ماذا بعد عضوية المكتب التنفيذي للكاف

ماذا بعد عضوية المكتب التنفيذي للكاف؟

ماذا بعد عضوية المكتب التنفيذي للكاف؟

 العرب اليوم -

ماذا بعد عضوية المكتب التنفيذي للكاف

بقلم - عبد اللطيف المتوكل

أصبح للمغرب عضوٌ منتخبُ في المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف"، هو فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهو أول حضور من نوعه لمغربي في مركز القرار داخل هذه الهيئة الإفريقية الوازنة.

 لذلك، يمكن القول بأن يوم الخميس 16 مارس/آذار 2017، سيبقى محفورا في تاريخ كرة القدم الوطنية لأنه اقترن بفوز تطلع إليه في وقت مضى مغاربة آخرون، إما من موقعهم كأعضاء داخل المكتب التنفيذي للجامعة، أو بصفتهم كأعضاء جامعيين سابقين، ومنهم من حصل على التزكية من الجامعة للترشح لعضوية المكتب التنفيذي للكاف وعضوية المكتب التنفيذي للفيفا، مثل سعيد بلخياط، إلا أن الفوز تبخر، بسبب انعدام إستراتيجية وطنية تتقاطع وتتكامل فيها أدوار الهيئات الرياضية والحكومية وتلعب فيها الدبلوماسية دورا محوريا ومؤثرا، لولوج مراكز القرار والتنافس على المناصب الكبيرة في مختلف الاتحادات الرياضية القارية والإقليمية والدولية.

ورغم انعدام هذه الإستراتيجية، إلا أن هناك أسماء مغربية استطاعت بإمكانياتها الذاتية وعلاقاتها الخاصة أن تظفر بمناصب قيادية في بعض الاتحادات القارية والدولية، مثل يسري حمودة الرئيس الأسبق للجامعة الملكية المغربية لكرة السلة والذي كان يشغل منصب رئيس الإتحاد الأفريقي للعبة، ومحمد زهير العبدي الرئيس السابق للجامعة الملكية للمصارعة، والذي ظل رئيسا للاتحاد الأفريقي للعبة لأكثر من 25 سنة، كما كان عضوا في المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي للمصارعة وفي هيئات رياضية عربية وإقليمية أخرى.

وهناك اليوم مغربيان على رأس هيئتين رياضيتين أفريقيتين بارزتين، الأول هو عبد العزيز بوكجة رئيس الإتحاد الأفريقي للركبي، وفؤاد مسكوت رئيس الإتحاد الأفريقي للمصارعة.

ومن الضروري أيضا استحضار بعض الأسماء الأخرى التي تمكنت من كسب العضوية في مراكز القرار ببعض الاتحادات القارية والدولية، لفترة من الزمن، كنوال المتوكل التي اعتلت منصب نائبة لرئيس اللجنة الدولية الاولمبية، وثريا أعراب التي كان لها حضور مهم داخل المكتب التنفيذي لكل من الإتحادين الأفريقي والدولي للكرة الطائرة، وهناك اليوم بشرى أحجيج رئيسة الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة التي تشغل منصبين هامين داخل المكتبين التنفيذيين للإتحادين الأفريقي والدولي للعبة، وإدريس الهلالي رئيس الجامعة الملكية للتايكواندو الذي يعتبر من الأسماء اللامعة والقيادية في المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي للتايكواندو، وفضلا عن هذه الوجوه هناك أسماء مغربية أخرى بصمت على حضور مميز داخل عدد من الاتحادات القارية والدولية، سواء على مستوى الإدارة والتسيير أو على مستوى التأطير والتكوين في تخصصات متنوعة.

وهذه الأسماء تستحق أن ترفع لها القبعة، لأنها ثابرت واجتهدت واعتمدت على قدراتها الذاتية ووسائلها الخاصة، حتى يكون لطموحها المشروع معنى، على الرغم من أنها استشعرت وكأنها تعامل من قبل الدولة المغربية بمنطق: "اذهب وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون"!!.

فما الذي فعلته الدولة المغربية من أجل  تدعيم الحضور المغربي داخل مركز التوجيه والقرار بمختلف الهيئات الرياضية القارية والدولية، وما الذي خصصته من دعم ومساندة ومصاحبة لتقوية هذا الحضور، ولتكون له انعكاسات إيجابية ومشرقة على الرياضة الوطنية؟؟!.

اليوم هناك منطق جديد، وإستراتيجية حقيقية وجادة، بفضلها تحول طموح رئيس جامعة كرة القدم فوزي لقجع لتكسير حاجز العبور إلى مركز القرار في الكاف، إلى إجراء قابل للتفعيل، خاصة بعد أن وضعت الدولة المغربية رهن إشارته إمكانيات ووسائل ومحفزات للاشتغال وبناء علاقة جديدة مع مكونات الساحة الكروية الإفريقية، تتأسس على منطق الشراكة والتعاون لإحداث التغيير ووضع قطار الكونفدرالية الإفريقية على السكة الصحيحة بمنظور ومفهوم جديدين!!.

فاقتران الانتخاب التاريخي لفوزي لقجع كأول مغربي ينتزع العضوية داخل المكتب التنفيذي للكاف، بعودة المغرب إلى مكانه الطبيعي والشرعي داخل الإتحاد الإفريقي، وارتباطهما معا بمدينة واحدة هي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي تقترن هي الأخرى بالتتويج الوحيد للمنتخب الوطني لكرة القدم كبطل لإفريقيا ذات يوم من سنة 1976، يؤكد على حقيقة واحدة، وهي أن الرياضة الوطنية قادرة على أن تتخطى الكثير من العقبات وأن تخرج من حالة التيه التي تتواجد فيها، إذا ما كانت جزء لا يتجزأ من السياسة العامة للدولة وفق إستراتيجية محكمة وخطة ناجعة وفعالة.

انتخاب لقجع كان يجب أن يصب في تدعيم مغربي آخر وصل بجهوده الذاتية المحضة إلى منصب رفيع المستوى في الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، وهو هشام العمراني الذي شغل مهمة كاتب عام لمدة ثماني سنوات، آتيًا من تجربة قصيرة قضاها في الإتحاد الآسيوي لكرة القدم، خاصة أن المغرب طرف أساسي وفعال اليوم في الأغلبية التي قررت إحداث التغيير في الكاف.

لكن العمراني المعروف بمزاجه الصعب والاستثنائي، والمحسوب على جناح عيسى حياتو، استبق قرار إعفائه بتقديم الاستقالة، في الوقت الذي كان عليه أن ينفتح على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للعمل سويا على ضمان استمراره في منصبه المهم، وتصحيح نظرة الآخرين إليه وتقديمه في صورة "الرجل المناسب للمنصب المناسب".

من المؤسف أن يغادر المغربي العمراني الكتابة العامة للكاف وأن تذهب لاسم آخر من بلد آخر، وأن تتزامن هذه المغادرة الاضطرارية مع حدث انتخاب أول مغربي عضوا في المكتب التنفيذي للكاف. ولا شك في أن العمراني يتحمل نصيبا كبيرا من المسؤولية في ضياع هذا المنصب، لكن على من لا يتفقون معه خاصة من داخل جامعة كرة القدم، أن يكفوا عن تقديمه في صورة "المذنب"، وعن اختلاق أكاذيب ومغالطات في حقه، وكأنه يحمل جنسية "جزر الواق واق"!!.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا بعد عضوية المكتب التنفيذي للكاف ماذا بعد عضوية المكتب التنفيذي للكاف



GMT 11:12 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

اكتشفنا..قبل توديع روسيا

GMT 11:26 2018 الأحد ,06 أيار / مايو

هل هذا ما يحدث اليوم للنسر الرجاوي؟؟!!

GMT 09:49 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

مهزلة .. فضيحة

GMT 15:59 2018 الأحد ,11 شباط / فبراير

قراءة في قرار اللجنة التحضيرية

GMT 22:05 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

فرتوت ليس مذنبًا

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab