الواف لا يخاف

الواف لا يخاف

الواف لا يخاف

 العرب اليوم -

الواف لا يخاف

بقلم - المهدي الحداد

«العود لّي تحكروا يعْميك» عنوان وملخص المربع الذهبي لكأس العرش، حيث المفاجأة الكبرى بإقصاء العملاقين الوداد والرجاء وتأهل بطولي لوداد فاس والنهضة البركانية إلى المباراة النهائية، في صورة جديدة معبرة عن غدر الكرة وتقلبها وعدم خضوعها للمنطق.

شاء القدر والحظ وكذا العزيمة أن يعبر البركانيون إلى المرحلة الختامية على حساب الوداد الذي أضاع التأشيرة بأقدام أوناجم والحداد، وأبى الحماس والشجاعة إلا أن يهديا الصغير وداد فاس هدية العمر من تحت مخالب النسر الرجاوي المتكبر والذي إستصغر خصمه فنال أشد العقاب.

الواف لقّن للرجاويين وللجميع درسا مباشرا في الإيمان بالذات والثقة بالنفس وعدم الخوف، وأظهر للكل أن التوفر على زاد الفتوة والرغبة والجرأة القتالية أفضل بكثير من التوفر على اللاعبين النجوم والمدرب العالمي والجمهور الخرافي، وأن المنطق والتكهن أكبر كذبة يمكن تصديقها في عالم كرة القدم، خصوصا في المواعيد الحاسمة والمباريات الفاصلة والمعارك القصيرة البعيدة عن مشوار البطولات الطويل.

مسابقات الكأس في دول العالم دائما ما تحمل المفاجآت المدوية التي لم يسلم منها حتى ريال مدريد بعظمته ضد فريق من الدرجة الرابعة، لكن ما حدث للرجاء البيضاوي بطنجة أمام الواف لم يكن ليحدث لولا إحتقار بعض لاعبي الفريق لممثل العاصمة العلمية، وبيعهم لجلده قبل إصطياده، وإيمانهم الأعمى بالمنطق والفوارق والفوز المؤكد.

شيء مؤسف وغير إحترافي أن يسقط العميد بدر بانون في تدوينة متسرعة وغير ناضجة بعد إنتهاء النصف الأول بين الوداد والنهضة بتأهل الأخير، يشمت بالغريم ويقصي مسبقا الواف، وينشر صورة لقلبين الأول برتقالي والثاني أخضر مع عبارة «إشتقت لرؤيتكم إخواني البركانيين»، في رسالة إنقلبت ضده وجرت عليه الويلات بعدما خاب ظنه وتهاوى بشكل مفاجئ ومحبط ضد الوداد الفاسي، الذي لم تزده مثل هذه الرسائل والتصريحات والثقة المبالغ فيها للرجاويين إلا إصرارا وتماسكا على تحويل المستحيل إلى ممكن.

الرجاء الذي خطط لحصد كل الألقاب هذا الموسم في الواجهات الأربع بدا صغيرا ضد الواف صغر فكر مدربه الإسباني غاريدو المحدود تكتيكيا، والذي يتحمل الكثير من المسؤولية في الإقصاء بخطة مثيرة للإستغراب وتغييرات غير مفهومة وأسلوب لعب مخالف تماما لنهج المدرسة الرجاوية، إلى جانب شرود بعض اللاعبين وتواضعهم وتأكيدهم أنه لا يقدرون على تحمل الضغط ولا يحضرون في المواعيد الكبيرة، وتغلب عليهم في جل الأوقات الغطرسة وعدم إحترام بعض الخصوم.

الإطار المجتهد والعصامي حسن أوغني نجح بتميز في قلب الطاولة وسجن النسر بعد قراءة دقيقة لأسلوب تحليقه وكيفية مهاجمته، وتمكن بطريقة عجيبة من شحن لاعبين الشباب للهجوم والصد والصمود حتى بلاعب مطرود، وأفلح في صفع غاريدو ونسوره في موقعة شمالية لم يتوقعها حامل اللقب بهذا السيناريو المشؤوم، ولم يتقبلها الجمهور البيضاوي الذي خرّبت فئة منه طائشة وهائجة مرافق ومدرجات ملعب طنجة الكبير سخطا على الطعنة الغادرة.

لهذا الإقصاء المر خسائر وآلام عميقة على الرجاء، لكنه يحمل فائدة مهمة وهي ضرورة الإستفاقة العاجلة والعودة بالأقدام إلى الأرض، قبل المباراة النهائية التاريخية ضد فيتا كلوب الكونغولي بعد أيام قليلة، لأن ما ينتظر النسور أشبه بالجحيم وخسارة ثاني لقب في شهر سيكون كارثيا لهذا الفريق الراغب في المصالحة مع الألقاب، أما ما ينتظر الوداد الفاسي بعد أسبوعين فهو بمثابة الحلم الرائع، تحقيقه غير ببعيد، لأن ما أظهره الواف من حماس وعزيمة وتكتيك يجعله يثق أكثر في قدرة الظفر باللقب الغالي، وصناعة المعجزة ودخول التاريخ كما فعل ذات يوم فريق مغمور إسمه مجد المدينة.

 

عن صحيفة المنتخب المغربية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الواف لا يخاف الواف لا يخاف



GMT 11:04 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

" أبيض أسود

GMT 10:57 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

الاتحاد «بخروه» من «العين» القاتلة

GMT 17:28 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

رئيس النصر خارق اللوائح

GMT 09:34 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد.. أسهل ديربي للأهلي

الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab