الله يخرج طرح أبيدجان بسلام

الله يخرج طرح أبيدجان بسلام

الله يخرج طرح أبيدجان بسلام

 العرب اليوم -

الله يخرج طرح أبيدجان بسلام

بقلم : منعم بلمقدم

البرلمانيون وبعض من وجوه الحكومة لا يختلفون في طبيعتهم عما تفعله القردة أحيانا في مملكتها، إذا اختلفت تفسد الزرع وإذا تآلفت تأكل المحصول.

إنها الحكاية الأقرب للواقع ونحن نتتبع استباق الفرحة بليلة والهيلمان الكبير والضجة التي تثار هذه الأيام من خلال محاولة ركوب بعض نواب الشعب سامحهم الله على صحوة الأسود ومعهم بعض الوزراء، الحري بهم أن يهتموا بمشاريع الإنماء المعطلة وبمدققي الحسابات الذين يفتشون في دفاترهم بدل الحديث عن التكتيك والخطة التي سيربح من خلالها الأسود أفيال كوت ديفوار.

التاريخ لا يحمل لنا أخبارا سارة كلما حشر البرلمانيون ومعهم بعض الوزراء أنفهم في شأن الكرة وبخاصة الفريق الوطني، فنفس التاريخ يذكر أنهم لما رحلوا في وضع مشابه صوب ملعب ليوبور سيدار سانغور بالسينغال حين كان الأسود على بعد نقطة من مونديال آسيا، فقد جروا الويل والشؤم على البرتغالي كويلو الذي خرج من يومها ولم يعد.

وتكررت فعلتهم في كان 2004 حين كان الزاكي قد وقع على مسار هلامي مستور ومحجوب، وحين رحلوا جماعة لرادس جلبوا معهم نفس الشؤم الذي جعل الكرة تهرب من فوهامي في مناسبتين. وقبل كل هذه الأحداث وفي مشهد مونديال سنة 1998، وجد بعض من نوابنا المحترمون ورفقائهم في الحكومة في اقتراب الأسود من حافة الدور الثاني الفرصة ليلمعوا وجههم الذي كانت به الكثير من البقع السوداء يومها برحلة جماعية لسانت اتيان، إنتهت بصدمة قوية دخل من خلالها منتخب البرازيل على خط المؤامرة مع النرويج ليحرم هؤلاء النوام من فرصة الركوب على تكرار إنجاز مكسيكو 86.

اليوم الوقائع تتشابه، رئيس الحكومة نام  لدهر حتى خاله البعض أنه لا يفتح فمه سوى في عيادة طب الأسنان، ليصحو على تغريدات وتدوينات على "فيسبوك" وبعدها تصريحات يبشر من خلالها الجمهور بتذليل صعاب التنقل لكوت ديفوار، وكلنا يعلم أن حكاية التسهيلات هاته أكبر من سعد الدين العثماني، وبالتالي امتطاء هذه الصهوة ما عاد ينطلي على الشعب الذي يعرف متى وكيف تورد الإبل في مثل هذه القرارات الغليظة.

إنها روسيا يا عزيزي التي تسيل لعاب الكل ليبدأوا ومن الآن حملاتهم المبكرة لغاية في النفس، وكل الرجاء أن يمارسوا هواية التضليل هاته بعيدا عن معترك الأسود. ولا أرتاح لهذا الضجيج المثار حول الفريق الوطني والنقطة الغالية التي يحتاجها في رحلة النصر المؤملة صوب كوت ديفوار، لأن التجارب علمتنا أن الحاجة المستورة المرتبطة بواقع الأسود غالبا ما يحالفها التيسير والبركة.

هذا الضجيج أيضا إنما يحمل سلبية وضغط على لاعبي الفريق الوطني ويزيد من الأحمال الثقيلة على أكتافهم ويشعرهم بأنها مباراة تقرير مصير، والأفضل لو تركناهم لحالهم يدبرون النزال ووضعه في خانته العادية حتى لا ينقلب الشيء إلى ضده، كما فيها استفزاز للإيفواريين أنفسهم، وهو ما طلعته في صحيفة إيفوارية لم يرقها ما سمته :غزوة الجماهير المغربية المرتقبة"، ومؤكد أن كوت ديفوار ليست أي كان، فلا هي جزر القمر ولا السيشل وإنما هي منتخب تعود على المونديال في آخر 3 نسخ وبدوره يناقش مصيره عبر هذه البوابة.

كلنا نحلم ونأمل أن يكون التوفيق حليف الفريق الوطني أمام الأفيال، وكلنا نمني النفس بأن نرافق تونس ومصر والسعودية كعرب للإمبراطورية الروسية وأن نترك بصمتنا بساحة الكرملين. لكنه مقابل هذا، كلنا مدعوون لإبعاد اللاعبين عن كل مؤثرات الضغط، عن الشحن المضاعف وعن إثقال كاهلهم، لأن الشيء إذا زاد عن ضده ينقلب إلى ضده، وما على نوابنا الموقرين سوى أن يعطوا التيقار للأسود.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الله يخرج طرح أبيدجان بسلام الله يخرج طرح أبيدجان بسلام



GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:27 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

عذرا بوصوفة لا مجال للعاطفة

GMT 07:40 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

أين أخطأ الناصيري؟

GMT 08:08 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

مقاصد الرديف

GMT 11:54 2018 السبت ,04 آب / أغسطس

البنزرتي وبركة المغرب

الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab