مبارة مثالية للأسود

مبارة مثالية للأسود

مبارة مثالية للأسود

 العرب اليوم -

مبارة مثالية للأسود

بقلم : بدر الدين الادريسي

مثلت مباراة إسبانيا للفريق الوطني خليطا من الرهانات، فما كان للخروج المبكر من الدور الأول في أعقاب الخسارتين الموجعتين أمام إيران وإسبانيا، أن يحول النزال أمام "الماتادور" الإسباني إلى نزال شكلي لا طعم له ولا رئحة، ما كان ممكنا أن يغادر الأسود مونديال روسيا من دون أن يتركوا بصمة، أو لنقل من دون أن يظهروا للعالم أنهم ظلموا في هذا المونديال، أولا بوقوعهم في مجموعة الموت إلى جانب منتخب برتغالي، هو بطل أوروبا ويضم بين صفوفه أسطورة إسمها كريستيانو رونالدو، وأيضا إلى جانب منتخب إسباني هو بطل العالم في نسخة 2010 بجنوب إفريقيا والآتي لروسيا بثوب المرشح للفوز باللقب، وثانيا بتكالب العديد من الظروف التي أفقدته ظلما كل نقاط المباراتين الأوليين أمام إيران والبرتغال، وثالثا لغياب النجاعة الهجومية وللقرارات التحكيمية المثيرة للجدل.

كانت مباراة إسبانيا إذا هي الصفحة الأخيرة في كتاب الملحمة غير المكتملة، وما كان ممكنا أن لا يحشد الفريق الوطني كل ممكناته الفنية والكروية ويوظف مخزونه الإبداعي لينهي المشوار بأفضل صورة ممكنة.

وبرزت نوايا المغرب في مقارعة الجار "الماتادور" الإسباني، ولما لا الفوز عليه، برغم أن ذلك لن يفيد سوى في تلميع الصورة وإنقاذ السمعة، من خلال إصرار رونار على اعتماد التشكيل المحوري الذي جرى توظيفه في مباراتي البرتغال وإيران، مع تغيير حدث فيما يبدو تحت إكراه الإصابة، باستبدال بنعطية بغانم سايس ليتشكل متوسط الدفاع من لاعب وولفرهامبتون ومن مروان داكوسطا.

كان متوقعا أن تكون المعركة مشتعلة على مستوى الوسط، ومعه كان لزاما على الفريق الوطني أن يكون موفقا لأبعد الحدود، في تنويع الأداء بين دفاع متأخر وبين تصعيد متواتر لهذا الخط، لطالما أنه كان في مواجهة منتخب لا يستطيع أن يعيش لمدة 90 دقيقة من دون استحواذ شبه مطلق على الكرة، كان لزاما أن تكون العناصر الوطنية هادئة في تدبير أزمنة المباراة وأن لا تضيق الصدور بالإستحواذ الإسباني شبه المطلق على الكرات، وغير هذا وذاك كان من الضروري أن تحضر النجاعة الهجومية التي غابت في مباراتي إيران والبرتغال وتركت الفريق الوطني من دون أدنى هدف، فما ستتيحه مباراة إسبانيا من فرص ومن مساحات، مع اعتماد "لاروخا" على اللعب بخطوط متقدمة، لابد من استغلاله بأنجع طريقة ممكنة. وهو ما وقفنا عليه وخالد بوطيب يستغل كرة غير متقنة من الرسام إنييستا لعميده راموس، لينطلق من وسط الميدان ويوقع للفريق الوطني هدف التقدم.

صحيح أن "لاروخا" ستعود سريعا في النتيجة إثر بناء هجومي من عشرات الخيارات التي تملكها لوجود نوابغ في خطي وسطه وهجومه (بوسكيتش، دافيد سيلفا، إنييستا، ألكانتارا)، إلا أن الأسود يهنئون على أنهم أجادوا احتواء الطوفان الأحمر، وعلى أنهم في المناسبات التي انطلقوا فيها نحو الهجوم كانوا مصدر قلق كبير للدفاع الإسباني، فمن أربع مرتدات سجلوا هدفين وضاع منها هدف أكيد والقائم يرد صاروخ نورالدين أمرابط، وكانت الشهادات التي قدمها مدرب "لاروخا" فيرناندو هييرو والعميد راموس وكبار المحللين العالميين الموزعين على القنوات الأشهر في العالم، من أن المغرب نجح في فضح الهشاشة الدفاعية للماتادور، أكبر دليل على أن الفريق الوطني كسب بتعادله التاريخي أمام بطل العالم وأمام منتخب مشكل من نجوم ريال مدريد وبرشلونة اقوى ناديين في العالم كل الرهانات التي تحفز بها في مواجهته لإسبانيا، كسب الإحترام والتقدير، فلا خلاف على أنه في مبارياته الثلاث، أظهر قوة شخصية وتماسك هوية اللعب وتلاحما كبيرا بين كل المكونات، ليخرج من المونديال مرفوع الرأس مهاب الجانب وعنقه مطوق بأكاليل الإعجاب، وبما يدفع إلى الإستثمار على نحو جيد في إرث المونديال.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبارة مثالية للأسود مبارة مثالية للأسود



GMT 16:50 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

مهلا يا رونار

GMT 08:41 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أحمد في ورطة؟

GMT 06:15 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل لن يخذلنا

GMT 12:23 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

حبل الكذب قصير

GMT 12:50 2018 الخميس ,13 أيلول / سبتمبر

ميسور لك حبي واعتذاري

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab