ثلاثة ملفات كبرى

ثلاثة ملفات كبرى

ثلاثة ملفات كبرى

 العرب اليوم -

ثلاثة ملفات كبرى

بقلم: بدر الدين الإدريسي

على طاولة المكتب المديري لجامعة كرة القدم، توضع الكثير من الملفات المتفاوتة في درجة الإستراتيجية، والمحتاجة بالكامل إلى قرارات جريئة عليها يتوقف المستقبل القريب لكرة القدم الوطنية.

أول هذه الملفات، المقاربة التي ستتم بها معالجة إخفاق المغرب في الحصول لخامس مرة على شرف تنظيم كأس العالم، وما تستوجبه المرحلة القادمة من رؤية عميقة وواضحة، حيث يكون من المنطقي أن تتعامل الجامعة بدعم قوي من الحكومة، مع كل التعهدات التي قطعناها على أنفسنا في ملف الترشيح، كما لو أننا سننظم المونديال بعد ثمان سنوات من الآن، أي أن نواصل بوثيرة متسارعة، العمل على مستوى البنى التحية من ملاعب للمباريات وملاعب للتداريب، مستأنسين بالمجهود الخرافي الذي بذل في السنوات الاربع الأخيرة على هذا المستوى، ونجتهد أكثر في تطوير منظومة الإحتراف بكامل فقراتها.

أما ثاني الملفات فيرتبط بالإرث الذي تتركه مشاركة فريقنا الوطني في نهائيات كأس العالم بروسيا، الإرث الرياضي والإرث المرتبط بتسويق الصورة عالميا، فإذا ما كان الرضا الذي استشعره المغاربة وعبروا عنه بخصوص المستويات التي قدمها أسود الأطلس في مبارياتهم المونديالية الثلاث، يقلص بدرجة كبيرة جدا، سلبية الحصاد وقد تذيلنا مجموعتنا ولم ننل من المباريات الثلاث سوى نقطة وحيدة، فإن الحقيقة التي وقفنا عليها جميعا ونحن نجد لعدم تمكن الأسود من تجاوز الدور الأول مسببات، هي أن الفريق الوطني أدى غاليا ضريبة التغيب لعشرين سنة كاملة عن المونديال.

إن هذه الحقيقة، تلزمنا بأن نضع على رأس الأولويات أن لا يعود الفريق الوطني مجددا إلى التغيب لمدة زمنية طويلة عن المونديال، وأن نعمل وفق إستراتيجية واضحة يكون هدفها الأكبر هو تأهل الفريق الوطني للنسخة القادمة من المونديال، بعد أربع سنوات بقطر.

والإستثمار على نحو جيد في رأسمال الثقة الذي خرج به منتخبنا الوطني من مونديال روسيا، يعني بالضرورة أن تنتبه الجامعة وبشكل كبير إلى المكون الأساس والمهم في معادلة النماء الكروي، الأندية الوطنية التي هي قاعدة الهرم والتي تمثل لغاية الأسف الوجه الكئيب في المشهد الكروي الوطني، ومصدر الكآبة ليس ما يضرب أغلب هذه الاندية من سوء تدبير، ولكن مصدره التصدع الذي يحدث اليوم في نظام التمويل العمومي، بسبب ما بات يعرف بالتجاذبات السياسية.

هناك حاجة إذا، للتحرك نحو حلول عملية وجذرية لتنهض الأندية الوطنية بما على عاتقها من مسؤوليات، والأمر بنظري لا يتوقف عند فرض الأمر الواقع بإحلال نظام الشركات الرياضية، ولا يتوقف أيضا عند ترويض العمل المؤسسي والمقاولاتي داخل الأندية، ولكنه يتوقف أيضا على عدالة وتقنين توزيع المال العام بين الأندية، بشكل يساعدها في مدد زمنية معينة على أن تحقق الإكتفاء الذاتي وتنجح أيضا في احترام التوازنات المالية وبشكل يجعلها باستمرار تحت أجهزة الرقابة، فمن دون أندية معافاة ومهيكلة ومدعومة بحكم نفعيتها العامة، لا يمكن أبدا أن نتحدث عن مشهد كروي سليم.

أما ثالث الملفات، فيرتبط بالإدارة التقنية الوطنية، التي انقضت الأعوام الأربعة منذ أن تولى إدارتها ناصر لاكيط، وأصبحت هناك حاجة ماسة لتقديم حصيلة مدققة بما أنجز من قبل هذه المؤسسة التي تم تمكينها لأول مرة في تاريخ الكرة المغربية من إمكانات بشرية غير مسبوقة.

الحصيلة التي يفترض أن تكون موضوع افتحاص دقيق، ليأخذ أعضاء المكتب المديري للجامعة قرارا بشأن مستقبلها القريب بشأن ربانها الجديد وبشأن المهام التي ستنعض بها، فلا خلاف على أن كل ما تبنيه الجامعة من صروح، وما يصرف من أموال طائلة للهيكلة والرسكلة وتعزيز البنيات التحتية، لن يكون ذا جدوى، إذا لم تكن مؤسسة الإدارة التقنية الوطنية بنفس الدينامية والنجاعة والقدرة على تحقيق الأهداف. 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثة ملفات كبرى ثلاثة ملفات كبرى



GMT 17:33 2020 الخميس ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة مارادونا

GMT 20:41 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

"الفار المكار"..

GMT 12:18 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

فريق لكل وزير

GMT 12:16 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

توجه فرنسي بالوداد

GMT 12:29 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

صفات حكام كرة القدم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية
 العرب اليوم - عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
 العرب اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab