بقلم :عمر عاقيل
ﻛﻴﻒ ﻧﺼﻨﻊ ﻧﺠﻤﺎ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻭﻧﺰ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺓ أولمبية؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ يعد للمغرب مكان يذكر ضمن سبورة الميداليات؟ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺷﺪﺗﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﻞ ﺣﻴﺮﺗﻨﻲ ﻭأﺻﺎﺑﺘﻲ ﺑﺎﻟﻐﺒﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ المشاركات الأخيرة، ﻭﻓﻌﻼ ﻫﻲ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻬﺎ، ﺃﻱ ﻛﻴﻒ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺻﻨﻊ ﻧﺠﻢ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭمقارعة ﺃﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ أصبح عصيا علينا تحقيق الذهب؟ ﻫﺬﻩ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﻔﺔ ﺟﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺩﺍﺧﻞ أﺭﻭﻗﺔ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ.
ﻓﻠﻮ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﻣﺎ حققته الصين، ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻄﻢ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ، ﻓﺴﻨﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺳﺨﺮﺕ ﻣﻼﻳﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭﺍﺕ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺓ اﻷﻭﻟﻤﺒﻴﺎﺩ، ﺇﺫﺍ ﻭﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﺷﺪﻳﺪ، ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻢ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻔﻴﺰ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍلإﻧﺠﺎﺯﺍﺕ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻻ ﻧﺮﺍﻩ ﻟﺪﻯ ﻟﺠﻨﺘﻨﺎ اﻷﻭﻟﻤﺒﻴﺔ، ﻓﺎﻹﻋﺪﺍﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﻟﻴﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﺩﻡ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺕ، ﻓﺎﻟﺼﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻬﺪﻑ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2000 ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ.
ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ استضاف الدورة السابقة، ﺳﻨﺮﻯ ﺃﻧﻪ شاﺭﻙ ﺑﻼﻋﺒﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺷﺎﺭﻛﻮﺍ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﺧﻼﻝ ﺩﻭﺭﺓ ﺑﻜﻴﻦ ﺻﻐﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ ﺻﻐﺎﺭ في مختلف الرياضات، ﺑﻬﺪﻑ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺟﻴﻞ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻭﻣﻘﺎﺭﻋﺔ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺍﻟﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺍلقادمة، ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻛﻴﻒ ﻳﺼﻨﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﻴﻦ ﻧﺠﻮﻣﺎ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺤﺼﺪﻭﻥ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺗﺒﺎﻋﺎ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻏﺮﻗﻨﺎ ﻓﻲ ﻭﺣﻞ ﻣﻦ "ﺍﻟﺸﻮﻫﺔ" ﻋﻮﺿﺎ ﻋﻦ الإﻧﺠﺎﺯات، بأﻥ ﺭﻳﺎﺿﻴﺎ ﻣﻐﺮﺑﻴﺎ ﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﻛﺸﻒ ﺍلإﻳﺠﺎﺑﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺸﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﺭﺓ، ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﻧﺘﻤﻨﻰ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻄﺨﺖ ﺳﻤﻌﺔ ﺭﻳﺎﺿﺘﻨﺎ ﻭﺍﺗﻔﻖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻊ ﻋﻮﻳﻄﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﺳﺦ.
ﻻﻳﻨﻜﺮ أﺣﺪ بأﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻣﺎﺕ ﺭﻳﺎﺿﻴﺔ ﻣﻮﻫﻮﺑﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍلإﻫﺘﻤﺎﻡ ﻟﻜﻲ ﺗﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻪ أﺑﻄﺎﻝ ﻟﻦ ﻳﻨﺴﺎﻫﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ، ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻮﻳﻄﺔ، ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻞ، ﺍﻟﻜﺮﻭﺝ، ﺑﻴﺪﻭﺍﻥ ﻭﺍﺧﺮﻭﻥ، ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻥ ﻣﻨﺎ ﻛﻞ ﺍلإﺷﺎﺩﺓ ﻭﺍلإﺣﺘﺮﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﻣﺎﻳﻘﺪﻣﻪ بعض ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﻗﺎﺗﻤﺔ ﻋﻦ ﺭﻳﺎﺿﺘﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ.