الحلو  وعودة وجزمة مرتضى

الحلو .. وعودة.. وجزمة مرتضى

الحلو .. وعودة.. وجزمة مرتضى

 العرب اليوم -

الحلو  وعودة وجزمة مرتضى

بقلم ـ خالد الإتربي

أن تسعى دائمًا للحديث عن الفضيلة، والدعوة إليها ومحاولة تغيير الواقع من السيئ للأفضل، ومن الغث إلى الثمين، ومساعدة المجتمع للنهوض من القاع إلى القمة، لهو شعور مبهج، ويمنحك في أغلب الأوقات دفعة معنوية للأمام، لكن في نفس الوقت، قد يدفعك تأخير التغيير، واحساسك بالتخصص في التنظير  للشعور بالملل، أو بالاحرى تجد اليأس يطل براسه من نافذة عقلك وقلبك ، ليقول لك وما الفائدة؟.

أحيانا تستعصي على العقل إجابة هذا السؤال، لتجد نفسك تركن إلى الهدوء، وتتوارى بافكارك عن العيون، وتكف عن الكتابة، بل والاكثر من ذلك تلجأ إلى الاستعماء، إلى أن يتحرك ضميرك، اعتراضًا على الزيادة في الانحطاط، ويجبرك على تحطيم كل القيود التي وضعها اليأس على عقلك.

حقيقة ماحدث الأسبوع الماضي، من اهتمام إعلامي غير مسبوق بدنيا الحلو مشجعة الزمالك، التي ظهرت في نهائي دوري أبطال أفريقيا، لا يوصف إلا بـ(الانحطاط) الفكري، والانحدار بمستوى المشاهد، أو المتلقي، الذي وصل من الأساس إلى أدنى مستوياته ، بسبب السياسات الإعلامية، مع الاعتذار لكلمة سياسات.

مع هذا اهتم نشطاء التواصل الاجتماعي كما يطلق عليهم، بصور الفتاة، ومنهم من تعاطف مع دموعها، ومنهم من تغنى بجمالها، ومنها من استخدمها في الإسقاطات على نادي الزمالك، للدرجة التي دفع الكثير لنسيان مباراة الزمالك من الأساس، فالطبيعي أن تتصدر صور الكأس الأفريقية المشهد ، لكن غير الطبيعي هو حلول صور الحلو بدلًا من الكأس.

الغريب ايضا أن تجد المشجعة الزملكاوية، تعلن عن أسفها لحضور المباراة، بسبب هذا الاهتمام، وفي نفس الوقت لم تترك قناة أو موقع إلا وقد ظهرت فيه.

وأمام هذا كله، كان من الممكن السكوت، إنما ماينطق معه الحجر، هو اهتمام الجميع بالفتاة، وبعدها بساعات معدودة، توجيه سهام النقد إلى محمد عودة مدرب المقاولون العرب لصلاته العشاء أثناء مباراة فريقه أمام الشرقية، الهذا الحد من الإسفاف وصلنا.

إعلاميون كبار ، وقطاع كبير من المشجعين كشفوا العلاقة بين عودة وربه، وأكدوا أنه صلى من أجل "الشو"، لكن في نفس الوقت اعتبروا أن دنيا الحلو بكت من فرط حبها في الزمالك، وأن لقطة الموسم هي صورة الزميل أسامة دياب الذي بكى وهو يقوم بعمله.

أليس هذا انفصام، كيف نتجرأ على علاقة عبد مع ربه في صلاته، ولا نشيد بتصرف مثل هذا، فقد أمرنا الله أن نتعامل مع الناس بما يظهر منهم، وهو أعلم بسرائرهم، كيف لا نشجع على تصرف مثل هذا، كنت أتمنى أن تظهر صورة عودة وهو يصلي على كل صفحات التواصل الاجتماعي، كنت أتمنى أن تظهر صورة الجماهير ايضا وتطغى في كل الصفحات، لتكون رسالة في عودة الجماهير، هذه هي الرسالة.

ايستطيع أحد من المشتركين في مسلسل الحلو، أن يشرح لنا ماهي رسالته التي يرغب في توصيلها إلى المشاهد، ايستطيع أحد من الذين انتقدوا عودة، أن يقولوا رسالتهم الإعلامية من هذا الانتقاد، ايستطيع أحدًا أن يفسر لنا لماذا اعتبر لقطة أسامة عفوية، وانكرها على عودة، استحلفكم جميعا، هل تجرؤون على النوم دون تأنيب الضمير من هذه المهازل.

سؤال أخر للإعلام المحترم، لكنه موجه من رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، كيف تهتمون بالحلو، وتنسون دوري في النهائي، وتنظيمه بهذا الحشد الجماهيري الهائل، كيف نسيتموني بهذا الشكل.

مرتضى منصور تناسى أنه ظهر في كل فضائيات ومواقع وصحف مصر ، لم يلحظ أنه لوث أسماع القارة كلها بالحديث عن الرشوة التي حصل عليها بكاري جاساما من أجل التصدي للزمالك وحرمانه من اللقب، والسؤال هنا هل يحتاج فريق فاز بثلاثية نظيفة ذهابًا، لرشوة الحكم كي يفوز، اعتقد انه يكفيه الدفاع طوال ال90 دقيقة، وهو ماحدث.

مرتضى منصور بدلًا من البحث عن أسباب خسارة فريقه للقب، التي كان أحد الأسباب الرئيسية فيها لأسباب معلومة للجميع، القى بالخسارة على شماعة السحر والدجل، وأكثر من ذلك هددنا بالضرب بـ "جزمته" اذا لم نقتنع بمبرره . والحقيقة إذا كنا نستحق الضرب بالأحذية، فهو لأنك موجود معنا، لأننا من سمحنا باستمرارك كرئيس أحد أكبر أندية أفريقيا، وعضوًا في مجلس النواب، وأشياء أخرى كثيرة معلومة للجميع، أن كنا جميعا نستحقها فلاننا تركناك تنمو وتستفحل وتستوحش لتصبح "مرتضى منصور".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحلو  وعودة وجزمة مرتضى الحلو  وعودة وجزمة مرتضى



GMT 12:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 04:31 2022 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

كأس العرب هيا..

GMT 17:33 2020 الخميس ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة مارادونا

GMT 11:04 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

" أبيض أسود

GMT 11:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 21:26 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

١٠ نقاط من فوز الاهلي على سموحة

GMT 21:47 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

كيف قاد فايلر الاهلي للسوبر بمساعدة ميتشو ؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab