى اقصى مدى لها من التقدم والتطور، خاصة أن الرئيس الجديد يعلم أن التاريخ لا يكذب أو يتجمل فبرنامجه الانتخابي يحمل الكثير من الوعود والفيصل هو في التطبيق فالفترة القادمة تمثل عنق الزجاجة للأندية فهناك قانون تخصيص الأندية الذى تنتظره القلوب قبل العيون لمعرفة خريطة الطريق خلال الأربع السنوات المقبلة والتي تنتهي في 2021م، بخلاف حلم الوصول إلى نهائيات روسيا 2018، وأيضا كيفية التغلب على أزمة احتكار البث التلفزيوني والحلول المقترحة لجلب المتعة للسعوديين.